الحدث- وكالات
تختلف أسباب الميل والانجذاب إلى الآخر بين المرأة والرجل، فبينما يركز الرجال على العينين أو الشعر أو الشفتين، تتجه أنظار النساء إلى مواقع أخرى كلياً.
صحيفة The Independent البريطانية استعرضت بعض أوجه التشابه والاختلاف الرئيسية بين الجنسين، وكيف يمكن للرجال استخدام تلك الأوجه كي يبدوا أكثر جاذبية في عيون النساء.
تقول الباحثة بعلم الإنسان في جامعة روتجرز ومؤلفة الكتب الأكثر مبيعاً هيلين فيشر، إن النساء حول العالم من عمق الآمازون وصولاً إلى مقاهي باريس يبدين اهتماماً بتسلسل مماثل من التعبيرات.
وبحسب ما نقل عنها موقع Psychology Today، فإن المرأة في البداية تبتسم لمن تُعجب به، وترفع حاجبيها بسرعة، وتفتح عينيها مُحدقةً به، ثم تغلق جفنيها بعض الشيء وتميل برأسها إلى الأسفل وإلى الجانب ثم تنظر بعيداً، وفي كثير من الأحيان فإنها أيضاً تغطي وجهها بيديها، وتضحك خلف كفيها.
هذه الإيماءات الغزلية المتتابعة مميزة للغاية، وكان أخصائي السلوك الألماني ايبل ايبيسفيلدت وصفها بأنها فِطرية، وأنها حيلة للتودد تمارسها الإناث منذ دهور لإبداء اهتمامهن الجنسي.
ينجذب الرجال والنساء إلى من هم بقدر جاذبيتهم. يقول مارك سيرغانت، خبير علم النفس بجامعة نوتنغهام ترنت، إنه في حال ميلك لشخص ما يتساوى معك تقريباً في قدر الجاذبية، فإن ذلك يُجنِّب حدوث أمرين: القلق من مغادرة الشريك إن كان أكثر جاذبيةً، والقلق أن كان بإمكانك العثور على شريك أفضل لو كان أقل جاذبية.
في دراسة أجريت في العام 1969 بجامعة نورث كارولينا؛ تبين لعالم الاجتماع غلين الدر أن المظهر والثراء يميلون لإيجاد بعضهم البعض؛ فالنساء يملن للاستقرار مع رجال أقل جاذبية وأكثر ثراءاً. ومنذ ذلك الحين صارت هذه نتيجة مؤكدة في مجال العلوم الاجتماعية.
وفي الآونة الأخيرة، وجدت دراسة أُجريت في العام 2010 أن الرجال الذين بدت صورهم إلى جوار السيارات الفاخرة من طراز Bentley Continental GT الفضية كانوا أكثر جاذبية ممن ظهروا في لقطات بجوار السيارات الحمراء من طراز Ford Fiesta ST. كما توصلت دراسة أخرى إلى أن الرجال الذين ظهروا في لقطات بشقة فاخرة كانوا أيضاً أكثر جاذبية.
فلماذا إذاً الانجذاب للموارد المالية؟ يجيب علماء النفس التطوري بأن النساء يرغبن في شريك بإمكانه إمدادهن بتلك الموارد.
يُطلِق علماء النفس على ذلك اسم "تأثير جورج كلوني".
فقد توصلت دراسة أُجريت في العام 2010 شملت 3770 شخصاً، إلى أن النساء يُفضلن الرجال الأكبر سنّاً، وكلما أصبحن أكثر استقلالية مالية، كلما فضلن الرجال الأكبر سنّاً.
ويقول علماء النفس التطوري إن النساء الأصغر سناً وكبار السن من الرجال في كثير من الأحيان يصلون إلى الزواج، لأنه بينما تدوم خصوبة النساء فقط من سن البلوغ إلى اليأس، فإن خصوبة الرجال تمتد حتى منتصف العمر، كما يكون لديهم فرصة أكبر لتحقيق مكانة اجتماعية مرموقة وموارد مالية.
بينما يدّعي البعض أن الميل نحو اللحية انتهى، أثبتت دراسة أسترالية في العام 2013 أن اللحية الأكثر جاذبية هي اللحية الخفيفة، أي التي تنبت بعد حوالي 10 أيام.
وبحسب ما كتب مؤلفا الدراسة بارنابي ديكسون وروبرت بروكس؛ فإن شعر الوجه لا يرتبط بالنضج والرجولة فحسب، بل بالهيمنة والعدوانية. كل ما يتطلبه الأمر القليل من التهذيب للإبقاء على لحية العشرة أيام طوال الوقت.
توصلت دراسة أُجريت بجامعة كاليفورنيا في العام 2007، إلى أن النساء على الأرجح يُبقِين على علاقات قصيرة الأمد مع رجال ذوي عضلات كبيرة، فالخصائص الجنسية مثل العضلات تُعد "إشارة للجينات التي تزيد من قابلية أو نجاح الإنجاب".
ومع ذلك تشير دراسات أخرى إلى أن الرجال ذوي العضلات الأقل يُعدّون أكثر ملائمة للعلاقات طويلة الأمد.
يُعد "تأثير الهالة" واحداً من أقوى النتائج في علم النفس، ويشير إلى التحيز الذي نتبناه بطريقة غير واعية إلى أحد جوانب شخص ما، وكأنه طابعٌ عام لشخصيته، وهذا ما يجعلنا نظن أن الأشخاص الجميلين جيدون أيضاً في أداء وظائفهم حتى لو لم يكونوا كذلك.
ويظهر تأثير الهالة في أماكن أخرى، فقد توصلت دراسة صينية أُجريت في العام 2014 إلى أن الأشخاص ذوي السمات الشخصية الإيجابية، مثل اللطف والصدق، يُصنَفون أكثر جاذبية من ذوي السمات السلبية.
وعلى الرغم من أن الجمال هو تقدير للقيمة واللياقة، إلا أنه لا يوجد سبب للربط بين ذلك التقدير والناحية الجسدية، ما يعني أن الطيبة ستجعلك شريكا مستقرا وجديرا بالاهتمام.
على عكس الفكرة التي سادت في الخمسينات بأن النساء يملن للابتعاد عن الرجال الذين يتحدثون عن مشاعرهم؛ تقول عالمة النفس والمدربة ليزا كابلان إنه الرجال يصبحون مرغوبين أكثر من قِبل النساء عندما يكونوا ضعفاء سواء على المستوى العاطفي أو الجنسي.
وتضيف ليزا "حالة الضعف لن تضر برجولتهم؛ بل على العكس فالرجال المحاطون بالعاطفة أكثر ميلاً لأن يبدوا كشركاء عاطفيين مُستقرين على المدى الطويل مقارنة بالرجال المُنغلقين".
وأخيرا، توصلت دراسة متعددة الثقافات شملت الصين وإنكلترا وألمانيا والولايات المتحدة في العام 2010 إلى أن النساء ينجذبن أكثر للرجال الذين يرتدون اللون الأحمر.
فالأحمر رمزٌ للمكانة الاجتماعية منذ العصر الروماني على الأقل، وحينها كان يُطلق على أقوى الرجال اسم "كوكسينيتي"، أي الشخص الذي يرتدي الأحمر. الأمر نفسه ينطبق على النساء.