الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خيط رفيع بين الثقة بالنّفس والنرجسية!

2014-09-21 01:39:34 PM
خيط رفيع بين الثقة بالنّفس والنرجسية!
صورة ارشيفية
 
الحدث

إن التحلي بثقة بالنفس مهم في رسم معالم شخصيتك ونجاحك في المجتمع. فكيفية تعاملنا مع نفسنا تحدّد كيفية تعاملنا مع الغير، والعكس صحيح. كما أن الفيلسوف الأميركي ويليام جايمس حدّد ثقة الشخص بذاته بأنها حاجة إنسانية أساسية للمضيّ في الحياة، لا تقلّ أهمية عن العواطف كالغضب والخوف.
ومع ذلك، كثيراً ما نفشل في تحديد الفوارق العديدة بين الثقة بالنفس والغرور، أو لا نستطيع أن نفهم كيف يمكن أن تكون أفعالنا وردود فعلنا مع شخص دون الآخر.
 
 
كيف نميّز بين الثّقة بالنّفس والنرجسية؟
تُعتبَر الثّقة بالنّفس مسألة مثيرة للجدل، فالبعض يعتبرها مهمة للغاية خصوصاً على صعيد الصحة النفسية، فيما يؤكد البعض الآخر أنها غير مهمة وترتبط بالعنف وبعدم التعاطف الاجتماعي. لكن من يعتبر أن الثقة الكبيرة بالنفس إشكاليةٌ بحدّ ذاتها وبأنها مرتبطة بعدوانية زائدة، فهم يساوونها عمداً أو عن غير قصد بالنرجسية.
من هنا تبرز ضرورة التمييز بين الثقة بالنفس والنرجسية على صعيدَي الحياة الشخصية والحياة الاجتماعية: ما يفرّق بين الاثنَين وفق موقع Psych Central هو أن الثقة بالنفس تمثّل موقفاً مبنياً على الإنجازات التي أتقنها الشخص والقيم التي يتمسك بها والرعاية التي أظهرها لغيره، فيما تقوم النرجسية على الخوف من الفشل أو على الضعف، وعلى تركيز الشخص على ذاته، وعلى "حملة دعائية" غير صحية يسعى للظهور فيها أنه الأفضل، وعلى شعورٍ عميق الجذور بعدم الأمان والنقص.
 
تتشكل الثقة بالنفس أو النرجسية منذ الطفولة
الغرور هو صورة يتوهمها الشخص عن نفسه. تتشكل منذ مرحلة الطفولة عندما يكيل الأهل المديح الفارغ لابنهم، وذلك بديلاً من فشلهم في توفير الحب له والاعتراف بشخصه وقدراته. هذا ما تلفت إليه مجلة Psychologies البريطانية في تطرقها لدور التربية في تطوير النرجسية، إذ يسبّب تصرف الأهل هذا بعدم تشكّل هوية حقيقية للأولاد واضطرارهم باتخاذ هويات مزيفة لا تشبههم، ومنها أن يصبحوا نرجسيين.من جهةٍ أخرى، يشعر الأولاد الذين يلقون رعاية واستجابة من أهلهم فعلاً بأنهم فاعلون وبأن وجودهم تثبّت في المجتمع. يدفعهم ذلك لأن يكبروا مع إحساسٍ عميق وصحي من الثقة بالنفس.
وتشير المجلة نفسها إلى أن الأطفال الحاصلين على إطراءاتٍ حول مواهب لا يمتلكونها ومهاراتٍ لا يتقنونها يشعرون وكأنهم لم يسمعوا أي ثناءٍ أبداً، فيتطور لديهم إحساس بالفراغ وبعدم الأمان، فيما يتمتع الأطفال المقدَّرون على إنجازاتهم الحقيقية بالقدرة على تشكيل ثقة بالنفس. يؤدي ذلك إلى تطوير أمرٍ غير مرغوبٍ فيه عند الآخرين، وهو النرجسية. فالضغط غير الطبيعي عليهم والإطراء المتراكَم لهم مع العلم أنه غير مكتسب، يمكن أن يؤديا إلى زيادة انعدام الشعور بالأمان وإلى القلق، ما يعزّز من النرجسية على حساب الثقة بالنفس.
 
أبرز الفوارق
1- تشجع النرجسية على الحسَد والمنافسات العدائية، فيما تدعو الثقة بالنّفس إلى التعاطف والتعاون مع الغير.
2- تفضّل النرجسية الهيمنة على الآخر، فيما تعترف الثقة بالنفس بالمساواة بين الناس.
3- تنطوي النرجسية على الغطرسة، فيما تعكس الثقة بالنفس التواضع عند الشخص.
4- يشعر النرجسي بالإهانة من الانتقادات، فيما تتطور الثقة بالنفس عبر ردود الفعل، إيجابيةً كانت أو سلبية.
5- تعتبر النرجسية أن من الضروري هدم الآخرين للظهور في موقعٍ أعلى منهم، فيما تؤدي الثقة بالنفس إلى الاعتراف بقيمة كل إنسان.
 
مشاهير عُرِفوا بنرجسيتهم
1- جوزف ستالين:
يُعتبَر قائد الاتحاد السوفياتي ورئيس الوزراء الروسي جوزف ستالين من أبرز الشخصيات النرجسية في التاريخ. إذ أرسل كل الذين رفضوا أوامره وقوانينه إلى معسكرات الاعتقال والسجون، ووصفه المؤرخون بأنه طاغية نظراً لرغبته الكبيرة في السلطة وغروره على حساب حقوق الشعب الروسي. وتطورت نرجسيته عبر تحمّله مسؤولية مقتل ليون تروتسكي، وهو أحد أبرز المقرّبين منه، إذ اعتبره ستالين العدو الأسوأ له بما أنه كان أمين عام الحزب الشيوعي.

2- أدولف هتلر:
اشتهر فوهرر ألمانيا أدولف هتلر بطبعه اللامبالي واحتقاره لكل الشعوب التي لا تنتمي للعرق الآري. واعتبر علماء النفس أن نرجسيته تظهر في مزاجه غير المستقر وفي أنانيته، خصوصاً أنه لم يتقبّل الانتقادات من أشخاصٍ آخرين.

3- كانيي ويست:
يعتبر مغنّي الراب كانيي ويست من أكثر الأشخاص نرجسية التي تظهر في أغانيه، إذ يُعرَف هذا الأخير بعباراته المعززة للغرور عند الشخص، وبيّنت تصرفاته مدى حبه لنفسه وعدم اكتراثه لمواهب غيره ونجاحاتهم، خصوصاً عندما انتزع "الميكروفون" من المغنية تايلور سويفت في حفل جوائز الـMTV عام 2009 معتبراً أنها لا تستحق الجائزة.

4- مادونا:
أعلنت الفنانة الأميركية مادونا أنها تستعمل سائل الـ"كابالا" لتحيّد الإشعاعات عنها، معتبرةً أن هذه طريقة روحية لطرد كل الانتقادات الموجّهة إليها، بما أنها أفضل من باقي العالم. كما أن غرورها يبدو واضحاً في العديد من أغانيها، خصوصاً عند استعمال الرموز الدينية في حفلاتها مشيرةً إلى أن الله معها ويدعمها.

5- باريس هيلتون:
تعيش العارضة باريس هيلتون حياتها وكأنها مسرحٌ يشاهده كل الناس. هي معروفة بعدم تعاطفها مع الغير وباعتبارها أن الرجال معجبون بها فقط لأنها ثرية ومثيرة المظهر.