الحدث - نادر الغول
في المناظرة الانتخابية لمرشحي الحزب الجمهوري ليلة الخميس حاز الموضوع الفلسطيني-الاسرائيلي على وقت لا بأس فيه من وقت المناظرة، فكانت السلطة الفلسطينية هدفاً لجميع المرشحين.
وخلال المناظرة اتهمت السلطة الفلسطينية بالتحريض على قتل الاسرائيليين من خلال أدواتها الاعلامية وتمجيد القاتل.
وكان التوجه السائد في الانتخابات حول العلاقات الأمريكية الإسرائيلية يميل نحو "الحياد"، وهو ما أكد عليه رجل الاعمال دونالد ترامب الذي صرح سابقا: "انه من الضروري ان تكون الولايات المتحدة وسيط سلام محياد حتى يتم التوصل الى حل سلمي يرضي الطرفين"، ولكنه وخلال المناظرة الانتخابية الأخيرة عدل من خطابه وقال "يجب علينا ايهام الفلسطينيين اننا محايدون للوصول الى اتفاق سلام مناسب لحليفنا الاستراتيجي اسرائيل".
ولم يقتصر الامر على ترامب الذي تراجع عن تصريحاته، فهذه المناظرة الانتخابية كشفت عن ضحالة اطلاع الحزب الجمهوري ممثلاً بمرشحيه، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهو ما ظهر خلال الحديث عن السلطة الفلسطينية وحركة حماس، الذي شكل لبساً لدى البعض بأن السلطة وحماس كيانٌ واحدٌ في إطار حكومة واحدة، دون التمييز أو الإشارة إلى حالة الانقسام الذي تعيشه الحكومة الفلسطينية,
ومن المفضل أن يكون صانعو القرار الفلسطيني أكثر متابعة لما يجري على الساحة السياسية الامريكية، لأن الخطاب الذي ساد بين جميع مرشحي الحزب الجمهوري تجاه السلطة كان محوره "بالارهاب" وتحريض السلطة عليه. وهو مؤشر على السياسة الخارجية لهؤلاء المرشحين.
على صعيد اخر وعلى غير عادة المناظرات السابقة كان المتنافسون اكثر هدوء ورزانة من المناظرات السابقة التي وصل الامر فيها بالمرشح ترامب، التفاخر برجولته على التلفاز، ولكن هذه الرزانة هذه المرة لم تمنع السيد ترامب من الهجوم على الإسلام والمسلمين معمماً أن جميع المسلمين يكرهون امريكا ويتمنون الشر لها. ومؤكدا في الوقت ذاته على انه لا يمانع قتل عائلات الارهابيين او كما وصفهم في وقت سابق "بالحيوانات" واليوم يصفهم "بالحثالة".
ويعتبر ترامب أن قواعد الاشتباك الامريكية أصبحت لينة ولا ترتقي للخطر الذي تواجه الولايات المتحدة من قبل "الاسلام المتطرف". وهو ما رفضه زملاءه على مسرح المناظرة مؤكدين على أن المسلمين في امريكا وحول العالم هم حلفاء لأمريكا معتبرين مهمة القضاء على داعش لن تتم دون مشاركة المسلمين "المعتدلين" مثل الاردن والسعودية ومصر.
ولكن اكثر ما يلفت الانتباه هو تصريح حاكم ولاية اوهايو جون كيشك عندما قال: "إنه على الولايات المتحدة الامريكية أن تشكل تحالفا دوليا للقضاء على داعش وارسال قوات برية للمساهمة في هذه المعركة والانسحاب بعد القضاء على داعش، وأن يقوم المسلمون باعادة رسم خريطة المنطقة!
ويبقى السؤال الناتج عن هذه المناظرة الانتخابية .. هل نحن بصدد شرق اوسط اكثر تشرذما؟