الحدث- آيات يغمور
لاشك أن الوضع الزراعي في فلسطين يتراجع عاماً تلو الآخر، فرقعة الأراضي المزروعة آخذة بالتناقص تبعاً للعمران من جهة، ونهب الاحتلال للأراضي الزراعية من جهة أخرى.
ولأن الفلاح الفلسطيني آخذٌ هو الآخر بترك أرضه لبناء بيته أو بيعها لتعليم أبنائه، جاءت شركة كنعان فلسطين لتثبّت المزارع الفلسطيني في أرضه وتطور معرفته الزراعية ليصبح منتوجه أكثر عضوية وأقل تأثراً بالآفات والنكبات السنوية.
وتعمد كنعان إلى إعطاء دورات تدريبية وورشٍ زراعية تثقيفية لتعليم المزارعين آليات التعامل مع المحصول والآفات، وكيفية الابتعاد عن المبيدات الكيماوية واللجوء إلى طرق طبيعية لحماية المنتوج الزراعي بأخف ضرر ممكن.
ومن المثير للاهتمام، أن كنعان تقوم بتشجيع المزارعين على حصد محاصيلهم حتى لو كانت "مضروبة" حسب تعبير الأسواق المحلية، من أجل تعليمهم آلية التخلص من الآفات الزراعية بطريقة عضوية، ثم تقوم بشراء المحصول التالف منهم لتعويضهم عن الخسائر لضمان استمرارهم في زراعة أراضيهم وعدم التخلي عنها.
اللوز العضوي
في قرية تعنك الواقعة شمال غرب مدينة جنين، استطاع المزارع رفيق سليمان حسن البالغ من العمر (72) عاماً، بتحويل محصوله من اللوز الى لوز عضوي بمساعدة من مركز كنعان للبحث والإرشاد في الزراعة العضوية " كور".
قبل عشر سنوات أي في عام 2006 تشجع رفيق حسين لزراعة اللوز املا منه في تحسين وضعه الاقتصادي، وكانت البداية عشوائية دون دراية أو تخطيط، فجاءت النتائج سلبية.
عائد مادي اكبر
من ناحية اقتصادية، يحبذ المزارع تحويل محصوله الى محصول عضوي كون تكاليف الإنتاج ستقل، فهو سيستغني عن شراء الأسمدة والمبيدات الحشرية المتنوعة ولن يدفع أجرة استخدامها أيضاً، ومن جهتها أيضاً فإن كنعان ستعطيه عائداً مادياً مقابل اللوز العضوي الذي ستبيعه بسعر اعلى من اللوز العادي كونه أكثر طبيعية.
اصدقاء للبيئة والانسان
يرى حسين ان المنتجات العضوية تساهم في الحفاظ على التوازن البيئي والحفاظ على البيئة وكذلك التخلص من الكيماويات التي تشكل أكبر ضرر على صحة الانسان.
ويبقى الأمر الأهم، الذي يحسب لصالح كنعان والمزارع حسين معاً، أن الأخير كان ينوي التخلص من الخمس دونمات التي يملكها من اللوز، ولكنه أصبح يفكر بآليات جديدة لزيادة محصول اللوز عبر توسعة أرضه لأن تصبح 15 دونماً.
وبالنظر إلى الإنتاج، فإن حسين وقبل التزامه بتعليمات "كور" فإنه كان يجني من أشجار اللوز ما يقارب 12 كيلو للدونم الواحد، أما الان بات يجني 120 كيلو من الدونم الواحد أي أن إنتاجه تضاعف عشر مرات.
تحديات وحلول
يقول حسين: " نزلنا على اللوز بدون خبرة، كان كل همنا نزرع لوز".
مشاكل عديدة كان يعاني منها مزارعوا اللوز في فلسطين، تعود في مجملها إلى نقص الخبرة والمعرفة بآلية التعامل مع هذا المحصول.
وجاءت أبرز المعيقات حسب ما أفاد به مزارعون لـ"الحدث" إلى غياب الملقحات التي تساعد في تلقيح أشجار اللوز، بالإضافة إلى "دبور اللوز" الحشرة التي تتسبب في إتلاف المحصول كل عام!
التحق حسين بعدة ندوات ودورات تدريبية نظمها مركز كنعان للبحث والإرشاد "كور" والتي استطاع من خلالها التعرف على الطرق التي تساعد في التخلص من المعيقات والمحافظة على محصول لوز عضوي في فلسطين.
ومن المثير للاهتمام أيضاً، أن كنعان تشتري المحصول من المزارع وتقوم بتسويقه وتصديره عالمياً، فهي تريحه من التفكير في آلية بيع اللوز وتسويقه.