الحدث- رام الله
وصلت إلى ما أنت عليه؛ لأنك قمت بخطوة أو خطوات ناقصة في مراحل مختلفة من حياتك. الكليشيهات التي لطالما سخرت منها ستبدو منطقية. العمل الجاد مثمر، والإيجابية معدية، والتفاؤل هو السبيل الوحيد للحياة.. كل هذه الأفكار التي كنت تتجاهلها؛ لأنها «مستهلكة» باتت تعني لك الكثير. تدرك أن الحياة تمنحك بقدر ما تمنحها، ورغم أنك قد لا تعترف علناً لكنك تعلم ضمناً أنك قمت بالتقصير في مكان ما من حياتك المهنية أو العائلية أو الاجتماعية أو الغرامية، وتقصيرك هذا أوصلك إلى حيث أنت.
في الماضي كانت أحلامك كبيرة، تريد النجاح والمال والحب والسعادة. وكل ما كنت تقوم هو التركيز عليها. حالياً وبعد عدم تحقيقها بت تدرك أن عليك اعتماد مقاربة أكثر واقعية، ما يعني التركيز على ما يمكنك فعله، وتجاهل ما لا يمكنك تحقيقه. الأمر هذا سيدفعك إلى التركيز على نفسك وبالتالي تعديل محيطك ليشبهك أكثر، ما يعني أن حياتك ستصبح انعكاساً لما أنت عليه، وليس لما تتمنى أن تصبح عليه.
لا تدرك ما عليك القيام به، ولا تملك أدنى فكرة عن كيفية حل المشاكل التي ما تنفك تفرض نفسها عليك. قد تظن أنك في حالة من الضياع التام لكنك في الواقع، ورغم قساوة وصعوبة هذه المرحلة، تنفصل وبشكل كامل عن تصورك القديم لما يجب أن تكون حياتك عليه، وكيف يجب أن يكون المستقبل. الضياع يعني أنك تعيش كل يوم بيومه.
ورغم أنها قد تبدو فكرة سيئة لكن انظر للأمر وكأنها بداية جديدة تقوم من خلالها بتخزين نظريات وقناعات جديدة مختلفة تماماً عن تلك التي كنت تعيش وفقها.
الجملة التي يكره أي شخص يعاني من محنة ما سماعها هي أنه سيصبح أكثر قوة حين يتمكن من الخروج منها.. وعلى الأرجح لا تريد سماعها أنت أيضاً، لكنها واقع وحقيقة لا يمكن تجاهلها.
فكر بكل ما مررت به مؤخراً، المشكلة التي واجهتك قبل أعوام وبدت لك وكأنها نهاية الكون حينها تبدو سخيفة حالياً، والسبب هو أنك أصبحت أكثر قوة مما كنت عليه. السقوط والمضي بحياتك يزودك بقوة قد لا تدرك تأثيرها إلا حين تعود بالذاكرة، وتسترجع ما حصل معك.
الجميع يلقي باللوم على الآخرين حين يجد حياته تسير نحو الأسوأ، الأهل أو المجتمع أو الحظ.. لا فرق المهم أن هناك جهة ما ستلام. لكن السقوط المتكرر سيجعلك تدرك أن المشكلة تكمن بشخصك وليس بالآخرين. قسوة الحياة ستعلمك أنه لا يمكنك الاستمرار بلوم الآخرين؛ لأن ذلك لا ينفعك بشيء. الانتقال من مرحلة اللوم إلى مرحلة التصرف واستلام زمام الأمور هي خطوة كبيرة وهامة جداً نحو حياة أفضل.