الحدث - رام الله
أعلن رئيس الوزراء الاردني عبد الله النسور، اليوم الاثنين، أن بلاده قررت التوقف عن تنفيذ مشروع نصب كاميرات للمراقبة في باحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية، بسبب "ردود افعال بعض أهلنا في فلسطين" التي "تتوجس وتشكك في مراميه". وأقدم مجهولون مؤخرا على إلصاق لافتات تهدد بكسر كاميرات المراقبة التي كانت تنوي وزارة الأوقاف الأردنية نصبها في باحات الحرم القدسي الشريف، بموجب التفاهمات مع السلطات الاسرائيلية ودائرة الأوقاف الإسلامية.
وقال النسور في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الاردنية الرسمية "فوجئنا منذ اعلان نيتنا تنفيذ المشروع، بردود أفعال بعض أهلنا في فلسطين تتوجس من المشروع وتبدي ملاحظات عليه وتشكك في مراميه وفي أهدافه". وأضاف "لأننا نحترم الآراء جميعها لإخوتنا في فلسطين عامة وفي القدس الشريف خاصة، ولأننا نؤكد دوما دعمنا الكامل والتاريخي لخيارات وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وسيادته على ترابه الوطني ومن ضمنه الحرم القدسي الشريف، فقد وجدنا ان هذا المشروع لم يعد توافقيا، بل قد يكون محل خلاف، وبالتالي قررنا التوقف عن المضي في تنفيذه".
وتابع "كما كان الهدف من وجود هذه الكاميرات أن نجني فوائد قانونية وسياسية واعلامية في مواجهة الاعتداءات المتكررة على حرمة المقدسات التي كان يتنصل منها الإسرائيليون بسبب عدم توثيقها".
وأعلن وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الاردنية هايل داود في 20 آذار/مارس الماضي أن بلاده ستنصب 55 كاميرا للمراقبة في باحات المسجد الاقصى "خلال ايام" بهف "توثيق الانتهاكات والاقتحامات" الإسرائيلية، وذلك بناء على اقتراح العاهل الاردني عبد الله الثاني.
وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994 بأشراف المملكة الأردنية على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس. والحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين. ويخشى الفلسطينيون محاولة اسرائيل تغيير الوضع القائم منذ حرب 1967 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول الحرم القدسي في اي وقت، في حين لا يسمح لليهود بذلك إلا في أوقات محددة ومن دون الصلاة هناك.
وحذرت مؤسسة القدس الدولية الناشطة في الدفاع على هوية القدس العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، من مشروع الكاميرات، ومتخوفة من استغلال إسرائيل لها. وكذلك طلب رئيس الحركة الإسلامية رائد صلاح من الاردن إعادة النظر في المشروع خشية أن يتحول إلى "أعين لإسرائيل" في باحة المسجد الأقصى.
وردا على القرار الاردني، أكد مسؤول إسرائيلي رفيع انه "رحبنا بداية بفكرة نصب الكاميرات، لأنه ليس لدينا ما نخفيه". وأضاف في تصريح خاص لقناة i24News "رفض الفصائل الفلسطينية نصب الكاميرات يؤكد من يقف خلف التوتر في محيط الحرم القدسي".
المصدر: وكالات