أعلنت أمينة ذيبان، رئيسة لجنة التحكيم لجائزة البوكر العالمية، عن فوز الروائي ربعي المدهون بالجائزة العالمية للرواية العربية عن روايته “مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة”. حيث جرى اختيارها من بين 159 رواية مرشحة توزعت على 18 بلداً عربياً. جاء ذلك في حفل أقيم في مدينة أبو ظبي مساء اليوم الثلاثاء 26 أبريل 2016.
وضمت قائمة المتنافسين هذا العام رواية "نوميديا" للمغربي طارق بكاري، و"عطارد" للمصري محمد ربيع، و"مديح لنساء العائلة" للفلسطيني محمود شقير، و"سماء قريبة من بيتنا" للسورية شهلا العجيلي، و"مصائر.. كونشرتو الهولوكوست والنكبة" للفلسطينى ربعى المدهون، و"حارس الموتى" للبنانى جورج يرق.
ويحصل الفائز بجائزة البوكر العالمية إلى جانب التقدير الأدبي العالمي، على مبلغ نقدي قيمته 50,000 دولار أمريكي، فضلاً عن ترجمة روايته إلى اللغة الانجليزية، إلى جانب تحقيق نسب أعلى من المبيعات للرواية على المستوى العربي والدولي.
ويعد المدهون أول فلسطيني يفوز بهذه الجائزة التي سبق وأن وصل لقائمتها القصيرة عدد جيد من الأسماء الفلسطينية، ومنها الكاتب والأديب المقدسي محمود شقير هذا العام.
وتعتبر رواية "مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة" الفائزة بالجائزة، هي الرواية الثانية للمدهون المقيم في بريطانيا منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، حيث يعمل محررا لجريدة الشرق الأوسط.
ربعي المدهون كاتب فلسطيني ولد في مدينة المجدل عسقلان، في جنوب فلسطين عام 1945. هاجرت عائلته خلال النكبة عام 1948 إلى خان يونس في قطاع غزة. تلقّى تعليمه الجامعي في القاهرة والإسكندرية، ثم أُبعد من مصر سنة 1970 قبل التخرج بسبب نشاطه السياسي.
وكانت روايته “السيدة من تل أبيب” قد حققت الوصول إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في العام 2010 لتصدر بعد ذلك باللغة الانجليزية عن دار "تيليغرام بوكس"، حيث فازت الترجمة الإنجليزية بجائزة بان البريطانية للكتب المترجمة.
ترعى الجائزة “مؤسسة جائزة بوكر” في لندن، بينما تقوم “هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة” في الإمارات العربية المتحدة بدعمها مالياً
من جانبه قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة: “تمتاز رواية ربعي المدهون “مصائر: كونشيرتو الهولوكوست والنكبة” بتقنية تستقي تموجاتها من عالم الموسيقى، لكنها لا تلبث أن تتخطى هذا العالم في حركة تجمع الشيء ونقيضه، حيث يتقاطع الداخل مع الخارج في التجربة الفلسطينية من خلال إيقاع الشتات والعودة. ينحت ربعي المدهون عوالمه الروائية بحرفية تخاطب القاريء بصوت آسر ليضيف ألقاً متجددا إلى جائزة تتبوأ مركز الصدارة في المشهد الروائي العربي.”
تهدف الجائزة إلى الترويج للرواية العربية على المستوى العالمي، ومن هنا تضمن الجائزة ترجمة الأعمال الفائزة إلى اللغة الإنجليزية. وفي هذا السياق صدرت الترجمة الإنجليزية لرواية “ساق البامبو” لسعود السنعوسي عن دار بلومزبري – مؤسسة قطر للنشر في العام 2015، كما ستصدر الترجمة الإنجليزية لرواية “طوق الحمام” لرجاء عالم عن دار دكوورث في 2 يونيو من هذا العام. أمّا الروايات الفائزة الأخرى، فقد صدرت “واحة الغروب” لبهاء طاهر عن دار سيبتر و”عزازيل” ليوسف زيدان عن دار أتلانتيك وكل من “ترمي بشرر” لعبده خال و”القوس والفراشة” لمحمد الأشعري عن دار بلومزبري – مؤسسة قطر للنشر. وستصدر الترجمة الإنجليزية لرواية “فرنكشتاين في بغداد” لأحمد سعداوي، الفائزة بجائزة عام 2014، عن دار وون ورلد في المملكة المتحدة ودار بنجوين في الولايات المتحدة.
ويذكر أن الروايات الفائزة أو المدرجة على القوائم القصيرة للجائزة منذ عام 2008 قد تمت ترجمتها إلى ما يربو على 20 لغة من لغات العالم.