خاص الحدث
منذ العام 1967 وكل ما على هذه الأرض الفلسطينية يتعرض لأبشع أنواع الاعتداءات من بشر وحجر وشجر، فعمد الاحتلال الإسرائيلي إلى تدمير آلاف الدونمات الزراعية وصادر الآلاف منها ودمر البيئة الفلسطينية وآبار المياه والينابيع، حتى وصل به الحال إلى محاولة منع الفلسطينين من تطوير أنفسهم والاعتماد على الذات ليبقي كل شيئ تحت سيطرته فمنع الزراعة والصناعة ليبقي الاقتصاد الفلسطيني تابعا للاقتصاد الاسرائيلي.
في العام 2013 أسس اربعة شبان فلسطينيين شركة زراعية باسم " امورو" وهي أول شركة فلسطينية متخصصة بزراعة الفطر الأبيض واتخذت من مدينة أريحا في منطقة الأغوار مقراً لها.
الشبان الأربعة محمود كحيل، سمير خريشة، وديع نصّار، والطيب عقل عملوا على هذا المشروع لأكثر من سنتين حتى يرى النور وخاصة أن السوق الفلسطينية تفتقدُ إلى العديد من المنتجات، ومن أجل إكمال سلة الغذاء للمستهلك الفلسطيني، ومن بينها الفطر لأنَّ الفطر المتواجد في الأسواق هو من إنتاج إسرائيلي.
امورو ترى النور
في تشرين ثاني/ نوفمبر من عام 2014 خرجت أمورو إلى النور من رحم المعاناة وكانت الاسواق الفلسطينية مع موعد أول قطفة من الفطر الفلسطيني الأبيض، لتنافس بذلك الفطر الاسرائيلي الذي كان يباع باسعار عالية.
ويقول محمود كحيل احد القائمين على المشروع أنه وزملائه أستمروا بزراعة وقطف ثمار " أمورو" حتى بداية شهر نيسان من العام 2015.
ويضيف كحيل" نظرا للاقبال الكبير على المشروم الفلسطيني الابيض فقررنا ان نعمل توسعة على الشركة ونزيد مساحة الاراضي المزروعة، مما اضطرنا الى تاجيل الزراعة وقتا من الزمان لتجهيز المساحات المخصصة لذلك".
ويقول كحيل قطاع زراعة الفطر في الاراضي الفلسطينية قطاع ناشئ وشركة امورو الزراعية هي الوحيدة التي تعمل في هذا المجال وبالتالي المواد التي نزرع بها وهي " الكرفست" او التربة الخاصة لزراعة الفطر غير متوفرة في السوق المحلي وهي تختلف عن انواع التربة الثانية الاخرى لان لها خصائص معنية ونسب مواد غذائية خاصة بالفطر، وبالتالي نستوردها من اوروبا وفي البداية كان الاستيراد سهل الى حد ما كان.
خسارة المنتج الاسرائيلي وضعنا امام معيقات كبيرة
ويقول محمود كحيل بعد ان خسر المنتج الاسرائيلي حصة في السوق الفلسطينية بدات تظهر على السطح مضايقات من قبل قوات الاجتلال الاسرائيلي على ميناء اشدود إذ وقاموا بتأخير كونتينر خاص بشركة امورو وهو محمل بالتربة لمدة 80 يوما رغم ان عملية الاستيراد تتم وفق الاصول التجارية والقانونية والبيئية المعمول بها، ورغم الحصول على جميع الشهادات اللازمة والموافقات من جميع الجهات.
ويشير كحيل أن هذه الاجراءات سببت خسائر كبيرة لدى امورو وما زاد التكلفة عليها بدفع ارضيات على المواد الخام المستوردة بالاضافة الى ان الشركة الاوروبية المصدرة اصبحت تفرض على الشركة غرامات بسبب تاخيرتفريغ الكونتينر من حمولته.
ويشير كحيل إلى أن الشركة المصدرة تسمح لنا ببقاء التربة في الكونتينر على الميناء لفترة قصرة تتراوح ما بين 5 إلى 7 ايام وبعد ذلك ان لم يتم تفريغها ندفع غرامات مالية عن كل يوم تأخير للشركة وللميناء.
عبئ اقتصادي كبير كاد ان ينهي وجودنا
واعتبر كحيل ان المضايقات الاسرائيلية على شركة امورو وتحديدا استيراد المواد الخام من اوروبا كاد أن ينهي وجود الشركة لولا إصرار القائمين عليها بالاستمرار وتحمل تبعات التكاليف الاقتصادية الباهظة التي ترتبت عليها نتيجة المعيقات الاسرائيلية على ميناء أشدود.
ويتابع كحيل " للاسف هذا شكل عبئ مادي اضافي علينا خاصة أننا ندفع تكاليف اضافية لشركة السفن والميناء وما ادى إلى انقطاعنا عن السوق فترة طويلة لاسباب خارجة عن ارادتنا وانما نتيجة السياسات الموجودة على الميناء..
سياسة ممنهجة من قبل الاحتلال لاخراجنا من السوق
ويؤكد محمود كحيل من شركة أمورو الزراعية أن هناك تعمدا من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي في تأخير استلام التربة المستوردة من اوروبا وذلك بهدف القضاء على الشركة وإخراجها من السوق.
ويضيف "الشركات الاسرائيلية التي تزرع هذا المنتج فانها تستلم المواد الخام والتي تستوردها من نفس المصدر الذي نستورد منه التربة تستلم بضاعتها في غضون يومين او ثلاثة على ابعد تقدير من لحظة وصولها الميناء".
