الجمعة  27 كانون الأول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

«ديفيد هيرست»: حكام الإمارات ومصر والأردن لن يسمحوا بالإطاحة بـ«الأسد»

2016-04-02 08:13:15 AM
«ديفيد هيرست»: حكام الإمارات ومصر والأردن لن يسمحوا بالإطاحة بـ«الأسد»

 

الحدث - ترجمة أسامة محمد

 

 الكاتب البريطاني، «ديفيد هيرست»، إن والإمارات ومصر والأردن سعداء ببقاء رئيس النظام السوري «بشار الأسد» طالما أنه يقمع ربيع العرب.

 

وفي مقال نشره على موقع «ميدل إيست آي» تحت عنوان «خطاب الملك»، كشف مزيد من التفاصيل عن الزيارة التي قام بها الملك «عبد الله الثاني»، عاهل الأردن إلى واشنطن، مشيرا إلى أن آخر شيء يريده الملك لجارته الشمالية (سوريا) هو إجراء انتخابات حقيقية، وإقامة حكومات ائتلافية وتقاسم السلطة والثروة.

 

ولفت إلى أنه سوف يستمر النضال والصراع والفوضى حتى تنجح شعوب المنطقة في كسر القيود المفروضة عليها وإعادة اكتشاف روح ميدان التحرير، وبحلول ذلك الوقت، فإن أمثال الملك «عبد الله»، وولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، والرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، والقيادي المفصول من حركة فتح «محمد دحلان» سيكونوا قد انتهوا منذ فترة طويلة.

 

وإلى نص ترجمة المقال بالعربية:

 

كان 11 يناير/كانون الثاني، يوما سيئا في مكتب الملك «عبد الله الثاني» حيث كان ملك الأردن قد أوقف من قبل رئيس الولايات المتحدة، (باراك أوباما) على الرغم من أنه التقى نائب الرئيس «جو بايدن»، وقد تم تحديد موعد آخر له في واشنطن مع كبار أعضاء الكونغرس.

 

مزّق «عبد الله» في حديثه سياسة أمريكا في سوريا: أراد أن يعرف أين تقف أمريكا، هل الولايات المتحدة تريد التخلص من «الدولة الإسلامية» أو «بشار الأسد»؟ ألم تدرك الولايات المتحدة أن الحرب الباردة انتهت وأنها في منتصف الحرب العالمية الثالثة، التي يحارب فيها المسيحيون والمسلمون واليهود، الخوارج والخارجين عن القانون؟ «يجب على الولايات المتحدة أن تسأل نفسها لماذا وصلت داعش إلى هذا المستوى، هذا غير مقبول».

 

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي اشتكى «عبد الله» فيها «أوباما» إلى الكونغرس، فوفقا لـ«جيفري غولدبرغ» الذي أجرى مقابلة مع الرئيس لموقع أتلانتك، فإن «أوباما» سحب «عبد الله» جانبا في قمة حلف شمال الأطلسي في ويلز في عام 2014، قائلا إنه سمع أن الملك «عبد الله» اشتكى قيادته إلى الكونغرس الأمريكي، وأنه إذا كان لديه شكاوى فعليه التوجه مباشرة إليه.

 

وقد نفى الملك في وقت لاحق أنه أدلى بتصريحات مهينة إلى الكونغرس في عام 2014، ولكن بعد ذلك كما نفى تلك التصريحات التي تم تسجيلها، نفى أيضا تصريحات يناير/كانون الثاني، وأصبح الإنكار أسلوب حياة للملك.

 

ذهب «عبد الله» إلى إلقاء اللوم على تركيا بأنها كانت وراء مشاكل المنطقة مع الإسلام الراديكالي، و أن التطرف، على حد زعمه، قد صنع في تركيا ولم يكن من قبيل الصدفة أن يتحول نشطاء في «الدولة الإسلامية» إلى أوروبا، فهذه كانت سياسة تركيا لتصديرها، ولكن أوروبا لم تفعل شيئا حيال ذلك، وعلاوة على ذلك فإن تركيا تقوم بشراء النفط من «الدولة الإسلامية».

