الحدث- رام الله
أطلع د. تيسير جرادات وكيل وزارة الخارجيَّة خلال لقائه بمقر الوزارة في رام الله صباح هذا اليوم الإثنين، وفداً برلمانيَّاً زمبابويَّاً برئاسة "هون كايندنس بارازادا"، على حقيقة ما يجري في الشرق الاوسط وعلى الاوضاع في الاراضي الفلسطينيَّة بحضور وفدين رسميَّين من كلا الجانبين.
وتأتي زيارة الوفد الضيف في سياق الإستماع لوجهة النظر السياسيَّة الفلسطينيَّة، والإطلاع عن كثب على حقيقة ما يجري في فلسطين بشكل خاص وفي منطقة الشرق الأوسط من تطورات سياسيَّة وميدانيَّة، ولهذا فقد زار هذا الوفد فلسطين، قادماً عبر الأردن.
وفي معرض حديثه، قدَّم جرادات شرحاً تفصيليَّاً للوضعين السياسي والميداني في فلسطين، وعمليَّة السلام والمعوِّقات الإسرائيليَّة أمامها، والمبادىء التي تقوم عليها وأبرزها مبدأ الأرض مقابل السلام والذي لن يتحقق إلا من خلال التفاوض الجدِّي حول كافة القضايا العالقة والتي تسمى قضايا الوضع النهائي والمتمثِّلة بالقدس واللاجئين والحدود والمياه والإستيطان والأمن إضافة الى قضيَّة المعتقلين الفلسطينيين في سجون وزنازين الإحتلال الاسرائيلي والعلاقات المستقبليَّة بين الجانبين.
وأكَّد جرادات على أنَّ مفهوم الفلسطينيين للسلام قائم على عدم بقاء أي رمز إحتلالي في فلسطين، كون ذلك سيعرِّض السيادة الفلسطينيَّة ووحدة الأرض الى الإنتقاص والإنتهاك.
كما تطرَّق جرادات لعمليَّة السلام بداية في مدريد مروراً في أوسلو وتوقيع إعلان المبادىء في واشنطن والإعتراف المتبادل ومفاوضات واي ريفر وكامب ديفيد وإنتهاءً بأنابوليس والتوصيات بتنفيذ بنود المرحلة الأولى من خطة خارطة الطريق وتأكيده على وفاء الجانب الفلسطيني بإلتزاماته على عكس الجانب الاسرائيلي الذي لم ينفذ شئٍ منها بل زاد في الحواجز والإستيطان وعدم إعادة فتح أي من مؤسسات القدس. ومحاولاته العمل على تقسيم المسجد الاقصى مكانيَّاً وزمانيَّاً، وطبعنة الاقتحامات اليومية التي يقوم بها غلاة المستوطنين المتطرفين، بدعم من حكومة نتنياهو اليمينيَّة المتطرفة.
وعزا جرادات الهبة الجماهيريَّة الفلسطينيَّة التي بدأت منذ تشرين أوَّل/ أكتوبر العام الماضي الى عدم رؤية المجتمع الفلسطيني للدولة التي بدأت عمليَّة السلام من أجلها، والزيادة في نشاطات تكرس الإحتلال مثل الطرق الإلتفافيَّة وزيادة المستوطنات والممارسات الإحتلاليَّة على الأرض وليس بسبب الفساد المزعوم، وأنهى جرادات حديثه بالقول: "السلام هو من يصنع الأمل في هذه المنطقة وليس شن الحروب ". وأضاف " أن زمبابوي الدولة الصديقة الصدوقة وفي كل المحطات كانت معنا وكنا معها، ونحن قيادةً وشعباً نعتز بعلاقاتنا معها ويجب علينا (فلسطين وزمبابوي) الاستثمار في ذلك من أجل الأجيال القادمة في بلدينا، خاصة وأنَّ كلينا عانى الاستعمار والإضطهاد والتمييز العنصري.
وطالب جرادات الوفد الزمبابوي بأن يكون هناك جلسات مشاورات سياسيَّة بين الجانبين، لكي يتم الاطلاع على مجريات الأمور بشكل دائم بُغية التنسيق في المواقف سواء على الساحة الدوليَّة أم على الساحة الأفريقيَّة والعربيَّة. إضافة لذلك أوضح جراردات أنَّ الجهود منصبة حول إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة التي نرنو لها، مبيِّناً أنَّ هناك دول شقيقة تساعد في ذلك وعلى رأسها دولة قطر والجمهوريَّة التركيَّة.
ووضع جرادات الوفد بصورة المبادرة الفرنسيَّة التي تقوم على حلٍّ يشارك به المجتمع الدولي، مبيِّناً بأنّ مجموعة الدعم الدوليَّة ستعقد الشهر القادم، وأوضح أنَّ هذه المبادرة تؤيِّدها الدول العربيَّة والاسلاميَّة ودول الإتحاد الافريقي التي لبَّت نداء السيد الرئيس محمود عبّاس في دعمها ومساندتها، لما لذلك من إبراز في جديَّة المجتمع الدولي لإنهاء آخر إحتلال على الكرة الارضيَّة، وإظهار بأنَّ الإرادة الدوليَّة تفوق إرادة المحتل وهمجيَّته وغطرسته.
من جانبه أكَّد رئيس الوفد الزمبابوي على عمق العلاقات الفلسطينيَّة الزمبابويَّة والتي تعود إلى سنين طويلة خلت، جذَّرها الزعيم عرفات والقيادة في زمبابوي واستمرت في عهد الرئيس عباس، منوِّهاً إلى أنَّ زمبابوي ستقوم بما هو مطلوب منها في مؤتمر الاتحاد الأفريقي وفي الأمم المتحدة وفي كلّ المحافل إيماناً منها بعدالة القضيَّة الفلسطينيَّة وضرورة عتق الشعب الفلسطيني من نير الاحتلال وبراثنه، كما ستستخدم علاقاتها الثنائيَّة مع الدول الأفريقَّية لدعم مطالب الشعب الفلسطيني في الحريَّة والاستقلال، بما في ذلك دعم القرارات الخاصة بالقضيَّة الفلسطينيَّة. وأشار رئيس الوفد إلى أنَّه لمس معاناة الشعب الفلسطيني على المعبر المحتل والذي يقع تحت سيطرة دولة الاحتلال إسرائيل بين فلسطين والأردن، حيث تمَّ تأخير الوفد قرابة الثلاث ساعات بالرغم من شدة الحر وقيظه.
من جهته شكر الوفد السفير جرادات على الشرح الموسَّع وصورة الأوضاع التي وضعهم فيها، مبدين تفهماً لكل ما تقدَّم به د.جراردات ومشيرين الى أنَّ الإستيطان وغيره من ممارسات تعمل على تعطيل التقدُّم في عمليَّة السلام وتحقيق حلم الدولة.