الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خارطة الجوافا الجديدة في فلسطين

2014-09-19 11:57:52 AM
خارطة الجوافا الجديدة في فلسطين
صورة ارشيفية
خارطة الجوافا الجديدة في فلسطين
 
خاص الحدث - جميل عليان
 
يدير صهيب المصري نحو ٥٠٠ دونم من الاراضي الزراعية… لكن  ٤الاف شجرة مثمرة من الجوافا غيرت كثيرا في خارطة البقعة الزراعية ليس فقط في المنطقة التي يعمل بها، لكن ايضا في الضفة الغربية.
 
وفي واحدة من اوسع من المناطق الزراعية يمكن ملاحظة التغير في نمط الزراعات التي اعتمدت خلال العقود الماضية على الزراعات الموسمية.
 
ذاته المصري بدأ مثل غيره من الفلسطينيين بزراعة الجوافا، وهي زراعة تركزت خلال العقود الماضية في المناطق القريبة من الساحل، واقتصرت بالضفة الغربية على محافظة قلقيلة.
 
وقال مسؤولون في وزارعة الفلسطينية، ان نقل تجربة زراعة الجوافا الى مناطق مختلفة من الضفة الغربية، يأتي ضمن استراتيجية وطنية لتخضير فلسطين.
 
واقفا وسط بستان زرعت فيه نحو ١٥٠٠ شجرة يقول المصري انه بدأ وغيره من المزارعين بزراعة الجوافة في المنطقة قبل نحو ٥ سنوات.
 
ومنطقة النصارية الواقعة شرق نابلس، هي اخدود معروف تاريخيا بزراعة المحاصيل الموسمية… والان مشاهدة بساتين الجوافا اصبح امر اعتيادي.
 
وقال المصري فيما كان يباشر يوم عمله مع مجموعة من القاطفين " نحن الان نقطف الجوافا للسنة الرابعة. قبل ذلك كانت المنطقة مزروعة بالخضار والحمضيات".
 
وظهر نحو ٧ عمال يعبئون الجوافا في صناديق تحمل وسم (انتاج فلسطين). وقال المصري خلال ساعات سيصدر الجوافا الى الاردن.
 
وبلغ موسم القطاف ذروته في هذه المنطقة التي تشهد درجات حرارة مرتفعة نسبيا قبل نحو اسبوعين، لكن المصري يقول ان القطاف سيستمر الى اسبوعيين اخريين.
 
وفي الذروة يعمل في بساتين المصري نحو ٣٠ عاملا. وبالنسبة لكثير من المزارعين حديثي التجربة في هذا النمط من الزراعة مازالت طريق النجاح في اوله.
 
وقال المصري" كانت البداية صعبة(...) مع الوقت بدأت الزراعة تنجح. كنا بحاجة الى الكثير من الخبرات".
 
وخلال السنوات القليلة الماضية، بدأ ظهور نمط جديد في الضفة الغربية، اعتمد على الزراعات الاستراتيجية، في مقابل تخلي الكثير من المزراعين عن زراعة الخضروات الموسمية.
 
بالنسبة للمصري، وهو واحد من الذين بدلوا الكثير من زراعاتهم، فان النجاح يعتمد علي كميات الانتاج والاسعار والقدرة على التصدير الى الخارج، اما بالنسبة لسياسات الزراعة الرسمية، فان الامر برمته يعتمد على تطبيق استراتيجية، هدفها تخضير فلسطين.
 
وقال وكيل وزارة الزراعة عبدالله لحلوح " هناك استراتيجية لتخضير فلسطين(...) نسعى لاعتماد زراعات جديدة وتحقيق اهداف المزراعين".
 
واضاف لحلوح ان استراتيجية وزارة الزراعة تقوم على اعمدة كثيرة منها" تطوير الاراضي وشق الطرق والادارة السليمة لموارد المياه".
ذاتهم مزارعو الجوافا يقولون ان هذا النمط من الزراعة بحاجة الى كميات مياه كبيرة. ويعتمد معظم المزارعين الجدد على ابار ارتوازية لري مزروعاتهم.
 
وقال لحلوح "نسعى لتسهيل عملية التسويق وزيادة المهارات الفنية لدى المزارعين(..) نريد منتج جيد واسعار منافسة". كان سعر الكيلو الواحد من الجوافا ارتفع ليصل الى اكثر من دولارين في اسواق الضفة الغربية في بداية الموسم.
 
ويبدو ان تغير السياسات الزراعية الرسمية، ادى الى تغير في خارطة الزراعة وتوسع رقعتها في الضفة الغربية. وقال لحلوح" نعمل على زيادة قدراتنا كي تستجيب للمتطلبات الدولية، ونسعى للتحول لنمط زراعي حديث يخدم السياسات الفلسطينية الزراعية".
 
واضاف "ذلك يعني ادخال العديد من اصناف الفاكهة المختلفة بحيث نزيد مساحات الاصناف من التي نستوردها من الخارج،(...) هكذا نعزز الاعتماد الذاتي".
 
خلال السنوات الماضية عمل المصري وغيره من كبار المزراعين على زراعة اصناف كثيرة من العنب والاعشاب الطبية، لتلبي متطلبات الاسواق المحلية، والعالمية.
 
والجوافا ذاتها تصدر الان الى خارج الاسواق الفلسطينية. ويسعى تجار الى الوصول الى الاسواق الخليجية.
 
وقال لحلوح" نسعى لزيادة رقعة مساحة الجوافا والافوكادو والعنب اللابذري واصناف اخرى. هكذا ايضا نفتح اسواق خارجية ونعزز من وجود المنتج الوطني".
 
وتقول وزارة الاقتصاد الوطني، إن شركات فلسطينية تمكنت خلال شهر اب الماضي من تصدير ما قيمته 6.3 مليون دولار تقريباً، من المنتجات الزراعية والحجر والرخام إلى أسواق الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والإمارات العربية المتحدة.
 
ومن حيث أهم السلع المصدرة التي تم رصدها من خلال شهادات المنشأ التي صادقت عليها وزارة الاقتصاد الوطني خلال شهر آب 2014، فقد ساهمت صادرات المنتجات الزراعية بالحصة الأكبر من حيث العدد بنسبة وصلت 43.8%
 
وكانت الحكومة الفلسطينية صادقت مؤخرا على الإستراتيجية الوطنية للتصدير التي تهدف إلى زيادة حجم الصادرات الفلسطينية والعمل على اندماج الاقتصاد الفلسطيني مع الاقتصاديات الإقليمية والعالمية'.
 
ويبني الفلسطينيون امالا كبيرة على مساهمة القطاع الزراعي في رفع نسبة الصادرات بشكل عام، فبعد كل من زيت الزيتون والتمور والاعشاب الطبية، يسعى المزارعون الى تصريف كميات من الجوافا املا في الحصول على اسعار مرتفعة، لذلك يسعون في اتجاه مواز الى تغيير نمط الزراعات التي تغير من خارطة الارض.
 
ويمكن مشاهدة التغيير يجرى بقوة على امتداد الشريط الشرقي للضفة الغربية، فمن زراعة النخيل، والاعشاب الطبية والجوافا الى زراعات جديدة اخرى يمكن ملاحظة شكل خارطة الزراعة الجديدة. قال المصري" نزرع ونقل، حتى اننا استزرعنا الاسماك في البرك(...) في النهاية هناك شكل جديد للمنطقة".