الحدث- نور أبو عيشة
لم يتوقف الغزيّ إسماعيل شملّخ، (54) عاماً، صاحب مزرعة دواجن، عند الخسائر التي تكبّدها خلال حرب الـ(51) يوماً على قطاع غزة بعد تدمير الطائرات الإسرائيلية الحربية لمزرعته، مما أدى إلى نفوق معظم دواجنه، إنما ابتلع غصّة تلك الحادثة التي وصفها بـ"الكارثة"، وبدأ بإعادة الحياة لمزرعته من نقطة الصفر.
وعقب انتهاء حرب الـ(51) يوماً على غزة، توجّه شملّخ نحو مزرعته للدواجن ، الواقعة في منطقة الشيخ عجلين، غرب مدينة غزة، لإعادة ترتيبها وتهيئتها لتصبح مكاناً صالحاً لتربية الدواجن ورعايتها، كما قال لمراسلة وكالة "الأناضول".
وتابع:" الطائرات الإسرائيلية استهدفت مزرعتي، المقسّمة إلى أربعة أجزاء، إذ وصل المبلغ الإجمالي للخسائر التي تكبّدها بسبب نفوق الدواجن إثر القصف إلى 12 ألف دولار، إضافة إلى خسائر تدمير البنى التحتية للمزرعة".
وأشار شملّخ إلى أنه بدأ العمل في مزرعته من نقطة الصفر، إذ باشر برعاية وتربية الصيصان (الدواجن حديثة الولادة)، لتصبح بحجم الدواجن التي يستقبلها السوق ليعرضها للمستهلكين.
واستكمل قائلاً:" بعد انتهاء الحرب، بدأت بتربية الصيصان، والآن كبرت، وبعد ثلاثة أيام، كأقصى حد، سأبيعها في الأسواق، كما أنني حالياً، أنتظر شحنة صيصان صغيرة الحجم".
وأوضح شملّخ أن تدمير مزارع الدواجن في قطاع غزة خلال فترة الحرب الإسرائيلية، أدى إلى نفوق الكثير من الداوجن، الأمر الذي تسبب في ارتفاع أسعارها في السوق المحلي.
ولفت إلى أن وزارة الزراعة حددت سعر الكيلو الواحد من الدواجن ب 17 شيكلاً أي ما يعادل 4.8 دولارات ، إنما يبيعها بعض التجار بنحو 23 شيكلاً – أي 6.5 دولار.
وأوضح أن سعر الكيلو الواحد من الدواجن يعتبر مرتفع، الأمر الذي حذا بالمستهلكين الغزيين بالعزوف عن شرائها.
وشهدت أسعار الدواجن والأسماك ارتفاعاً بنسبة 50%، عقب انتهاء حرب الـ 51 يوماً، على قطاع غزة، حسب وزارة الزراعة بغزة.
وعزفت الكثير من العائلات الفلسطينية في قطاع غزة عن شراء اللحوم البيضاء من "الدواجن"، بسبب ارتفاع أسعارها.
وقال المواطن الغزي محمد ناجي (45 عاماً)، من مدينة غزة، لمراسلة وكالة "الأناضول" إنه توقف عن شراء الدجاج في هذه الفترة، التي يتزامن فيها تردي الوضع الاقتصادي مع اقتراب موسميّ المدراس، وعيد الأضحى، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء يقترب من "نصف" ثمنها الأصلي.
وأوضح ناجي أن ارتفاع أسعار الدواجن سيغيّر العادات الغذائية لعائلته، بشكل لن يقبله جميع الأفراد، إلا أن الظروف تضطره إلى فعل ذلك.
وأضاف:" أفراد أسرتي لن يقبلوا بوقف شراء الأسماك والدواجن، لكن وضع الأسرة الاقتصادي لا يسمح بشراء لحوم مرتفعة الثمن".
وفي السياق ذاته، قال تحسين السقا، مدير عام التسويق في وزارة الزراعة الفلسطينية بالقطاع، لـوكالة" الأناضول":" أسعار الدواجن ارتفعت بنسبة 50 % من سعرها الأصلي، بسبب الضرر الكبير الذي لحق القطاع الزراعي الحيواني والنباتي، خلال الحرب التي شنّها الجيش الإسرائيلي على القطاع في السابع من يوليو/ تموز المنصرم، واستمرت لأكثر من 51 يوماً".
وأوضح السقا أن الطائرات الإسرائيلية دمّرت أكثر من 25% من مزارع الدجاج اللاحم و"البيّاض" مما أدى إلى نفوق وموت أعداد كبيرة من الدواجن والطيور.
وتابع:" الأسعار في سوق اللحوم البيضاء في قطاع غزة تشهد ارتفاعاً، بسبب قلة العرض المحلي، ووجود عجز محلي في تغطية كافة احتياجات المواطنين".
ولفت إلى أن قطاع غزة فتح باب استيراد الدواجن من الضفة الغربية من خلال المعبر الإسرائيلي التجاري كرم أبو سالم، كما أنها بدأت بتوريد البيض المنزلي.
وأضاف:" موت الكثير من الدواجن خلال الحرب، والعجز المحلي الذي يعاني منه قطاع غزة من الدواجن، أثر على توفر البيض في الأسواق، مما أدى السماح بتوريد البيض أيضاً".
وسمحت وزارة الزراعة، عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بدخول200 طن من الدجاج المبرّد والمجمّد.
(الأناضول)