الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مقهى الشعر المغاربي المعاصر: الشاعر عادل لطفي

يعدّها:محمد الأمين سعيدي/شاعر وأكاديمي جزائري

2016-04-16 12:04:31 PM
مقهى الشعر المغاربي المعاصر:
الشاعر عادل لطفي

المغرب الأقصى قصيدة تعيش في العالم، بلد متنوّع اللغة والعرق والطبوع مثله مثل باقي بلدان المغرب الكبير. وهو أيضا بلدٌ متنوّع بثرائه الثقافي، وبشعرائه الذين كتبوا نصا مغربيا هوية ووجودا. من أجل هذا الزخم المعطّر بالتاريخ والحاضر والآتي؛ نحن اليوم ضيوف بيت الشاعر والصحفي المغربي عادل لطفي، من جيل الشباب، من مواليد سنة 1983 تحديدا بفاس المدينة/الشعر المكتوب عمقا في كتاب الأرض عمارة وحياةً وخلاخل الأنثوي الجليل، صدر له في الزجل"شوفات الخاطر" سنة 2013، و"الثلجنار" وهو تجربة زجلية مشتركة مع الشاعر الجزائري عبد الرزاق بوكبة، وفي سنة 2014 مجموعته الفصيحة:"عطش يروي سيرته". يكتبُ عادل مشتغلا على حداثة نصه سواء الزجلي أو الفصيح، يجرّب حظه في القبض على نصوص مختلفة كما يجرّب كل الشعراء الواعين بالعملية الشعرية وما تقتضيه من اشتغال مستمر على الذاتِ والمعنى ورؤية العالم. سيتعرف عليه القارئ الآن من خلال قصيدته المعنونة"النشيد الذي في كفيّ"، لن أقول شيئا كثيرا حول النص كي لا أشوّش على القارئ، لكنّ فيه اشتغالا واضحا على رؤيا مختلفة تحركها خلفيات فكرية وفلسفية، يشتغل أيضا على تقنيات الحوار، على تعديد الصوت الناطق في النص. أقول فقط ستكون قهوتكم لذيذة على مائدة هذا الشاعر المغربي البهي:

النَّشِيدُ الذِي فِي كَفَّيَّ

عادل لطفي/المغرب

1

" صامتٌ لَيْلُهُ 
ما الَّذِي يَكْظِمُ الدَّمْعَ فيهِ 
إذَا لَفَّهُ 
 الشَّوْقُ لِلْمِلْحِ ؟
!

لَكِنّهُ يَنْتَهــِي عِنْدَما فَجرُهُ يُحرقُ الكبرياءْ
عِنْدَمَا يَتَذَكّرُ أَنْ فَطَمَتْهُ 
السّمَاءْ "

                                   

هَكذَا هَمسَتْ وَ هْيَ تَحْكِي عَنِ الْمُشتَهى
وَلأَنَّ الْحِكَايَةَ قَدْ أوْغَلَتْ فِي النّحيبْ

كانَ لاَبُدَّ مِنْ زَمَنٍ آخَرٍ

كَانَ لابُدَّ مِنْ أَثَرٍ 
وَ يَدٍ يَشْتَهِيهَا الْحَلِيبْ

وَلأنَّ الْحِكَايَةَ لَمْ تُنْهِ
خُطْوَتَها 
في الكلامِ

أقولُ الَّذِي لمْ تَقُلْهُ السماءُ 
لكيْ لا يجفَّ - إذا نَطَقَتْ -
ضَرْعُها :

 

" ساكتٌ ليلُها / صارِخٌ ليلُهُ ...


دَمْعُهُ ..
دَمْعُهَا "

2

 

يا رُؤايَ احتَمي بِشهيقِ الهُبوط إلى لَوْعَةٍ في الرُّخامْ

 

قالَ لي طيفُ ظلّي :

" صَهيلُ اللُّغَهْ

يُمْعنُ الطعنَ في شَهْقَةٍ في 

الوَريدْ

عِندَما الدمُ يَغسِلُ فِضَّتَها

لَثغةً لَثغةً "

 

النَّشيدَ النّشيدْ

يا رُؤايَ التي نَجمةٌ في تَآويلِها

نَجمةٌ زائغَهْ

 

قُلتُ لهْ:

إنني منذُ فضّتيَ الآزِلَهْ

لا أَحَدْ

 

أشرَقَتْ شهوةُ الموتِ

إذْ تاهتِ الطَّعنَةُ

الحالِمَهْ

في شُرودِ احتمالاتِها

و اتِّساقِ الأَبدْ

 

لا أَحدْ

و النشيدُ استباحَ دَمي

لا أَحدْ

و الكَلامُ اغْتِرابُ

فَمي

...

...

  • ليْتَني لا أَحدْ
  • إنني

 لا أَحدْ.