الحدث: جميل عليان
لطالما أثارت العملة الإسرائيلية تساؤلات وكثيرا ما جرى الحديث عنها في إطار الايديولوجيا والتفرقة العنصرية بين اليهود أنفسهم، لكن ولا مرة لاحظ أحد اخطاء مفصلية لغوية في تصميمها.
وطرح بنك إسرائيل الاسبوع الماضي مشروعا يحمل قانونا جديدا، تغير من خلاله طريقة الكتابة العربية على الأوراق المالية أو النقدية بعد السلسلة الجديدية الجديدة.
وبدأ توزيع الأموال المطبوعة الحاملة للصياغة الجديدة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وليس للفلسطينيين بعد عملتهم الخاصة بهم، اذا يستخدمون رزمة من العملات الاقليمية مثل الدينار والعالمية مثل الشيكل واليورو.
وحسب موسوعة ويكبيديا، كان تم العمل بالشيكل الجديد في 4 سبتمبر أيلول 1985، ولكن الانتقال النهائي للتعامل به بدلا عن الشيكل كان في 1 يناير (كانون ثاني) من العام 1986. وكانت قيمة 1 شيكل جديد = 1000 شيكل. ينقسم الشيكل الواحد إلى 100 اغورة.
واسم العملة مكتوبة بالعربية على الأوراق المالية الإسرائيلية، إذ أن اللغة العربية لغة رسمية في إسرائيل، وصورة كتابتها: "شيقل جديد" دائما بالمفرد. ولكن صورة الكتابة الشائعة في الصحافة العربية هي "شيكل جديد".
ويتم كتابة شيكل جديد باختصار ش.ج. ويرمز له بالرمز ₪ المكون من الحروف العبرية ש وח إذ كانت الاختصار للاسم العبري. في الإنجليزية يسمى New Israeli Shekel - NIS، بحسب ISO 4217 يرمز له بـ ILS.
ويصدر بنك إسرائيل قطع نقود بقيمة 10 أغورات (0.1 ش.ج.)، نصف ش.ج، شيكل واحد، شيكلان، 5 شواكل و10 شواكل، وأوراق مالية بقيمة 20 شيكلا، 50 شيكلا، 100 شيكل و200 شيكل. في الماضي صدر بنك إسرائيل قطع نقدية بقيمة أغورة واحدة و5 أغورات، ولكنها ألغيت.
ومنذ العام 1948 وحتى العام 1978 كان اسم العملة "ليرة إسرائيلية"، وبسبب التضخم المالي التراكمي والذي سجل ذروته في سنوات السبعين، شطبت إسرائيل صفرا من عملتها وتحولت إلى شيكل، ولكن التضخم لم يتوقف بل تسارع بوتيرة هائلة جدا، خاصة في السنوات الأولى من الثمانينيات، ما أجبر إسرائيل في مطلع العام 1985 على شطب ثلاثة أصفار من العملة وليصبح اسمها "شيكل جديد".
ويدعي المحلل روبيك روزنطال إن اسم شيكل مأخوذ من التوراة، إذ كان اسم العملة الأصغر التي تم التعامل بها في ذلك التاريخ، ويضيف أيضا أن اسم "شيكل" كان منتشرا في الفترة الآرامية، ولكن في فترات ما كان يسمى "تيقل".
وقد استخدم مؤسسو الحركة الصهيونية في نهاية القرن التاسع عشر اسم "شيكل" في إطار حملات لجمع التبرعات من اليهود.
وقالت الصحافية الاسرائيلية هداس هروش في عرض لها اليوم" بعد تداول العملة الجديدة بين المستخدمين أصبح يلاحظ مستخدموها التغييرات الحاصلة على الأوراق النقدية مقارنة بالأوراق النقدية القديمة".
واضافت" عبّر الكثير عن استيائهم وشكوتهم نتيجة هذا التّغيير كون فئة الخمسين شيكل الجديدة والتي تمتعت باللون الأرجواني سابقا هي الآن باللون الأخضر وتشبه كثيرا فئة العشرين شيكل الحالية. وبالتالي فقد حدثت بلبلة.
وقالت"اشتكى آخرون بأن هذا المشروع الجديد كانه "مسرحية" ويشعر البعض بالاحتكار وعدم الطمأنينة جرّاء هذه التّغييرات".
ولكن أحد أبرز التغييرات الهامة والجوهرية بالأوراق النّقدية الحاملة للصّياغة الجديدة، لم يتمّ الكشف عنه أو ملاحظته عند غالبيّة المواطنين الإسرائيليين النّاطقين بالعبريّة كما قالت . في حين أن الأوراق النقدية القديمة التي كُتبت عليها الكلمة شيقل تمّ تغييرها لصيغة جديدة وهي شيكل. بالإضافة إلى ذلك، لقد تمّ تصحيح الأخطاء بمطابقة بين العدد والاسم المعدود، وحاليًّا أصبح مكتوبًا 50 شيكل جديد (بدلًا من 50 شيقل جديد والتّي كُتبت على الأوراق النّقدية القديمة).
و لاحظ مستخدمو هذه العملة من السكان الإسرائيليين، الناطقين بالعربية هذا التغيير الحاصل على الأوراق النقديّة، وبدأت شبكات التواصل الاجتماعي بطرح ناقشات واسعة حولها- سواء أكان التّغيير بقصد أم لا؟
وقالت هروش "اشتكى بعض المتصحفين جراء هذا التغيير، وقالوا إن هذا خطأ نابع من خطأ في القاعدة النحوية بمطابقة الاسم المعدود، وهكذا يظهر عدم احترام اللّغة العربيّة على أنّها ليست سوى لغة ثانية في البلاد بعد العبريّة، وهذا بالطبع يعزّز شعور المواطنين العرب انهم "مواطنين من الدّرجة الثّانية".
من ناحية أخرى، قد أعجب الآخرين بالتّغيير ورحّبوا به فعلًا. وادّعى هؤلاء أنّ اختيار لفظة شيكل هي نتيجة قرار بروفيسور يهودي، لكنّها لم تنجح في أن تروّج وتتغلغل في "الشّارع" فاستمرّوا باستعمال لفظة شيقل، سواء بين العرب الفلسطينيين أو العرب الإسرائيليين.
وطالب بعض الاسرائيليون باستخدام اللفظ "شقل"، والّتي تعتبر نسخا حرفيا عن العبيّة، وتناسب بصورة أفضل من ناحية علم الدّلالة للّفظ بالعربيّة، فحرف القاف (ق) مع فتحة (قَ)، يتناسب وحرف الكاف مع كسرة (كِ).
وكان الاسرائيلون خاضوا من قبل نقاشا طويلا، حول حمل العملة الجديدة صورا لشعراء وادباء يهود كلهم من أصول غربية، وهذا ما خلق جدلا في إسرائيل لعدم وجود صورة لأي شاعر يهودي شرقي، علما أن معظم الإصدارات السابقة كانت تحمل صورا لشخصيات يهودية من أصول غربية.