الحدث- رويترز
قال مروان البرغوثي القيادي في حركة فتح الفلسطينية المسجون في إسرائيل إن حرب غزة كانت انتصارا للفلسطينيين وإن التركيز يجب أن ينصب الآن على مقاطعة إسرائيل لجعل تكلفة احتلالها للضفة الغربية فوق قدرتها على التحمل.
ودعا البرغوثي في ردوده على أسئلة لرويترز قدمتها عبر نادي الأسير الفلسطيني إلى توسيع المواجهة لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المستمر منذ 47 عاما ووضع استراتيجية تختلف اختلافا كبيرا عن النهج الأكثر حذرا الذي يتبناه الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وحكم على البرغوثي بالسجن مدى الحياة في عام 2004 لمشاركته في التخطيط لعدة هجمات انتحارية في إسرائيل وعمليات أخرى قتل خلالها ما لا يقل عن خمسة أشخاص.
وقال في رده على الأسئلة "على الفلسطينيين ان يجعلوا ثمن الاحتلال باهظا على إسرائيل."
وأضاف أن "الحرية في فلسطين لن تتحقق إلا بإطلاق أوسع مقاومة تترافق معها أوسع مقاطعة سياسية واقتصادية وأمنية وسياسية للاحتلال."
ولا يزال البرغوثي (55 عاما) شخصية بارزة في حركة فتح وكثيرا ما يشار إليه كزعيم محتمل للحركة في المستقبل رغم سجنه. وبرز كمفجر للانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993) والثانية في أوائل الألفية.
وكان أنصاره يأملون لسنوات في أن يطلق سراحه في إطار اتفاق مع اسرائيل للإفراج عن معتقلين فلسطينيين لكن هذا الأمل لا يزال احتمالا بعيدا.
ورغم وجوده في السجن تجد آراؤه صدى لدى بعض قطاعات الجمهور الفلسطيني ويحظى بتأييد فصائل عدة وليس فتح فقط.
وأثار هذا التأييد الواسع آمالا في أنه قد يكون قادرا على توحيد الفلسطينيين تحت راية واحدة والتغلب على الخلافات التي ازدادت حدة منذ أن فازت حماس في الانتخابات عام 2006 والتي أدت إلى صراع علني مع فتح في غزة في 2007 .
وأشاد البرغوثي دون الإشارة إلى حماس بالحرب التي استمرت 50 يوما والتي خاضتها الفصائل الإسلامية وجماعات نشطاء أخرى في غزة ضد إسرائيل ووصفها بأنها نصر لكل الفلسطينيين.
وقال في ردوده المكتوبة على الأسئلة "نحن نعتبر أن المعركة تمثل نصرا للمقاومة ولفلسطين ولكل الفلسطينيين."
وتابع قائلا إن المعركة "اثبتت أن إسرائيل لا تستطيع ولا تملك القدرة على حل الصراع بالقوة العسكرية وأن الطريق الوحيد لإنهاء الصراع هو انهاء الاحتلال بصورة كاملة من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967."
ومع اقتراب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من سن الثمانين وعدم توقع أن يخوض أي انتخابات فلسطينية تجرى في المستقبل تبرز تصريحات البرغوثي بصورة خاصة في تقديم رؤية مختلفة جدا حول كيفية معالجة العلاقات مع إسرائيل.
وعمل عباس لسنوات من أجل التوصل لحل من خلال التفاوض لإقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية مع السعي من أجل حصول فلسطين على عضوية هيئات دولية.
وبالرغم من التقدم المحدود في محادثات السلام دافع عباس عن التنسيق الأمني الوثيق بين الفلسطينيين وإسرائيل ورفض الدعوات إلى مقاطعة إسرائيل اقتصاديا أو السعي لعزلها على الساحة العالمية.
لكن البرغوثي يؤيد دعوات المجتمع المدني الفلسطيني والنشطاء العالميين لمقاطعة الاقتصاد الإسرائيلي فيما يعرف بحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات.
ودعا إلى "تعزيز حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على دولة الاحتلال كمقدمة لعزلها دوليا وفرض عقوبات دولية عليها."
وبينما ترك عباس الباب مفتوحا أمام إمكانية استئناف محادثات السلام مع إسرائيل رغم انهيار الجولة الأخيرة بعد ما يقرب من عام من المفاوضات قال البرغوثي إنه لا جدوى من مواصلة محادثات السلام مع إسرائيل.
وقال "المفاوضات مع إسرائيل فشلت طوال عشرين عاما في تحقيق الحرية والعودة والاستقلال." ويشير البرغوثي إلى حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى بيوتهم التي فقدوها بعد قيام اسرائيل في عام 1948.
وأضاف "لا أرى أن إسرائيل مستعدة لسلام حقيقي بل ترغب في مفاوضات عقيمة تستخدمها لمواصلة الاحتلال والاستيطان وتخفيف عزلتها الدولية."