الحدث- حماس
قال موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ حركته قد تضطر إلى خوض مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، بضغط شعبي في حال استمر الوضع في قطاع غزة على ما هو عليه من حصار خانق.
وقال أبو مرزوق، في تصريحات صحفيّة، خلال مقابلة بثّتها محطة القدس الفضائية، (قناة فلسطينية)، في ساعة متأخرة من مساء أمس إن حركته لا تضع "فيتو" على المفاوضات السياسية مع إسرائيل، طالما اضطرت لذلك.
وهذه هي المرة الأولى التي يلمح قيادي بارز في الحركة إلى إمكانية التفاوض بطريقة أخرى.
وخاضت حركة حماس سابقا مفاوضات غير مباشرة- عبر وسطاء- من أبرزهم مصر مع إسرائيل، كان آخرها مفاوضات التهدئة، التي أعلنت في 26 أغسطس/ آب الماضي.
وأضاف القيادي في الحركة:"من الناحية الشرعية لا غبار على مفاوضة إسرائيل، ومضى قائلا:" كما فاوضنا إسرائيل، بالسلاح، نفاوضها بالكلام".
غير أن أبو مرزوق شدد على أن سياسة الحركة في الوقت الحالي تقضي بـ"عدم مفاوضة إسرائيل، غير أن على الآخرين، الإدراك بأن هذه المسألة غير محرمة".
وتابع:" أمام هذا الحال، وإذا بقي على ما هو عليه في الوقت الحاضر، فبمنتهى الصراحة، أصبحت هذه الفكرة شبه مطلب شعبي عند كل الناس في قطاع غزة"
ولفت المسؤول في حماس إلى أن "حركة حماس قد تجد نفسها مضطرة لهذا السلوك، عندما تصبح الحقوق الطبيعية لأهل غزة وقعها ثقيل على السلطة وحكومة التوافق إلى هذا الحد وهذه الدرجة.
ويقصد أبو مرزوق في حديثه، إحجام السلطة الفلسطينية، على استلام زمام الحكم في قطاع غزة، بهدف البدء بإجراءات فتح المعابر، وإعادة الإعمار، وهو ما تبرره السلطة الفلسطينية، بتشكيل حركة حماس حكومة ظل في القطاع.
ومنذ أن فازت حركة "حماس"، التي تعتبرها إسرائيل "منظمة إرهابية"، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل حصارًا بريا وبحريا على غزة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تخلي "حماس" عن حكم السلطة بغزة، وتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني في يونيو/ حزيران الماضي.
وأكد أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه، "تصبح كثير من القضايا التي كانت شبه محظورة لدى الحركة، مطروحة على أجندتها".
ولا تعترف حركة "حماس"، ذات الفكر الإسلامي والتي تدير الحكم في غزة منذ عام 2007 ، بوجود إسرائيل، وتطالب بإزالتها وإقامة دولة فلسطينية على كامل الأراضي الفلسطينية.
لكن حركة "فتح"، بزعامة الرئيس محمود عباس، اعترفت عام 1993 في أعقاب توقيع اتفاقية أوسلو للسلام بأحقية وجود إسرائيل، وتطالب بإقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وتشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، وشرق مدينة القدس.
ولا تقبل حركة "حماس" بشروط اللجنة الرباعية الدولية للسلام (الولايات المتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوربي، والأمم المتحدة)، والتي تطالبها بالاعتراف بإسرائيل.