الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تحريض نتنياهو مكشوف/ بقلم سامي سرحان

2016-03-29 10:43:42 AM
تحريض نتنياهو مكشوف/ بقلم سامي سرحان

 

يجهد بنيامين نتنياهو نفسه لربط عربته بالقطار الدولي لكافحة الارهاب،  ففي كل مناسبة وفي كل خطاب له يدعو الى التكاتف الدولي لمكافحة الإرهاب ولا يعني نتنياهو فيما يقول سوى أن اسرائيل تتعرض للإرهاب الفلسطيني لكن العالم المتكاتف لمكافحة الإرهاب في العراق وسوريا وليبيا وعدد من الدول الإفريقية والأسيوية لا يرى ما يراه نتنياهو ولا يصغي لحملة التحريض التي يقودها ضد الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال الاسرائيلي البغيض.

     وجاء الرد الدولي الحاسم على دعوات نتنياهو بقرار اللجنة الدولية لحقوق الإنسان بالتنديد بالإستيطان الاسرائيلي ومقاطعة منتجات المستوطنات والطلب  إلى  حكومة اسرائيل بوسم هذه المنتجات بأنها منتجات من مستوطنات واقعة في أراض محتلة، وصعق نتنياهو وحكومته وأمطروا اللجنة الدولية لحقوق الإنسان بوابل من الشتائم التي تزخر بها جعبة نتنياهو وأعضاء حكومته اليمينية.

     لا يدرك نتنياهو ان العالم في تغير سريع وأن وسائل الاعلام والتواصل لم تعد تسيطر عليها رؤوس الأموال اليهودية. وبالتالي فالمعلومة او الحدث لحظة وقوعه يكون بين أيدي الملايين وجريمة اطلاق الرصاص على رأس فتى فلسطيني جريح من قبل جندي اسرائيلي هزت العالم كما هزته من قبل جريمة إحراق عائلة دوابشة في دوما العام الماضي وإحراق محمد أبو خضير حياً .

    لن تستطيع اسرائيل الدفاع عن جرائمها امام العالم سوى أن تفتح تحقيقاً قضائياً لا يفضي إلى شيء والتغني بأخلاقيات جيش الدفاع الذي يمارس القتل بدم بارد في الميدان لأطفال لم يتجاوزوا السابعة عشر لمجرد الشك بأنهم قد يقومون بعمل يعرض حياة جندي للخطر. والجندي القاتل يجد في الحكومة والمعارضة والجيش والقضاء ومن يدافع عنه وربما يوصف بالبطل .

   ويمارس نتنياهو القتل الموثق ولا يمل من اتهام الرئيس أبو مازن بالتحريض على الحالة الراهنة في البلد والعالم كله يدرك أن الرئيس ابو مازن هو من دعاة السلام والنضال السلمي والوصول إلى تسوية عبر المفاوضات المباشرة وغير المباشرة وهذا يتناقض مع ادعاءات رئيس الوزراء نتنياهو في خطابه الذي القي أمام "ايباك" وادعى فيه أنه مستعد في كل وقت وكل مكان للعودة إلى المفاوضات وان الرئيس عباس غير مستعد لذلك .

  كان نتنياهو يقول دوماً أنه مستعد للمفاوضات بدون شروط مسبقة في إشارة إلى رفضه طلب الجانب الفلسطيني بوقف الاستيطان، وهو اليوم يشترط حل الدولتين  للشعبين بأن تكون دولة الفلسطينين منزوعة السلاح وغير محددة الملامح وأن تكون دولة اسرائيل للشعب اليهودي والجميع يعلم ماذا يعني تعبير دولة الشعب اليهودي واثار ذلك على تاريخ الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي وتأثيره على مواطني دولة اسرائيل من العرب الفلسطينيين .

   لقد حبس نتنياهو نفسه في قمقم الكراهية للتسوية والوصول إلى سلام مع الفلسطينيين وليبقى رئيساً لحكومة أغلبية الصوت الواحد، لإدراك أن الإضراب المعارض لحكومته ترنو إلى الإلتحاق بركب هذه الحكومة لمجرد إشارة من إصبعه، ولكن ذلك لن يوفر الأمن والاستقرار في المنطقة ولا للشعبيين الفلسطيني والإسرائيلي . وسيخرج من الحلبة السياسية خاسراً بلا إنجاز يذكر حتى لو زرع أرض الضفة بالمستوطنات .