الحدث- وكالات
اسمٌ جديد ينضمّ إلى لائحة الـ"Superfood" على وشك أن يُحدث "زلزالاً" في عالم التغذية، لا بدّ من تسليط الضوء عليه سريعاً للتعرّف عن كثب إلى خصائصه العظيمة. نتحدّث تحديداً عن الـ"مورينغا" (Moringa) التي وصفها العلماء بـ"شجرة الحياة"! ما الذي تُخبّئه من فوائد سحريّة؟ المورينغا عبارة عن شجرة تنمو بسرعة إستثنائية في بيئات تعجز غالبية النباتات الأخرى عن العيش فيها، وتحديداً في المناطق شبه الجافة مثل دارفور وجنوب إثيوبيا، إضافةً إلى المناخات الإستوائية. غير أنّ هذا الأمر ليس وحده الذي يجعل هذه العشبة مميّزة جداً، فهي تملك قيمة غذائية وفوائد صحّية تستدعي منحها إهتماماً كبيراً على نطاق واسع!
وقبل الغوص في أبرز خصائصها، تحدّثت خبيرة التغذية ناتالي جابرايان لـ"الجم"هورية" عن طرق تناولها، فقالت إنّ "قرون المورينغا الخضراء (Drumsticks) غير الناضجة تُحضّر بطريقة مشابهة للوبياء الخضراء، في حين أنّ البذور يتمّ إزالتها من القرون الناضجة وتُطبخ كالبازلاء أو تُحمّص كالمكسّرات.
أمّا أوراقها فتُطبخ وتُستخدم كالسبانخ، كما يمكن تجفيفها وتحضيرها على شكل بودرة وإضافتها إلى الـ"Smoothies" أو إستعمالها لتتبيل الأطعمة تماماً مثل سائر أنواع البهارات".
علاج مئات الأمراض
وأضافت أنه "إستناداً إلى "US National Institute of Health"، إستُخدمت الموريغنا منذ آلاف السنين لعلاج مئات الأمراض والوقاية منها، أبرزها الأنيميا، والتهاب المفاصل وغيره من آلام المفاصل، والربو، والسرطان، والإسهال، والسكّري، والكولسترول، والإمساك، والحساسية، والتهاب المسالك البولية، والصرع، وأوجاع البطن، وقرحة المعدة، وآلام الرأس، والتشنّجات المعوية، ومشكلات القلب، وإرتفاع الضغط، وحِصى الكلى، وإحتباس السوائل، وإضطرابات الغدّة الدرقية، والعدوى البكتيرية والفيروسية والفطرية والطُفيلية. فضلاً عن أنها تحسّن وظائف الكبد، وتبني الكتلة العضلية وتحافظ عليها، وتخفّض النفخة، وتُستخدم للتحكّم في معدّل الوزن، وخفض الورم، وتعزيز الرغبة الجنسية، ومنع الحمل، ودعم الجهاز المناعي، وعلاج الإضطرابات الهرمونية والمشكلات المُصاحبة لإنقطاع الطمث، وزيادة إنتاج حليب الرضاعة.
وقد تُستخدم أحياناً مباشرة على الجلد بمثابة قاتل للجراثيم أو مرطّب، وعلاج القدم الرياضي، وقشرة الرأس، والتهاب اللثة، ولدغات الثعابين، والثآليل، والجروح".
ولفتت إلى أنّ "المورينغا تُستخدم أيضاً في تحضير الصابون، ومستحضرات التجميل، وصنع الأوراق، وتشكّل نوعاً من السماد، وطعاماً للحيوانات، كما وتُعتبر وسيلة فعّالة لتنقية المياه وقتل 95 في المئة من البكتيريا والجراثيم الموجودة فيها.
أما زيت بذور المورينغا، فإلى جانب إستعماله في المأكولات، والعطور، ومنتجات العناية بالشعر، وتشحيم الآلات، يلعب دوراً فعّالاً في العناية بالبشرة والحفاظ على نضارتها، وخفض التجاعيد، والتخلّص من الهالات السوداء.
كذلك يُستخدم بمثابة زيت للتدليك ويمكن أن يهدّئ التعب والوجع في العضلات، ويساهم في خفض تساقط الشعر والحفاظ على قوّته، ويقلّص آلام الرأس عند الإستعانة به للتدليك في هذه المنطقة، ويلعب دور المطهّر.