 

لماذا؟ لأنه، من وجهة نظر الملك، الرئيس «رجب طيب أردوغان» «دعم الحل الإسلامي الراديكالي في المنطقة»، وكانت مشكلة الأردن مع تركيا استراتيجية وعالمية، وقد تساءل الملك عن الدور الذي تقوم به تركيا في الصومال.

 

تم الكشف عن تفاصيل زيارة الملك في يناير/كانون الثاني إلى واشنطن، قبيل زيارة رسمية استغرقت يومين إلى العاصمة الأردنية عمان لرئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» الأسبوع الماضي.

 

لذا، لماذا فعل «عبد الله» ذلك؟ لمن كان يتحدث؟

 

هذه الهجمات على تركيا، باعتبارها القوة الدافعة وراء «داعش» قد نفذت من قبل، حيث قدم «محمد دحلان»، الرجل القوي والمستشار الأمني لـ«محمد بن زايد» ولي عهد أبوظبي، ولي عهد أبو ظبي، مطالبات مماثلة إلى «الناتو»، وجمعية معاهدة الأطلسي في بروكسل.

 

واتهم «دحلان» الغرب بالنفاق في أبشع صوره، وقد قال: «حسنا، وصل الإرهاب أوروبا، ولكن كيف وصل إلى هناك؟ لا أحد يقول، تجارة النفط العالمية، وأوروبا كلها تعرف من الذي يشتري من داعش، مع تركيا، ومع ذلك، أوروبا لا تزال صامتة، لو أجري هذا النوع من التجارة مع مصر، لشنت حربا سياسية».

 

وقال أيضا: «جاءت حركة الإرهاب في سوريا عبر تركيا، وأنتم تعرفون هذا، ولكن لا تهتمون، لأن لديكم مصلحة سياسية، أو ليس لدي أي تفسير لماذا يحدث، أنا لست ضد تركيا، ولكن أنا ضد عدم قول الحقائق عن أولئك الذين لا يواجهون داعش»، أولئك الذين يزودونها بالتسهيلات المالية، ويقومون بالتجارة في النفط معها أو تهريب الأسلحة إليها.

 

ثم قدم «دحلان» نقطة أيديولوجية بشكل علني عن الدين والسياسة في بلد مسلم، ووصف بيته الجديد، الإمارات العربية المتحدة (البلد الذي يعذب ويسجن فيها المعارضة، ويمول صناديق الانقلابات العسكرية في مصر، والتدخلات في ليبيا والاغتيالات في تونس)، بأنها واحة من السلوك الليبرالي، لديها الكنائس والمساجد والشواطئ.

 

وقال: «هناك تطور وهناك رعاية للشعب، لذلك، نعم إذا كنا نريد أن نبني المستقبل، يجب علينا أن نستخدم نموذجا ناجحا».

 

هاجم كل من «عبد الله» و«دحلان» تركيا ليس فقط كمورد للأموال والأسلحة المزعومة لـ«الدولة الإسلامية»، ولكن أيضا باعتبارها نموذج سياسي بديل لأنظمة استبدادية مثل الأردن أو الإمارات العربية المتحدة.

 

تركيا والأردن والإمارات، يفترض أن الجميع على نفس الجانب في سوريا، وهو جزء من التحالف العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية، ولكن لا «عبدالله» ولا الإماراتيين يتعاملون مع هذا التحالف جديا بل بشكل خطابي فقط، وفي الكلمة التي قدمها إلى الكونجرس اعترف «عبد الله» أن الأردن انضم إلى هذا التحالف فقط لأنه كان «غير ملزم».

 

الأردن والإمارات ومصر سعداء ببقاء «الأسد»، طالما سوريا تقمع ربيع العرب، آخر شيء يريده الملك لجارته الشمالية هو إجراء انتخابات حقيقية، وإقامة حكومات ائتلافية وتقاسم السلطة والثروة.

 

تركيا تفاوضت مع «الأسد» لمدة ثمانية أشهر في محاولة لإقناعه بقبول الإصلاحات السياسية،.. السعودية وقطر تسامحتا في دعم إسلاميين بين المتمردين في الجيش السوري الحر على أمل الوصول لانتخابات حرة، ومن أجل استمالة هؤلاء بعيدا عن هامش المجموعات التابعة لتنظيم «القاعدة».

