الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لماذا تكتئب في العالم الإسلامي!!!!! بقلم:محمد الأمين سعيدي

2016-05-18 12:44:17 PM
لماذا تكتئب في العالم الإسلامي!!!!! بقلم:محمد الأمين سعيدي
محمد الأمين سعيدي

 

يبدو أنّ الفسادَ الذي تتميّز به الحياة في العالم الإسلامي قد انتقل إلى الهواء، فصار هو الآخر يثير القرف عند استنشاقه. والأسباب أكثر من أن تحصر، وأوسع من أنْ تحدَّ. مما أدّى إلى انتشار مرض خطير جدا هو الاكتئاب الجماعي. ولعلنا سنعدد فيما يلي بعض ما نراه من هذه الأسباب:

1.

في الثقافة السائدة اليوم مأزق حضاريّ كبير، فهي بقدر ما توغل في سلفيتها محاولة توثيق الصلة بالماضي لتبرر عجزها اليوم أمام الشعوب المنتجة؛ تفقد شيئا فشيئا علاقاتها بالحاضر وتطلعاتها إلى مستقبل أفضل. لكن لماذا تنحو الثقافة دوما إلى التقليدية؟ لعلّ السبب يعود إلى أنّ المشاريع النهضوية لم تتأسس على رؤية واضحة وخيارات جريئة، ولذلك عشنا طويلا ونحن نحاول التوفيق بين الأصالة والحداثة كحال من يريد مزج الماء مع النار وهو يتوهم ألا تنطفئ هي وألا يتبخّر كثير من مائه. كل هذا أنتج عقليات محدودة التفكير، إمامها رجل الدين المتطرف عادة لا العقل، وطريقها التشابه والإعادة. هل يصحّ القول الآن أنّ العالم الإسلامي هو الآخرة، وأن ما تبقى من الأرض هو الحياة الدنيا؟ ربما...

2.

من التشابه الذي هو صفة جلية في الثقافة الإسلامية المعاصرة(مع أنّ الاختلاف، أو بعضه، كان صفتها حين الازدهار قديما)؛ انبثقتْ الأحادية لتصبح عنوان الحياة، وهي تتمظهر في كل مجال بشكل منغلق دغوماتي، ومن ذلك في السياسات التي تلغي الآخر، وتضيّق على الحريات، وتنفي، بقصد أو بدونه، كرامة المواطن.

3.

ومن فقدان الكرامة صرنا مع الوقت نفقد الإنسانية ونتحوّل إلى مجرّد كائنات بيولوجية تأكل وتشرب(وبعضها لا يجد المال لكي يتناكح(بيولوجيا) أو يتزوّج بلغة المجتمع). ولأنّ الفرد منذ عقود يفقد كرامته ويراها تداس نسي طعمها، واكتفى برؤيتها تسحق وتهان، ولعله قد ألف المهانة واستطعم سياطها، فصار مندرجا في الحياة راضيا بما يمارس عليه معنويا وجسديا في بعض الدول المتطرفة كالسعودية حيث يمكن أن تجلد بسبب الرأي أو تقتل من أجل قصيدة أو "تروح في ستين ألف داهية" لأنك مختلف عن القطيع المتشابه فقط.

4.

ولأنّ الاختلاف جريمة في هذا العالم الدامي، تحوّل الصراع من مجرّد تكفير المختلف إلى ذبحه، وصارت الجماعات الإرهابية أكثر عددا من الأحزاب السياسية، وتحوّلتْ الخارطة في الشرق إلى تجمّع بشريّ للمذبوحين والمقتولين والأرامل واليتامى والمعاقين والحزانى والمكتئبين والخائفين من النوم بسبب الكوابيس والمستيقظين خوفا من القذائف الصديقة والبراميل العدوة والهاربين المتاخمين على حدود البر والبحر لعلهم يصلون إلى إنسانيتهم سالمين، أقصد إلى أبعد نقطة عن أقرب إرهابي إليهم(إرهاب الإرهاب، وإرهاب الأنظمة التي تقتل شعبها، وإرهاب الدكتاتوريين الذي يؤكدون على براءتهم من القتل وأيديهم يتقاطر منها الدم والوحشية.

        5.

ولأنّ عالمنا هكذا، يفكّر كثير من الشباب في "الحرقة"(الهجرية غير الشرعية بالدارج الجزائري)، لأنهم يتنفسون هنا بصعوبة، ولأنهم يشعرون باللاجدوى وهم يعبرون العمر فارغين من العمر مفجوعين بسبب يقينهم من استحالة تحقيق الأحلام هنا، ولذا يقامرون على جسد المتوسط لعلهم يصلون أحياءً إلى ما يتصورون أنه أفضل(وهو أفضل) أو أمواتا وقد أراحهم البحر من التعب المتغلغل في الروح.

6.

ولأن عالمنا يقدس الجهل كما رأى أوليفييه اروا، سيكون العالم والمثقف أكثر عرضة للاكتئاب المرضيّ من أخيه الجاهل. لأنه سيتحوّل من إنتاج المعنى، وهو غاية كل معرفة، إلى الشهادة على موته تحت القهر والقيود ووضع الرقابة على الكتابة والفكر واللغة.

7.

.............

8.

...........

9.

...............إلخ إلخ إلخ..

تعبنا يا صديقي القارئ وانسحقنا وانتهى الأمر.