الحدث - رام الله
رفضت الحكومة الألمانية، في أول رد غربي تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول السيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان. وصرح نتنياهو الأحد أن بلاده لن تنسحب أبدا من هضبة الجولان الاستراتيجية المتاخمة لسوريا. وقال مارتن شيفر الناطق بلسان الخارجية الألمانية "إن قرار إسرائيل أحادي الجانب بالاحتفاظ بالجولان يتعارض مع القانون الدولي". وأضاف مارتن شيفر "إن من المبادئ الأساسية للقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة ألا تزعم أي دولة أن لها الحق في ضم أراضي دولة أخرى بهذه الطريقة."
من جانبه، ندد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، اليوم الاثنين، بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول بقاء الجولان السوري جزءا من إسرائيل "إلى الأبد". وقال العربي في بيان إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي "خطوة تصعيدية جديدة تمثل انتهاكا صارخا وسافرا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية". وشدد العربي على أن الجامعة العربية "تعتبر استمرار الاحتلال الإسرائيلي" للجولان يشكل "تهديدا مستمرا للسلم والأمن في المنطقة والعالم".
وأكد "الموقف العربي الرافض لكل ما تتخذه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات تهدف إلى تغيير الوضع القانوني والطبيعي والديمغرافي" للجولان. وتابع ان العرب يعتبرونها "إجراءات باطلة غير قانونية تشكل انتهاكاً خطيراً لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة". وناشد العربي "مجلس الأمن تحمل مسؤولياته والضغط على إسرائيل للالتزام بجميع قرارات الشرعية الدولية التي أكدت وجوب الانسحاب الإسرائيلي الكامل من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المُحتلة بما فيها الجولان".
من جانبه، دان مندوب سوريا الدائم إلى الأمم المتحدة بشار الجعفري، اليوم الاثنين، من جنيف "العمل الاستفزازي" الذي قامت به إسرائيل بعقد اجتماع حكومي في الجولان عقد يوم أمس الأحد.
وبعد لقائه موفد الامم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، قال الجعفري الذي يرأس وفد دمشق إلى المفاوضات مع المعارضة "خصصنا وقتا كافيا بداية الجلسة للحديث عن خطورة العمل الاستفزازي غير المسؤول الذي أقدم عليه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدعوة حكومته للاجتماع في الجولان المحتل". وأشار إلى أن حكومته وجهت "رسالتين عاجلتين إلى مجلس الأمن والأمين العام طلبت فيهما التدخل فورا لإدانة عقد هذا الاجتماع والمطالبة بعدم تكراره".
وعقدت الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو الأحد اجتماعها الأسبوعي للمرة الأولى في هضبة الجولان منذ العام 1967.وقال نتانياهو "حان الوقت ليعترف المجتمع الدولي بالحقيقة، حان الوقت بعد 50 عاما أن يعترف أن الجولان سيبقى إلى الأبد تحت السيادة الإسرائيلية". وأضاف " هضبة الجولان ستبقى في أيدي إسرائيل إلى الأبد"، مؤكدا "لن تنسحب إسرائيل أبدا من هضبة الجولان".
وبحسب مصادر إسرائيلية فإن نتنياهو يخشى أن تتعرض الدولة العبرية لضغوط من المجتمع الدولي لحملها على الانسحاب من هضبة الجولان إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل سوريا خلال مفاوضات السلام حول هذا البلد. وقال نتنياهو "لا نعارض التسوية السياسية في سوريا شرط ألا تكون على حساب أمن دولة إسرائيل بمعنى أنه في نهاية المطاف سيتم طرد القوات الإيرانية وحزب الله وداعش من الأراضي السورية".
وقال الجعفري إنه نقل لدي ميستورا حق سوريا باستعادة الجولان "بكافة الوسائل القانونية التي يضمنها لنا ميثاق الأمم المتحدة بما في ذلك المادة 51 التي تتحدث عن حق الدفاع عن النفس".
وشدد على أن "هذا السلوك الاستفزازي" إنما "يؤكد بما لا يقبل أي مجال للشك تعاون إسرائيل مع إرهاب جبهة النصرة وداعش المنتشر في خط الفصل في الجولان السوي المحتل والذي احتل مواقع مهمة لقوات اوندوف التابعة للأمم المتحدة المنتشرة في الجولان". وتعد جبهة النصرة من الفصائل النافذة في محافظة القنيطرة التي تتبع الجولان اداريا لها.
وجاءت تصريحات الجعفري في ختام اجتماع ضم الوفد السوري مع دي ميستورا، هو الثاني منذ انطلاق جولة صعبة من المحادثات غير المباشرة مع ممثلين للحكومة والمعارضة في جنيف.
وأشار الجعفري إلى تزامن "التصعيد" الإسرائيلي مع "تصريحات غير مسؤولة واستفزازية" لأعضاء في وفد المعارضة "تدعو إلى مهاجمة الجيش ونقض وقف الأعمال القتالية وقصف المدن السورية"، في اشارة إلى تغريدات لكبير مفاوضي وفد المعارضة محمد علوش أمس دعا فيها إلى "اشتعال الجبهات" واستهداف قوات النظام.
المصدر: 24