 

وقد تكون ائتلاف معارض أيضا من «الأسد» وروسيا وإيران، الذين يقاتلون من أجل نفس الشيء وهو استمرار النظام.

 

ويرى «بوتين» سوريا من منظور حركات التمرد في الشيشان وداغستان وطاجكستان، ويشعر بالخيانة من جانب التأكيدات لروسيا في ليبيا، وقد تراجع «باراك أوباما» في سوريا، كما فعل في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، ففي مقابلة له مع «أتلانتك»، اعتبر «أوباما» قراره بعدم قصف «الأسد» بعد الهجوم الكيماوي لحظة تحرر من قواعد اللعبة التي تمارسها السياسة الخارجية لواشنطن مشبها ليبيا بعرض مقرف بعض سقوط «القذافي».

 

كتب «غولدبيرغ»: «ليبيا أثبتت له أن الأفضل تجنب الشرق الأوسط»

 

«لا يوجد أي اطريقة يجب أن نلتزم بها تجاه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، جملة قالها «أوبامار في الآونة الأخيرة لزميل سابق من مجلس الشيوخ، وأضاف «هذا سيكون من الأساس، خطأ جوهري».

 

ويكمن الرهان في أن أيا من التحالف المؤيد لـ«الأسد» ولا الذي تدعمه السعودية سيسود في سوريا، الاحتمالات الأكثر ترجيحا لوقف إطلاق النار هي سوريا مجزأة بشكل دائم إلى دويلات طائفية كما كان العراق بعد الغزو الامريكي.

 

يمكن اعتبار أن هذا هو أقل الخيار الأقل سوءا لصالح قوى أجنبية تتدخل في سوريا، الأردن والإمارات ومصر سيوقفوا هذا الشيء الخطير الذي يسمى تغيير النظام، والسعودية ستوقف إيران و«حزب الله»، وروسيا أصبح لديها قاعدة بحرية لها والاحتفاظ بها يهيء لها موطئ قدم في الشرق الأوسط، و«الأسد» سوف يبقى على قيد الحياة في حالة طائفية منكمشة، وللأكراد منطقتهم في الشمال، وسوف تهرب أمريكا مرة أخرى من المنطقة.

 

هناك خاسر واحد فقط في كل هذا - سوريا نفسها، وخمسة ملايين من السوريين المنفيين الذين سيصبح وضعهم دائما، تاريخ المنطقة لديه الكثير من الدروس للقوى الخارجية، وهذا يثبت أن التجزئة لا تؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى، تحتاج المنطقة إلى المصالحة، والمشاريع المشتركة والاستقرار كما لم يحدث من قبل، وهذا لا يأت من خلق جيوب طائفية مدعومة من قوى أجنبية.

 

«الدولة الإسلامية» هي إلهاء عن الصراع الحقيقي في المنطقة، وهو التحرر من الدكتاتورية وولادة الحركات الديمقراطية الحقيقية.. التاريخ لم يبدأ في عام 2011 و لن يتوقف الآن، و ثورات 2011 تكونت بعد عقود من سوء الحكم، هناك سبب جعل الملايين من العرب انتفضوا - سلميا في البداية - ضد حكامهم وهذا السبب لا يزال موجودا اليوم.

 

طالما لا يوجد حل ديمقراطي حقيقي في الشرق الأوسط، وسوف تستمر مجموعة الدول الإسلامية على التحور مثل المرض الذي أصبح مقاوما للمضادات الحيوية في الجسم السياسي في الشرق الأوسط، في كل مرة يتغير شكله، وسوف تصبح المعركة أكثر ضراوة.

 

وسوف يستمر النضال والصراع والفوضى حتى تنجح شعوب المنطقة في كسر القيود المفروضة عليها وإعادة اكتشاف روح ميدان التحرير، وبحلول ذلك الوقت، فإن أمثال «عبد الله»، «محمد بن زايد»، «السيسي» و«دحلان» سيكونوا قد انتهوا منذ فترة طويلة.

 

(ترجمة الخليج الجديد)