الحدث- رام الله
افتتح رئيس الوزراء د.رامي الحمدالله، اليوم الأحد، معرض الغذاء الفلسطيني الحادي عشر "غذاؤنا 2016"، والذي ينظمه اتحاد الصناعات الغذائية على مدار ثلاثة أيام في قاعات منتزه البيرة.
وحضر حفل الافتتاح محافظ محافظة رام الله والبيرة د. ليلى غنام ووزيرة الاقتصاد الوطني عبير عودة، ووزير الزراعة د. سفيان سلطان ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الصناديق العربية والإسلامية جواد الناجي ورئيس بلدية البيرة فوزي عابد ورئيس بلدية بيتونيا ربحي دولة وممثلين عن الأجهزة الأمنية ورئيس اتحاد الصناعات الغذائية بسام ولويل وممثلين عن القطاع الخاص الفلسطيني والشركات المشاركة في المعرض.
وقال رئيس الوزراء في كلمته خلال حفل الافتتاح: "إسرائيل تستمر في محاولاتها لعزل القدس عن محيطها وطمس هويتها، ووصل بها الأمر لحد منع منتجات خمس شركات فلسطينية كبرى من دخول مدينة القدس واحتكار سوقها لصالح المنتج الإسرائيلي، وهو ما يعتبر قرارا سياسيا تعسفيا، تنتهك به كافة الأعراف والاتفاقيات التجارية، وتحاول من خلاله، سحق اقتصادنا الوطني وخنق سبل تطوره ونموه، وفي الوقت الذي نحذر فيه من تبعات استمرار هذا القرار العنصري، فإننا نناشد دول العالم، التدخل الفاعل لإلزام إسرائيل التقيّد بالاتفاقات الموقعة، وإلا فسنضطر إلى معاملتها بالمثل ومنع منتجاتها المماثلة من دخول أسواقنا."
وأضاف الحمد الله: "إن معرض الغذاء الفلسطيني، يأتي في صلب الجهود الحكومية ومكملا لها، فلقطاع الصناعات الغذائية دور محوري في اقتصادنا الوطني، ويعتبر أحد أهم قطاعاته الإنتاجية، حيث يشغل حوالي 21% من إجمالي العاملين في القطاع الصناعي، وارتفعت حصته السوقية لتصل إلى حوالي 40%-45%، ويعد أكثر القطاعات تقدما في فلسطين."
وتابع الحمد الله: "يأتي معرض "غذاؤنا" في وقت تحتاج فيه بلادنا كل طاقة حيوية وكل مشروع بناء لتنمية قدرة شعبنا على الصمود، بل وبث الأمل والطاقة الإيجابية وتعزيز ثقتهم بقدرتهم على النجاح وتخطي الصعاب. ففلسطين اليوم، تواجه مخططات التهجير والاقتلاع، وتصادر أرضها ومواردها، وتمعن اسرائيل في فرض حصار ظالم على قطاع غزة، وتفرض نظاما تعسفيا، يعيق حركة البضائع والأشخاص، وتمنع جهود التنمية والبناء في المناطق المسماة (ج)."
وأوضح رئيس الوزراء: "يرتكز عملنا على تعظيم قدراتنا الذاتية والاعتماد أكثر على مواردنا الوطنية، وتأتي حماية المنتجات والصناعات الوطنية وتمكينها، في قلب أجندتنا الوطنية وفي مقدمة تدخلاتنا الحكومية لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني وتحريره والنهوض بقدراته وطاقاته الكامنة. ولهذا، فقد سعينا، ومعنا المؤسسات الأهلية والقطاع الخاص، على دعم تطوير المنتجات الوطنية، فأطلقنا العام الماضي الاستراتيجية الوطنية للتصدير، وأعلنا عن مجلس الصادرات الفلسطيني، وعملنا على ضبط وتنظيم السوق الداخلي ومنع دخول بضائع ومنتجات المستوطنات. هذا بالإضافة إلى إعطاء الافضلية للمنتجات الفلسطينية عالية الجودة وذات السعر المنافس في العطاءات والمشتريات الحكومية، حيث نسعى إلى رفع مساهمة المنتج الفلسطيني في الناتج المحلي الإجمالي من 15% الى حوالي 35%، وبما يمكننا من خلق عشرة آلاف فرصة عمل جديدة."
