خاص الحدث
بدا الرئيس محمود عباس ممتعضاً لدى استماعه لمداخلات قدمها وفد من رجال الأعمال وممثلي القطاع الخاص في قطاع غزة خلال لقاء عقد مساء الأربعاء الماضي في مقر المقاطعة في رام الله، وعبرت إجابات وردود الرئيس المقتضبة جداً على مداخلات وأسئلة أعضاء الوفد الذي ضم أكثر من ثلاثين شخصية جلها تمثل مؤسسات القطاع الخاص عن استيائه الملحوظ من مجمل الحوار الذي دار حول واقع غزة ومتطلبات إعادة الإعمار والاقترحات المقدمة لتحسين هذا الواقع الذي فرضته الحرب الأخيرة.
أحد أعضاء الوفد وصف، خلال اللقاء، خطة سيري لآلية ادخال مواد البناء إلى غزة بأنها تشكل مرحلة انتقال من حصار إلى آخر وبموافقة من السلطة معرباً عن مخاوفه أن تكون معالم المرحلة القادمة في أفضل أحوالها مجرد مرحلة جديدة لإدارة الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة وإطالة أمد الاحتلال، وبعد أن اختتم المتحدث مداخلته بقوله "كان من الأفضل أن تراقب الأمم المتحدة الحدود بدلاً من مراقبتها لدخول مواد البناء" ، رد الرئيس بداية بإيماءة استياء بدت جلية على وجهه ليؤكد للمتحدث بلهجة حازمة أن آلية سيري ستكون الآلية الوحيدة المعتمدة لإعادة الإعمار ودخول مواد البناء وأن الإعمار سيسير سواء بسطت حكومة التوافق سيطرتها على غزة أو لم تبسط.
متحدث آخر اقترح على الرئيس آلية لتمويل قروض للقطاع الخاص يتم استعادتها حين قيام الدول المانحة بتعويض الأضرار فأجابه الرئيس باقتضاب شديد "وإن لم يدفع المانحون تعويضات للمتضررين".
أكثر من متحدث دعا خلال اللقاء الرئيس ووزراء حكومة التوافق لزيارة غزة وأعربوا في ذات الوقت عن خشيتهم من إمكانية تباطؤ عملية إعادة الإعمار ودخول مواد البناء وجاءت إجابة الرئيس قاطعة بتأكيده أنه لن يعود إلى غزة ما لم تسلم حماس السلطة كلياً إدارة وحكم غزة وأنه ابلغ الغرب بذلك وسيعمل على اعمار غزة عن بعد ولكن إذا حدث أي تدخل "من حماس" سننسحب فورا في حال تهريب الاسمنت بطريقة أو بأخرى.
وذهب متحدث إلى مطالبة الرئيس بالإيعاز لوزراء حكومة الوفاق بزيارة غزة متعهدا بشكل شخصي بقوله "نحن نضمن لك سلامتهم وإن تعرضوا لأي مكروه اعتبرنا جميعاً رهن الاعتقال " فرد الرئيس عليه بقوله "لا أحب مثل هذا الحديث".
متحدث آخر قال في مداخلته "حماس تغيرت" رد الرئيس على المتحدث كم عمرك قال 52 عاما اجابه الرئيس انا اعرف حماس من 55 عاماً.
وطالب أحد المتحدثين الرئيس بأن يعطيهم أملا في معالجة جملة المشاكل والصعوبات التي تواجه غزة فقال "تريدون أن أكذب عليكم" وقال أيضاً "لا يمكن أن نسير للامام الا إن سلمت حماس السلطة فهناك حكومة واحدة ".
رد آخر "انا لست من حماس ولكن ماذا ستقدم لي ياسيادة الرئيس كي أنتخبك
فرد الرئيس "أنا مش حانزل انتخابات".
واستمع الرئيس لمداخلات عدة لم يعلق عليها باهتمام يذكر حيث تحدث البعض عن رغبته بالهجرة لانسداد الأفق ووصف آخرون خطة سيري بنظام كوبونة تقدم احتياجاتك من مواد البناء وبعد ذلك يدخلون الكمية.
وحضر اللقاء المذكور؛ الذي استمر لنحو ساعتين ونظمه د. محمد مصطفى وزير الاقتصاد، أكثر من 30 شخصية من قطاع غزة.