أما مضادات الأكسدة الموجودة فيه فهي تُحدث العجائب عندما يتعلّق الأمر بمحاربة الشيخوخة لأنها تمنع الجذور الحرّة من تلف الخلايا. فضلاً عن أنه يحتوي حامض الأوليك (Oleic Acid) المتوافر بشكل أساسي في زيت الزيتون، وبذلك فهو يرطّب الشعر والبشرة".
محاربة سوء التغذية
ماذا عن أبرز خصائص المورينغا الغذائية؟ علّقت جابرايان أنّ "المورينغا مصدر غذائي جيّد في بعض أنحاء العالم. بما أنها تُزرع بسهولة وبثمن بخس، وأوراقها تضمّ نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن خصوصاً عندما تُجفّف، يُعتمد عليها بشكل كبير في الهند وأفريقيا لمحاربة سوء التغذية".
وكشفت أنّ "الميزة الأساسية التي أثارت دهشة العلماء ترتبط تحديداً بالمحتوى البروتيني، بحيث تُعتبر المورينغا من بين النباتات النادرة التي تحتوي الأحماض الأمينية التسعة الأساسية التي تكون عادةً متوافرة فقط في المصادر الحيوانية.
كذلك فإنّ محتواها بالفيتامين والمعادن ملحوظ على حدّ سواء، مع مستويات عالية من الفيتامينات A، وB، وC، وD، وE، وK، ومعادن الحديد، والزنك، والسلينيوم، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والصوديوم، والفوسفور، والماغنيزيوم، والنحاس، والكروميوم، والكلورايد.
فضلاً عن أنّ أوراق هذا النبات تفيض بالمواد المضادة للأكسدة ومجموعة واسعة من البوليفينول، وأحماض الفينوليك، والفلافونويد، واللوتين، والأوميغا 3 و6 و9، وقد أظهرت الأبحاث أنّ هذه المواد تخفّض معدّل السكّر في الدم، وتنظّم الضغط والكولسترول، وتعمل بمثابة مضادات القرحة، والورم، والالتهاب".
وأشارت إلى أنّ "ملعقة واحدة كبيرة من مسحوق نبات المورينغا تحتوي 2 غ من البروتين، و110 في المئة من الجرعة اليومية الموصى بها للفيتامين A، و16 في المئة للكالسيوم، و28 في المئة للفيتامين E، و85 في المئة للفيتامين B2، و48 في المئة للفيتامين C، و10 في المئة للحديد.
وإستناداً إلى قيمتها الغذائية المذهلة، تمّ مقارنة المورينغا بأطعمة أخرى، وتبيّن أنها تحتوي الكالسيوم أكثر بأربع مرّات من الحليب، والبوتاسيوم أكثر بثلاث مرّات من الموز، والفيتامين A أكثر بأربع مرّات من الجزر، والفيتامين C أكثر بسبع مرّات من الليمون، والبروتينات أكثر بأربع مرّات من البيض. إنها أشبه بـ"Multivitamin" بشكله الطبيعي".
متى يجب الحذر؟
وشدّدت جابرايان على "ضرورة تفادي إستهلاك جذور المورينغا بعدما تبيّن أنها سامّة، أما المعدل المسموح فيبلغ 6 غرامات يومياً لمدة 3 أسابيع. وعلى رغم أنها آمنة، لكن يجب على الحوامل والمرضّعات ومرضى الكلى الحذر من المورينغا بعدما تبيّن أنها تؤدي إلى تقلّص الرحم وبالتالي زيادة خطر الإجهاض، وتشكّل ضغطاً على الكِلى لغناها بالبوتاسيوم والكالسيوم والبروتينات. وصحيحٌ أنها تعزّز حليب الرضاعة ولكن بما أنه لم يثبت تأثيرها في الأطفال يُفضّل عدم تناولها خلال هذه المرحلة".
وأخيراً أكّدت أنّ "العلماء في صدد إجراء مزيد من الأبحاث للتعرّف أكثر إلى هذه "العشبة المُعجزة". لا يوجد شيء مؤكّد 100 في المئة لكن ما تمّ التوصّل إليه حتى الآن مُثبت بنحو 90 في المئة، الأمر الذي دفع إلى تحضير المورينغا أيضاً على شكل مكمّلات غذائية.
لكن على رغم كلّ الفوائد السحرية المذكورة، يُفضّل إستشارة الطبيب أولاً قبل تناول أيّ جرعة من المورينغا التي تُحدّد عادةً وفق العمر والصحّة. حتى وإن كان المصدر نباتياً، فإنّ الإفراط في الكمية سيؤدي حتماً إلى إنعكاسات خطيرة".