وأردف الحمد الله: "لدينا الكثير من قصص النجاح في هذا المجال، حيث تمكنا، مع قطاعنا الخاص الذي توجه للاستثمار في الزراعة، من تطوير واستنهاض قطاع النخيل ومنتجات التمور، فبات لدينا كميات إنتاج كافية تنافس في التصدير لمختلف أنحاء العالم وتغطي السوق المحلية، مما منع تهريب منتجات المستوطنات إلى أسواقنا. واستطعنا كذلك عبر الأجهزة الرقابية، منع دخول المحاصيل الإسرائيلية في مواسم الزراعة الفلسطينية."
وأضاف رئيس الوزراء: "أشكر اتحاد الصناعات الغذائية الفلسطينية على ما يبذلونه من جهود للارتقاء بالمنتج المحلي وزيادة حصته السوقية، كما أشكر المصانع والشركات الوطنية على حرصها الشديد على تعزيز جودة منتجاتها والارتقاء بها إلى أفضل المواصفات والمعايير."
واختتم الحمد الله كلمته قائلا: "أؤكد للمستهلك الفلسطيني، أن الحكومة لن تدخر جهدا للحفاظ على سلامة الغذاء والسلع وضمان جودتها، وأحيي الجهد الوطني الكبير الذي تضطلع به جمعية حماية المستهلك من خلال تعاونها وتنسيقها مع جهات الاختصاص وأجهزة الرقابة لدعم المنتجات الوطنية ومتابعة شكاوى ورضا المواطنين."
من جانبه، قال رئيس اتحاد الصناعات الغذائية بسام ولويل "أن المعرض يعتبر من أهم الانجازات السنوية لاتحاد الصناعات الغذائية، ويشهد هذا العام نقلة نوعية على مستوى التنظيم والمشاركة، حيث تشارك فيه نحو 70 شركة من كبرى الشركات العاملة في الصناعات الغذائية، الى جانب مشاركة جمعيات نسوية منتجة".
وأشار ولويل الى أن المعرض يهدف إلى دعم المنتج والصناعة الغذائية المحلية، وفتح المجال أمام الجمهور للتعرف على هذه المنتجات، وخلق علاقات تفاعلية بين مختلف الجهات ذات الاختصاص لرفع مستوى المنتج الفلسطيني وجودته في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق الفلسطينية منافسة شديدة من المنتجات والسلع المستوردة.
من جهته، أكد رئيس بلدية البيرة فوزي عابد على أهمية هذا المعرض في دعم المنتج المحلي، متمنياً ان يحقق المعرض الأهداف المرجوة منه.
وعقب حفل الافتتاح، قام رئيس الوزراء بقص شريط الافتتاح وتجول في ارجاء المعرض.
ويحمل المعرض هذا العام شعار "منتج بلادك...الك ولولادك" ويستهدف الصناعات الغذائية الوطنية بهدف ابرازها للجمهور الفلسطيني ويشمل: قطاعات الألبان واللحوم والسكاكر والحلويات والزيوت النباتية وصناعة الخضار والفواكه والمطاحن الصناعات التقليدية والزراعية والبوظة والمرطبات. ويقام على هامش المعرض لقاءات بين رجال الأعمال، وورش عمل ومحاضرات هامة تتعلق بقطاع الصناعات الغذائية، الى جانب يوم توظيف للخريجين الجدد.
وينظم المعرض بدعم رئيسي من المصرف العربي للتنمية في شمال افريقيا بإدارة البنك الإسلامي للتنمية، وبرعاية ماسية من صندوق الاستثمار الفلسطيني ورعاية ذهبية من مؤسسة فاتن لتمويل المشاريع الصغيرة ورعاية فضية وراعي وثيقة التأمين شركة التأمين الوطنية، وبرعاية اعلامية من شبكة راية الاعلامية، ورعاية الكترونية من شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل". كما يقام المعرض بالشراكة مع منظمة فاو، شركة سنيورة، شركة دواجن فلسطين-عزيزا، شركة الجبريني لمنتجات الألبان، شركة سلسلة محلات بن ازحيمان، مجموعة شركات سنقرط.