الحدث - رام الله
من المتوقع لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي، أن يدعم بياناً معادياً للإسلام خلال مؤتمرِ الحزب في نهاية الأسبوع الجاري، والذي من الممكن أن يشمل حظر المآذن ومنع دعوة المسلمين إلى الصلاة، بحسب ما نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية 29 أبريل/نيسان، 2016.
أول حزب يميني بالبرلمان من الحرب العالمية الثانية
حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي تلقّى دعماً كبيراً إبان أزمة اللاجئين، يُخطط لاستخدام مكاسبه الأخيرة في الانتخابات الإقليمية لخوض حملة الانتخابات البرلمانية العام المقبل، ليصبح أول حزب يميني منذ الحرب العالمية الثانية يهيمن على المقاعد البرلمانية.
قادة الحزب يرغبون في توسيع نطاق قبوله باستغلال مجموعة من القضايا المحافظة المطروحة، بما في ذلك دعم الثقافة الألمانية وتقاليدها والعداء تجاه الاتحاد الأوروبي واليورو؛ ولكنهم يدركون كذلك أن صعودهم في استطلاعات الرأي، والذي ارتفعت نسبته من 5% خلال الصيف الماضي إلى 13%، مدفوعٌ إلى حدٍّ كبير بحالة القلق العام حيال تدفّق نحو مليون لاجئ معظمهم من المسلمين.
تشمل أطروحة بيانه الرسمي التي جاءت في 1700 صفحة العديد من المسارات المُركزة على التهديدات المحتملة من الإسلام، والذي وصفه أحد مسؤولي الحزب باعتباره "أيديولوجية سياسية تتعارض مع الدستور الألماني".
لكن بنضال زعيمة الحزب من أجل السيطرة على الانقسامات بين الأجنحة المعتدلة والمتطرفة ووضع حد لحالات التعاون بين أعضاء حزب البديل من أجل ألمانيا مع النازيين الجدد وأيضاً محاولات فرض التزام عام من أعضائه؛ قد يواجه الحزب تحدياً كبيراً في التوافق على برنامج متماسك. يُضاف إلى تلك التوترات أن مناوئين للحزب قرروا تنظيم احتجاج أثناء اجتماع 2000 من أعضاء الحزب ومقرر انعقاده خلال السبت والأحد في مركز المعارض بمدينة شتوتغارت بجنوب غرب ألمانيا.
وفي مقابلة إذاعية أُجريت يوم الجمعة 29 أبريل/نيسان، حاولت بيتري تقديم نهج معقول، حيث دعت إلى وضع قواعد واضحة ليتمكن المهاجرون والسكان الأصليون من العيش معاً وفقاً لها، فقالت "نحن نعتقد أن العيش إلى جوار بعضنا البعض والعيش بسلام إلى جوار بعضنا البعض، مع المواطنين من جميع أنحاء العالم أمرٌ ممكن، ولكن حتماً علينا أن نضع قواعد وقوانين من أجل ذلك وأن نأخذ بعين الاعتبار أنهم باقون".
ولكنها ميّزت بين حقوق المسلمين وغيرهم فيما يتعلق بالإيمان الشخصي وما وصفته بأنه توسع للإسلام في أوروبا من خلال الرموز الإسلامية مثل المآذن والدعوة إلى الصلاة؛ فقالت "على عكس ما تمثله سلسلة ذهبية تحمل الصليب حول عنق شخص ما؛ فإن تلك الرموز تعد إشارة إلى أن الإسلام يحاول أن يتوسع على نحو متزايد في أوروبا".
بيتري أعلنت أيضاً أنها تقبل الدعوة لإجراء محادثات مع المجلس الإسلامي المركزي، والذي يعد أعلى منظمة إسلامية في ألمانيا.
وقد برزت بيتري كزعيمة للحزب الصيف الماضي بعد معركة شرسة مع بيرند لوك، مؤسس الحزب. واتخذت موقعها في التيار اليميني المناهض للهجرة أكثر من مؤسس الحزب، اعتماداً على الدعم الذي تلقاه بشرق ألمانيا، مسقط رأسها، حيث يتجلى النفوذ الأقوى لحزب البديل.
لكنها لاحقاً اتخذت نهجاً معتدلاً وخاطرت بأن يتنافس آخرون على منصبها من التيار اليميني بشرق ألمانيا، ولا سيما بيورن هوك، الزعيم المتشدد للحزب في تورينجيا، والذي حاول الحزب السيطرة على سلوكه بسبب تصريحاته العنصرية ضد الأفارقة ولاعترافه المُعلن بروابطه اليمينية المتطرفة.
في الوقت نفسه؛ يقول بعض أعضاء الحزب إن بيتري نفسها شديدة التطرف، لا سيما بعد تصريحات أطلقتها في مطلع العام الجاري، اقترحت خلالها أنه بإمكان الشرطة، في حالات الضرورة القصوى إطلاق النار على اللاجئين لمنعهم من دخول ألمانيا.
وتتفاقم التوترات السياسية والانقسامات بشأن التعامل مع قضية الهجرة بالانقسامات الخطيرة بشأن السياسة الاقتصادية؛ فالمعتدلون من الليبراليين الاقتصاديين يسعون إلى الضرائب المنخفضة، والدويلات الصغيرة، وتقليل التدخل الحكومي، كما يطالبون بإنهاء الحد الأدنى القانوني للدخل؛ فيما يتّجه الراديكاليون إلى إقرار سياسات اشتراكية على نحوٍ متزايد، بما في ذلك دعم الحكومة للعاطلين عن العمل وذوي الأجور المنخفضة، فضلاً عن دعم للحدّ الأدنى للأجور.
المصدر: هافنغتون بوست