الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ركام "مطار غـزة الدولي" يزيد وجـع معبـر رفح المغلق

2014-03-25 00:00:00
ركام
صورة ارشيفية

 

الحدث - وكالة الأناضول

يستذكر 1.8 مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة، بحسـرة ما كان يُعرف بـ"مطار غزة الدولي"، ورحلات الطيـران إلى الخارج التي لم تكن تتوقف على مدار الساعة.
ويود الغزيّون لو أن الحياة تدب في جدران ومهبط المطار، ويستحيل الفراغ في المكان المهجور إلى ممر، ينهي عذابات آلاف المرضى والحالات الإنسانية، أمام الإغلاق شبه الكامل لمعبر رفح البري، المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة للسفر للخارج.
ويقول صبحي أبو رضوان رئيس بلدية رفح (الفلسطينية):"مطار غزة الدولي، الذي تحول إلى ذكرى، كان كفيلا بإنهاء معاناة قرابة مليوني مواطن".
وأضاف في حديثٍ لمراسل "الأناضول": "الفلسطيني في قطاع غزة، هو أكثر من يشعر بأسى وهو يستذكر المطار، الذي شكل راحة لتنقل المسافرين".
وتابع:" للأسف، كل هذا يغدو اليوم ذكرى، لقد كان للمطار دور كبير في تسهيل حياة المواطنين، والرحلات كانت تنطلق من مطار غزة إلى مطارات الدول ذهابا وإيابا".
وهذا المطار الذي بات عبارة عن كومة من الحجارة، لطالما أشعر الفلسطيني بالسيادة على أرضه، كما يؤكد أبو رضوان، ومنحّه الاطمئنان بركوب طائرة بلده.
ومع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، تعرض المطار للقصف الإسرائيلي المستمر والمتواصل من الدبابات والطائرات التي أحالته إلى دمار، كما يروي أبو رضوان.
وتابع:" بعد تدميره بالكامل، وعدم تمكن المواطنين من السفر عبر المطار، تم اعتماد معبر رفح البري، كمنفذ بري وحيد لقطاع غزة نحو العالم، وللأسف في كل إغلاق للمعبر يتذكر المواطن في غزة أن مطارا شامخا كان هنا".
وتغلق السلطات المصرية، معبر رفح، الواصل بين قطاع غزة ومصر، بشكل شبه كامل، وتفتحه فقط لسفر الحالات الإنسانية، عقب إطاحة قادة الجيش، بمشاركة قوى شعبية وسياسية ودينية، بالرئيس المصري السابق محمد مرسي، في يوليو/تموز الماضي.
ويقع مطار غزة الدولي جنوب مدينة رفح، بالقرب من الحدود المصرية، وقد تم افتتاحه في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 1998 .
وعرف باسم مطار غزة الدولي، ثم "مطار ياسر عرفات الدولي" تيمنًا بالرئيس الفلسطيني الراحل كونه صاحب فكرة إنشائه.
وأنشئ مطار غزة بتمويل من "اليابان ومصر والسعودية وإسبانيا وألمانيا"، وتم تصميمه على يد معماريين من المغرب ليكون على شاكلة مطار "الدار البيضاء".
وتعود ملكية وإدارة المطار إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، وكانت  تديره سلطة الطيران المدني الفلسطينية.
وبدأ العمل بالمطار عام 1995 ثم وُضع حجر الأساس له بتاريخ 20 كانون ثان/ يناير 1996.
وهبطت طائرة الرئيس الراحل ياسر عرفات بتاريخ الثاني من حزيران/ يونيو عام 1996 كأول طائرة فلسطينية تهبط على مدرجه.
وكان الافتتاح الرسمي للمطار عام 1998 بحضور رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق بيل كلينتون وزعيم جنوب أفريقيا الراحل نيسلون منديلا.
وكان المطار قادراً على نقل 700 ألف مسافر سنوياً، ويعمل على مدار الساعة.
وقبل أن يصبح أثرا بعد عين، كان المطار يضم 19 مبنى، وتبلغ مساحة المبنى الرئيسي له 4000 متر مربع، وهو مصمم وفق العمارة الإسلامية ومزخرف بالقرميد المغربي، وضم أكثر من 400 موظف.
وبدأ الأسطول الجوي الفلسطيني بطائرتين من نوع "فوكر 50" تتسع لـ48 راكبًا، وكانت منحةً من الحكومة الهولندية.
أما الثانية فهي طائرة "بوينج727" تبرّع بها الأمير الوليد بن طلال (رجل أعمال سعودي) وتتسع لـ160 راكبا، وكانت كافية لتسيير رحلات إلى دول عديدة بناءً على اتفاقيات النقل الجوي الموقعة بين فلسطين وتلك الدول، وكان يسافر عبره يوميًا ما بين 300-500 مسافر.
وفي ديسمبر/كانون أول 2001 ، دمر الجيش الإسرائيلي محطة الرادار بالمطار والمدرج لكن ساحته لم تتعرض لدمار بالغ.
وقامت الجرافات الإسرائيلية بتمزيق المدرج إلى أجزاء في يناير/كانون ثان 2002، وأثناء حرب لبنان في صيف 2006 قصفت إسرائيل المبنى الأساسي، وحولته إلى أكوام من الدمار، إلى أن تلاشت معالمه.
وبعد تدميره تقدمت وفود الدول العربية لدى منظمة الطيران المدني الدولية (ICAO) وأحيل الموضوع إلي مجلس المنظمة، وقامت الوفود العربية في المجلس(السعودية، مصر، الجزائر ،ولبنان) بطرح القضية وفق نصوص المعاهدات والقانون الدولي.
وبعد مداولات مطولة، استخدم الوفد الأمريكي كل الوسائل للحيلولة دون إدانة إسرائيل، من قبل المجلس.
ولكن المجلس تحت إصرار الوفود العربية لجأ إلي التصويت، وكانت النتيجة إدانة إسرائيل التي دمرت مطارا مدنيا، وأجهزة ملاحية، يستخدم للأغراض المدنية فقط.
وكلف رئيس المجلس والأمين العام للأمم المتحدة بمتابعة تنفيذ القرار، لكن دون أن يتم تنفيذ شيء على أرض الواقع، ليظل إغلاق المطار مستمرا، وظلّت حجارته شاهدا على حلم فلسطيني لم يكتمل.