الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة "الحدث"| هآرتس: أعاصبكم! منح جائزة لمعلمة فلسطينية تحرض على "اللاعنف"!

2016-03-17 07:15:19 AM
ترجمة
المعلمة حنان الحروب مع إحدى طالباتها

ترجمة الحدث- ناديا القطب

 

كتب زيفي بارئيل، المحلل السياسي في صحيفة هآرتس يوم أمس الأربعاء الموافق 16 آذار 2016، مقالاً بعنوان: !The nerve! Rewarding a Palestinian teacher who incites to nonviolence

 

وهذا نصه:

 

كيف يجرؤون على إعطاء جائزة المعلم العالمي لفلسطينية تعلم طلابها كيفية تحمل الاحتلال الإسرائيلي بسلام؟
 

لن يكون هنالك دليل أفضل من وجود مؤامرة معاداة السامية من اجل منح جائزة المعلم العالمي والتي قيمتها مليون دولار لحنان الحروب، وهي مدرسة من مخيم الدهيشة في الضفة الغربية التي وضعت منهاج "لا للعنف".



يالها من خيبة أمل. يا له من إحباط. صحيح، لم يكن الإسرائيلي المرشح للجائزة، وحتى ولو كان هنالك واحد، فبالتأكيد لن توجه له دعوة إلى دبي – مقر مؤسسة فاركي، التي تمنح الجائزة - ليتسلمها. ولكن بشكل صارخ وبصورة فجة تم تدمير ما لدينا من استراتيجية قائمة على مزاعم التحريض الفلسطيني ضد إسرائيل؟ لقد تم إعطاء تلك المرأة الفلسطينية سلاح الدعاية لتصور الفلسطينيين بأنهم الأشخاص الذين لا يحبون العنف، ويسعون للحد من الغضب والتوتر، والكراهية، وتقديم بديل للطعن والهجمات الإرهابية.



كيف يمكن للجنة التحكيم أن تتجاهل ما يحدث في الشوارع. كيف تجرؤ على إعطاء جائزة مليون دولار، أي ما يعادل جائزة نوبل، لشخص في نهاية المطاف يعلم الأطفال العيش بأمان حتى مع وجود الاحتلال؟  


البابا، ورئيس الوزراء البريطاني وغيرهم من كبار الشخصيات سارعوا إلى تهنئة الحروب على جائزتها، ولكن إسرائيل لن تقع في هذا الفخ. لا أحد من الوزراء، ولا حتى وزير التعليم أو وزير الثقافة، أو حتى رئيس الوزراء، في أقل تقدير، دعا لتهنئة الفائز أو رئيس السلطة الفلسطينية.



المعلقون على الإنترنت بسرعة كشفوا خدعة ماكرة، وأرادو أن يعرفوا كم من أموال الجائزة ستتبرع بها المعلمة لحماس أو غيرها من المنظمات الإرهابية. ليس هناك من طريقة أسهل لغسل الأموال من تمويل المنظمات الإرهابية؟ يجب علينا أيضا أن ننظر في ما إذا كانت الحروب غير مضطرة لدفع ضريبة على جائزتها - بعد كل شيء، هذا الدخل المتولد جاء تحت الحكم الإسرائيلي.


إن الإهانة الأعمق لإسرائيل هنا هي الجهود التي تبذل لاقتلاع كل برعم تعاون إسرائيلي- فلسطيني قبل أن يزهر. لقد أشعلت النيران في مدرسة ثنائية اللغة.  كتاب دوريت رابنيان "Borderlife"، والذي يصف قصة حب بين رجل عربي وامرأة يهودية، تم تحييده من نظام التعليم. زواج إمرأة يهودية من رجل عربي لاقى الشتائم، كما تعرض الزوجان إلى سيل من الشتائم وتم استهدافهم من أصحاب القلوب الدافئة لكنهم من ذوي الطباع الحادة. المسرحيات التي تصور المعضلات الفلسطينية، أو تلمح بأي شكل من الأشكال على بشاعة الاحتلال، تفقد التمويل الحكومي على وصنف المحررون على أنهم خارجون عن الملة الوطنية.


لن يسمح الإسرائيليون لأنفسهم بالتعرض للدعاية والتحريض التي يسعى الفلسطينيون لإغراقهم فيها. لا يجب علينا إعادة إنتاج أو السماح بهذا الأمر التسلل إلى الشعر الإسرائيلي والمسرحيات والأفلام أو الكتب المدرسية. يجب أن يكون الدرع الدفاعي المحكم والفعال. يجب علينا أن لا نسمع، يجب علينا أن لا نرى، ويجب علينا بالتأكيد أن لا نتكلم.



أي شخص يدعو إلى اللاعنف في إسرائيل سيتم وصفه والاشتباه فيه بأنه خائن، أو على الأقل احمق يؤمن بالتعايش في الوقت الذي بات من الواضح من هو العدو. ويجب أن تكون طاعتنا كاملة. يكون كاملا.. لن نكون مثل الفلسطينيين، حيث تقوم معلمة بكتابة كتاب ووضع ألعاب تعليمية من أجل تشجيع الأطفال على فهم الآخر والرغبة في التعامل مع المشاكل بطرق غير عنيفة.



والمشكلة مع المعلم الفلسطيني ذو شقين. انها دربت العديد من المعلمين الآخرين في كيفية استخدام أسلوب تعليمها، وبالتالي نشر ثقافة اللاعنف تحت أنوف الحكام الإسرائيلي. ولكن الفشل الحقيقي في هذه القصة هو أن إسرائيل لم تكشف عن نشاطها في الوقت، لم تكن تدرك أنها كانت تتنافس على جائزة المعلم العالمية ولا تراقب عملية التحكيم.



ونتيجة لذلك، كانت مفاجأة غير سارة كاملة. من كان يظن على وجه الأرض أن نظام التعليم الفلسطيني – الغارق في التحريض- والذي يزود مجموعة كاملة من الأعذار لعملية الدبلوماسية المجمدة - يتضمن هذا البرنامج الخطير في التعليم على اللاعنف؟