ويرى كحيل ان من بين أهم الاسباب للقضاء على "امورو" هو أن حصة المنتج الاسرائيلي في السوق الفلسطيني انخفض بصورة كبيرة جداً، اضافة الى أن وجود امورو خفض سعر الفطر.
ويتابع كحيل قبل وجود "أمورو" في السوق كانت كرتونة الفطر الإسرائيلي 2 كيلو تباع بـ60 شيقلا إلا انه وبعد توفر المنتتج الاسرائيلي انخفض بنسبة 45% واصبحت تباع الكرتونة بـ35 شيقلا.
كما عمد الموزع الاسرائيلي من خلال التجار الفلسطينين الى تزوير المنتج الاسرائيلي وبيعه في السوق على انه منتج اسرائيلي، وذلك من خلال بطاقة التعريف الموجودة عليه " صنع في أريحا".
وحول الهدف من عملية تاخير وصول التربة الخاصة بزراعة الفطر يقول كحيل ان الحكومة الاسرائيلية تحاول ان يكون شراء هذه التربة من خلال التجار الاسرائيليين علما انها تستوردها ايضا من من هولندا.
كيف نميز المنتج الفلسطيني عن المنتج الاسرائيلي
وعن الطريقة التي يمكن بها أن نميز المنتج الفلسطيني عن المتتج الاسرائيلي يقول كحيل " المنتج الفلسطيني من الفطر" أمورو" يوضع بسلة لونها أخضر فسفوري وبطاقة التعريف مكتوب عليها شركة أمورو الزراعية وعليها ختم انها صناعة فلسطينية وأرقام التلفونات الموجودة عليها جوال ووطنية، فيما الفطر الاسرائيلي بدون عنوان والرقم هو رقم اورانج او سيلكوم".
فقط نستورد التربة
وحول المواد الخام التي يتم استيرادها لزراعة الفطر الفلسطيني"امورو" يقول كحيل أن الشركة لا تسورد إلا التربة وأي مواد اخرى يتم صناعتها محليا ومن السوق الفلسطيني سواء الكرتون او السلات البلاستيك او الحاضنات التي تزرع بها الفطر.
وحول الفترة الزمنية لزراعة وقطف الفطر يقول محمود كحيل إن الفطر يحتاج لفترة حضانة لمدة 20 يوماً وبعد ذلك يحتاج لمدة 20 يوما فترة قطاف.
ويضيف إن الفكرة من عدم زرع كافة الغرف بنفس الفترة بالفطر حتى يكون هناك انتاج متواصل في السوق لفترات مختلفة وعلى طول السنة .
نجحنا باخراح التربة من الميناء وسنعود إلى السوق
ويؤكد محمود كحيل أن الشركة بعد معاناة طويلة نتيجة احتجاز التربة على الميناء لاكثر من 80 يوما فان الشركة نجحت باخراج المواد الخام من الميناء وهي الان مزروعة في الغرف في مزرعة أمورو وان السوق الفلسطيني سيكون على موعد مرة أخرى مع منتج" امورو" خلال فترة 3 أسابيع.
ويرى كحيل أن شركة أمورو اذا أرادات أن تعوض خسائرها نتجية حجز موادها الخام على الميناء لفترة طويلة ودفعها اموالا كبيرة لمحامين لاخراجها فانها ستضطر لبيع السلة الواحدة من " أمورو" بـ4 أضعاف عن سعرها الاصلي اي بـ28 شيقلا للسلة الواحد.
ويضيف كحيل " لكن هذا لن يحصل وسنبقى نبيع امورو بسعرها الطبيعي أي بـ7 شواقل لان هذا ما يريده الاسرائيليون بان نبيع المنتج بسعر اعلى من ما يبيعوه بالسوق.
التربة نوزعها على المزراعين
وحول التربة التي بها زراعة الفطر يقول كحيل أنه لا يصلح ان تستعمل من أجل هذا الهدف إلا مرة واحدة ولذلك نحن نقوم بعد ذلك بتورزيعها على المزراعين في اريحا حتى يستفيدوا منها م لانها غنية بالفيتامينات والحديد والكثير من المواد المفيدة .
ويشير كحيل أن استيراد التربة بكميات كبيرة جدا مكلف لان تخزينها يحتاج لثلاجات كبيرة جداً وهو يحتاج لدرجة حرارة صفر الى سالب 2 .
ميزة التربة
وتمتاز هذه التربة بطريقة صناعتها إذا أنها تتطلب فنيات ليست موجودة في فلسطين بالاضافة إلى الخصائص الغذائية الموجودة بها وهي جميع ما يحتاجه الفطر للنمو لان الفطر هو عبارة عن بكتيريا او فطريات وهو مملكلة مستقلة بذاتها وتختلف عن باقي النباتات وتحتاج الى نسب نيتروجين موجودة في التربة ودرجة حموضة ورطولة معينة.
تربة الفطر قريباً " ستكون منتج فلسطيني"
واكدت شركة أمورو الزراعية أنها قريبا لأن تقوم باستيراد المواد الخام مرة أخرى (التربة) ولن تقوم بشرائها من التاجر الإسرائيلي كما تسعى سلطات الاحتلال.
ويضيف كحيل "خلال ازمة أستيراد التربة التحق فريقة امور بدورة في هولندا حول صناعة هذه التربة وتعلمنا خلالها انتاج الكومبست (المادة الخام).
وتابع " اعدكم بعد اجراء التجارب اللازمة سنقوم بزراعة الفطر بتربة فلسطينية خاصة".
لا دعم حكومي
وتؤكد شركة أمورو الزراعية انه لا يوجد أي دعم حكومة لشركة أمورو الزراعية او أي مشروع ناجح من قبل أي قطاع حكومي .