الحدث - رام الله
قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن تركيا أطلعت رئيس بلاده محمود عباس، على تفاصيل محادثات أنقرة الجارية مع إسرائيل، دون الإفصاح عن هذه التفاصيل.
جاء تصريحات الوزير الفلسطيني، على هامش مشاركته في الاجتماع الخامس لوزراء الخارجية لمؤتمر "التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا" التي تنطلق أعماله غدًا الخميس في بكين، بحسب وكالة اﻷناضول.
وأوضح المالكي أنه "في اللقاء الذي عقده الرئيس محمود عباس في إسطنبول مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، على هامش القمة الإسلامية (منتصف الشهر الجاري)، تواجد وكيل وزارة الخارجية التركية الذي يرأس وفد بلاده في المفاوضات مع إسرائيل، وطلب منه رئيس الوزراء (التركي) أن يطلعنا على آخر مستجدات هذه المفاوضات وقد قام بذلك".
وهذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها مسؤول فلسطيني رفيع المستوى أن السلطة الفلسطينية على إطلاع بتفاصيل المفاوضات التركية- الإسرائيلية حول إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين، دون أن يكشف عن ما تم إطلاعهم عليه.
ولفت المالكي إلى أن "الرئيس عباس أكد في الاجتماع على أن المفاوضات التركية- الإسرائيلية من أجل إعادة العلاقات، هي قضية سيادية تخص تركيا وحدها، ونحن لا نستطيع أن نؤثر على ذلك".
واستدرك: "ولكن نحن نقول بأن أية أفكار تركية مرتبطة بالوضع الفلسطيني يجب أن يتم التنسيق فيها مع القيادة الفلسطينية، وأن أية أفكار يرغبون في تطبيقها يجب أن تأتي من خلال القيادة الفلسطينية، وهذا مهم جداً ويجب أن ينسجم ذلك مع رؤيتنا لطبيعة الوضع في قطاع غزة".
وأضاف الوزير الفلسطيني: "القضية الأخرى هي أنه يجب أن تعطي تركيا اهتماماً خاصاً للوضع في القدس والضفة الغربية، إضافة إلى الاهتمام بطبيعة الحال بالوضع في قطاع غزة فيما يتعلق بالحصار وإعادة البناء".
وأشار إلى أن المسؤولين الأتراك "وافقوا على هذه الملاحظات التي أشار إليها الرئيس (الفلسطيني)".
ووصف المالكي الاجتماعات التي عقدها عباس مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وداود أوغلو، بأنها "كانت في غاية الصراحة وفي جو ودي وصريح".
وتابع "بالتأكيد فإن التفاهم كان موجوداً بشكل كبير في اللقاءات التي جمعت الرئيس (عباس) مع الرئيس أردوغان، وداود اوغلو، حيث أشارت اللقاءات الى الاهتمام الكبير الذي توليه تركيا للوضع الفلسطيني".
واستطرد: "لقد التقيت أيضاً مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، وتحدثنا عن القضايا الثنائية وخاصة تفعيل ما تم الاتفاق عليه سابقا حول تشكيل اللجنة الوزارية الفلسطينية-التركية المشتركة، وكان هناك توافقا حول هذا الموضوع، كما تحدثنا في كيفية مساعدة تركيا لفلسطين في مجال الخبرات والكفاءات المتوفرة لتركيا لقضايا تتابعها فلسطين على المستوى الدولي"، دون مزيد من التفاصيل.
وأردف: "العلاقات التركية الفلسطينية هي علاقات متطورة ومستمرة وإيجابية ومنفتحة وصريحة".
وكشف المالكي أن الرئيس الفلسطينيي، بناء على طلب من نظيره التركي، سيشارك في القمة الإنسانية التي ستعقد في إسطنبول بين 22-24 مايو المقبل، مشيراً إلى أنه "من المرجح أن يقوم الرئيس عباس بزيارة ثانية إلى تركيا بعد مشاركته في القمة.
واعتبر المالكي أن "هذا يعكس الاهتمام التركي - الفلسطيني بتنمية وتطوير العلاقات الثنائية، ويعكس أيضاً مدى نضوج تلك العلاقة التي تسمح بمناقشة هذه القضايا بكثير من الصراحة والأريحية التي تم تداولها".
وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، قال في مؤتمر صحفي أمس الأول الإثنين، إنّ المحادثات الجارية بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وفق الشروط التي حددتها أنقرة، اقتربت من مرحلتها الأخيرة، وأنه يتم التخطيط لعقد لقاء جديد بين الطرفين خلال فترة قريبة للغرض نفسه.
ووضعت تركيا عدة شروط لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، التي تضررت بشدة عقب اعتداء الجيش الإسرائيلي عام 2010 على ناشطين أتراك كانوا على متن سفينة "مافي مرمرة" في سياق محاولات فك الحصار الإسرائيلي عن غزة؛ ما أدى إلى مقتل عدد من هؤلاء الناشطين.
وتتضمن الشروط: دفع التعويضات لعائلات الضحايا، إلى جانب فك الحصار عن قطاع غزة.