الحدث- جنين
وقع صندوق شراكات للاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة التابع لصندوق الاستثمار الفلسطيني، اتفاقية شراكة مع شركة مستشفى ابن سينا التخصصي، وذلك بهدف المساهمة في إنشاء وتطوير مستشفى تخصصي يقدم العديد من التخصصات الطبية لسكان محافظة جنين والمناطق المجاورة.
وبحسب الاتفاقية، فإن صندوق شراكات سيستثمر مبلغ 1 مليون دولار أمريكي في شركة المستشفى، أي بواقع مليون سهم من أسهم الشركة، لتكون نسبة ملكية صندوق شراكات في الشركة 5% من أسهم الشركة المسجلة. وتجدر الإشارة إلى أن عدد أسهم الشركة المسجلة والمصرح عنها هو 20 مليون سهم، برأسمال يقدر بـ20 مليون دولار أمريكي. ويهدف استثمار صندوق شراكات إلى إنشاء وتفعيل المستشفى.
بدوره، قال نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد الفلسطيني الدكتور محمد مصطفى: "إن الحكومة الفلسطينية تولي القطاع الصحي في فلسطين أهمية كبيرة، وهو محط اهتمام القيادة على مختلف المستويات، ولا شك أن القطاع الخاص الفلسطيني يلعب دوراً أساسياً وموازياً لجهود الحكومة في تطوير هذا القطاع، وخاصة في إنشاء مراكز صحية ومستشفيات تعمل على توفير الخدمات الطبية التخصصية في مختلف المناطق الفلسطينية، وتعمل جاهدة على تطوير وتأهيل الكوادر المهنية العاملة في هذا المجال."
وأضاف د. مصطفى: " إن إنشاء مستشفى ابن سينا في جنين بجهود القطاع الخاص الفلسطيني، هو بمثابة قصة نجاح يسطرها القطاع الخاص ويمهد الأجواء لاستقطاب استثمارات جديدة في القطاع الصحي. من هنا، نبعت اهمية دور صندوق الاستثمار الفلسطيني، ومن خلال صندوق شراكات، في دعم مشاريع القطاع الخاص من خلال مشاركات استراتيجية، يقوم فيها الشركاء مجتمعين بتأسيس بنية متينة و متماسكة للاقتصاد الوطني و توفير حاجيات الشعب الفلسطيني. إن هذا المشروع سيُمكن من استقطاب كفاءات طبية من داخل وخارج الوطن، الأمر الذي سيلعب دورا هاما في تحسين جودة الخدمات الطبية، وسيعمل على التقليل من فاتورة التحويلات الطبية للخارج، والتي أثقلت كاهل الدولة، حيث بلغت هذه الفاتورة للعام 2013 حوالي 187 مليون شيكل، أي ما يعادل 35.8% من اجمالي تكلفة شراء الخدمة من خارج مرافق وزارة الصحة.”
من جهته، أشاد محافظ جنين اللواء إبراهيم رمضان بهذه الاتفاقية و الشراكة الاستراتيجية لصندوق شراكات مع شركة مستشفى ابن سينا التخصصي، مؤكداً أن محافظة جنين لا تزال بحاجة إلى المزيد من الاستثمارات في القطاع الصحي، فبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن محافظة جنين تعاني من نقص في أعداد المستشفيات والأسرة مقارنة بباقي المحافظات.
من ناحيته، قال د. ضرغام مرعي، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الاستثمارية في صندوق الاستثمار الفلسطيني، "تندرج هذه الشراكة ضمن استراتيجية صندوق الاستثمار الفلسطيني الهادفة إلى تفعيل وتطوير القطاع الخاص الفلسطيني، والمساهمة في تنمية قطاعات اقتصادية واعدة كقطاع الخدمات الصحية، حيث تشكل هذه الاتفاقية أولى استثمارات صندوق شراكات في القطاع الصحي. وقد قام صندوق شراكات بتخصيص مبلغ 30 مليون دولار لاستثمارها في القطاع الصحي، بحيث يتراوح حجم الاستثمار الواحد ما بين 1 مليون – 10 ملايين دولار أمريكي." وأضاف: "إن هذا الاستثمار لن يكون سوى البداية في الاستثمار في قطاع الصحة، إذ سيكون هناك شراكات مستقبلية أخرى مع مراكز صحية، ومستشفيات متخصصة في مختلف المجالات الطبية وفي كافة المدن الفلسطينية."
كما وضح الدكتور مرعي: " يشكل إنشاء مستشفى ابن سينا خطوة هامة وضروريةلتطوير القطاع الصحي في المحافظة حيث أن مستشفى ابن سينا سيعمل على توفير ما يزيد عن الستين سريرا في أعوامه الأولى، مع إمكانية استيعاب قرابة المائة وعشرين سريرا نوعيا بعد إتمام كافة المراحل والأقسام. وسيعمل المستشفى على تقديم مجموعة من التخصصات منها القلب المفتوح، والعناية بالأعصاب، والعظام، والقسطرة إضافة إلى الأقسام الأخرى وتشمل الولادة، أطفال الأنابيب، المنظار، قسم العناية المكثفة والعناية المركزة والطوارئ غيرها من الأقسام الأخرى."
ووضح الدكتور مرعي أن صندوق شراكات قد نجح منذ انطلاقه في أواخر عام 2012 بالاستثمار في 9 شركات فلسطينية بقيمة استثمارية إجمالية تجاوزت 21 مليون دولار أمريكي، وقد توزعت هذه الاستثمارات على شركات ومشاريع عاملة في مختلف القطاعات والمناطق الجغرافية.
من جهته، قال د. مصطفى حمارشة، رئيس مجلس إدارة شركة مستشفى ابن سينا:" إن ما يعانيه الشعب الفلسطيني من معيقات تعرقل تطور وتنمية القطاع الصحي بفعل الاحتلال وضعف الموارد، وما يترتب على ذلك من أعباء مالية، وسفر للخارج ودفع الحكومة مبالغ باهظة للتحويلات الطبية، دفع القطاع الخاص والمستثمرين الفلسطينيين للتفكير بإنشاء مستشفى تخصصي يوفر الخدمة المميزة للمرضى بتكلفة أقل من الخارج، وبعيداً عن عناء السفر".
وأعرب د. مصطفى حمارشة عن سعادته بهذه الشراكة مع صندوق شراكات التابع لصندوق الاستثمار الفلسطيني، لاعتباره نقلة نوعية للمشروع، والذي يتم إنشاؤه على مساحة 18 ألف متر مربع، مستعرضا مراحل تطور المشروع منذ وضع حجر الأساس عام 2012.