مسقط- الحدث
أحيت أوركسترا الشباب الفلسطينيي في دار الأوبرا السلطانية مسقط يوم الجمعة الماضية، حفلا حيث قدمت مجموعة من المقطوعات الموسيقية التي تنوعت بين الشرقي والغربي.
وقد تضمن الحفل عزف الافتتاحية الموسيقية لهكتور برليوز والتي ظهرت للنور أول مرة عام 1831 والمستوحاة من مسرحية شكسبير (الملك لير)، ثم تلتها أنشودة موطني للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان وتلحين اللبناني محمد فليفل عام 1934، وذلك بمصاحبة كورال الأوركسترا، والتي كان مطلعها ( موطني الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك، والحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك، هل أراك سالماً منعماً وغانماً مكرماً هل أراك في علاك)، وقد صفق لها الجمهور بعد أن أعادت الجميع إلى الذكريات الجميلة في أرض فلسطين، ثم قدم الكورال بزهرة المدائن التي تغنت بها المطربة اللبنانية فيروز بعد حرب 1967، وبعدها عزفت الأوركسترا أغنية السلام لغزة التي كتب كلماتها ولحنها سهيل خوري عام 2014 بعد اندلاع الحرب على غزة التي أودت فيها الهجمات الإسرائيلية بحياة أكثر من ألفي فلسطيني وخلفت وراءها أحد عشر ألف جريح، ثم عزفت الفرقة موسيقى القصيدة (الراقصة بعلبك) المستوحاة من الفلكلور اللبناني والمركبة مع عدة ألحان امتزجت فيها الموسيقى الشرقية مع الغربية.
واختتم الحفل بعزف السيمفونية الثانية بعنوان (الروسية الصغيرة ) والتي ألفها تشايكوفسكي عام 1872م.
وقال مستشار مجلس إدارة دار الأوبرا السلطانية للتعليم والتواصل المجتمي د. ناصر الطائي تأتي استضافة أوركسترا فلسطين للشباب كواحدة من المبادرات الإنسانية والوطنية والفنية لدار الأوبرا السلطانية مسقط.
من جانبه قال السفير الفلسطيني المعتمد لدى السلطنة سعادة أحمد عباس رمضان ان فرقة أوركسترا الشباب الفلسطيني تعبر عن فلسطين بأكملها فهم شباب في عمر الزهور أتوا من كل ربوع فلسطين فمنهم من أتى من الضفة، وقطاع غزة وغيرها من الأراضي الفلسطينية.
وأضاف: لقد شممنا فيهم رائحة فلسطين المحتلة عام 1948، إنهم بذلك التمكن الرائع من العزف يدعون كل فسلطيني للفخر والإعتزاز لما لديهم من إمكانات فنية فريدة وتمكن غير عادي من العزف بالإضافة إلى أصوات الكورال التي أضفت طابعاً سماوياً، هذه الفرقة التي تحمل إسم المثقف الفلسطيني الكبير إدوارد سعيد الذي وصف بأكثر صوت فعال في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، لذا فهو يمثل الكثير لكل الشعب الفلسطيني، وهذه الفرقة تمثل أحد أهم أسلحة النضال ضد العدو، لأن نضالنا ضده ليس فقط في الجانب العسكري والحربي، إنما يشمل كل المناحي الانسانية التي نحياها من جوانب حضارية وعلمية وأيضاً ثقافية أركانها الفن، خاصة وأن الثقافة الفلسطينية تتعرض للهجوم والطمث من قبل هذا العدو الذي يحاول سرقتها وتشويهها فالفن ينحت معالم الشعوب وتاريخها، وهذا العدو لا يملك من ذلك قيد أنملة.
وشكر السفير الفلسطيني دار الأوبرا السلطانية على دعوة الفرقة واتاحة الفرصة للجمهور الذي تكون من مجموعة كبيرة من مختلف الجنسيات لعرض قضيتنا بشكل حضاري، واضاف سعادته : ندين للسلطنة قائداً وشعبا وحكومة بفضل كبير لما نعلمه ونوقنه من قيمة لفلسطين لدى السلطنة وشعبها الخلوق ، سنرد هذا الدين يوماً في فلسطين الحرة الأبية.