لم ينعتني صديقي بالجنونِ حينَ مشيتُ فوق الثلجِ ذاتَ حلمٍ لأشربَ المثلّجات ،
فكيفَ نَعتِّني بالجنونِ حين جئتُكِ حافياً
لأغسل خطيئة الماء !
***
تمتماتٌ، كلُّ ما سِمِعَ صاحِبُ البيتِ حين انفجرت على فخذ الليلِ أغنيات النشوة،
و فاضَ نوراً حليبُ القَمر .
لمَ كلُّ هذا الضجيجُ إذاً، رغم صَمتِ القبلةِ و إنحباسِ النَفَس!
***
سأقولُ الحقيقةَ، لا أحد يعرفُ حجم كذبتيَ الاخيرةَ سوى خلدون،
خلدون مَضى كما مَضيتِ دونَ أثَرٍ أو شهود !
***
المحبُّ لا يُفكّر كثيراً ..!
أينَ رُشدكَ يا فتى ؟!
ربما أخفيته في ظلال شجرة التين البعيدة،
أو أن راقِصةً سَلَبتهُ ذات كأس !!
***
كان مَهرُكِ غالياً !
نصفُ دينارٍ بقيمةِ عمرٍ لن يعود،
لو تعرفينَ ، كم ضحكنا، كم رقصنا ..!
مَنْ يأخُذُ قنطاراً ويعيدُ ذاك الليل ساعةً،
لو أستطيعُ .. لو
***
لم تنتبه للبرقِ
كيف يقدَحُ كلّما حُكَّ حجرٌ بحجرٍ، أو تهادلت خصلة من ضفيرة الكستناء على وجهها، وحجبت عن عينيهِ نمش الأُقحوان، ودوار باريس شاهد على مذاق القهوة واللوعة!
***
خلفَ خطوة من ظهر الحقيقة
مدّت سِرّها إليّ و قالت :
خُذ حلمي، لأملكَ العالم !
قال لي صائغ : خفيف الوزن هذا الحلم.
من تُعطني قدحاً، وأعطِيها خاتماً؟!
***
كان عصراً غائماً، حين جلست على درجات مبنى الجامعة، وقالت: لا تخف، فُكّ ضفيرتي لأكتنز باسمك، واتركْ قشَّ التردد للبلابل كي تعمّر عشّها، واعتلِ صهوة المروج الشاسعة!
فعلّقتُ ما بقي من ذلك النهار بدولابِ الثياب، وسرتُ حافياً نحو اللغة!
***
عموداً، عموداً،أصقلُ الذكرى.
ليس وَحدَهُم العمّونيّون من رحلوا، وبقيت أعمدة الرخام، الحبُّ، أيضاً، قد زال من اثر الكلام!