الحدث- تل أبيب
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الاثنين، أن قائد وحدة الاغتيالات الأسبق في جهاز “الموساد” الإسرائيلي، “ميخائيل (مايك) هراري”، توفي أمس عن عمر ناهز 87 عاما.
وهراري هو الذي أقام وحدة "كيدون" في الموساد المسؤولة عن تنفيذ عمليات الاغتيال، وهو الذي قاد عمليات اغتيال مسؤولين فلسطينيين، أبرزهم علي حسن سلامة، في أعقاب مقتل الرياضيين الإسرائيليين في أولمبادة ميونيخ، في العام 1972، الذين احتجزتهم منظمة "أيلول الأسود" الفلسطينية وعلى ما يبدو أنهم قتلوا بنيران قوات الأمن لدى محاولة تحريرهم.
وقاد هراري عمليات اغتيال شخصيات فلسطينية في أوروبا، في سنوات السبعين، واغتال سلامة في لبنان في العام 1979.
وشارك هراري في منتصف العقد الماضي، بطلب من رئيس الموساد السابق، مائير داغان، في "عملية خاصة" ضد البرنامج النووي الإيراني، وحصل على وسام بعد تنفيذها.
وأعاد هراري تشكيل وحدة "قيساريا" للعمليات الخاصة في الموساد، في سنوات الستين، وعين قائدا لها في العام 1970، وقاد ما يسميه الإسرائيليون بـ"عملية غضب الرب" التي هدفت إلى ملاحقة وتصفية أعضاء منظمة "أيلول الأسود".
وارتبط اسم هراري بعدة فضائح أمنية، حسبما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وبينها أنه طولب في الثمانينيات بمواصلة العلاقات السرية بين إسرائيل وحام بنما، مانويل نورييغا، وتورط في مواجهة بين الولايات المتحدة وبنما، ما أسفر عن غزو أميركي لبنما، لكن هراري تمكن من الهرب. وترددت بعد ذلك أنباء حول علاقة هراري بأعمال غير شرعية لنورييغا.
وكشف هراري في مقابلة أجرتها معه “يديعوت أحرونوت” في نيسان الماضي، عن أن الموساد حاول مرتين اغتيال شخصية عربية رفيعة، اعتبر الموساد أنها تهدد إسرائيل. وتقرر تنفيذ الاغتيال لدى زيارة هذه الشخصية إلى بلد إسلامي.
وقال هراري إن الخطة كانت تقضي بإطلاق نار قناص من أحد المباني، وان مهمته كانت تهريب بندقية قنص إلى الدولة الإسلامية والانضمام إلى وحدة القناصة خلال التحضير للعملية. وقد نجح في إدخال البندقية إلى ذلك البلد من خلال تقمص هوية ثري مدلل خرج في رحلة صيد ويحتاج إلى البندقية، ولكن "الزعيم المستهدف غير مساره وسافر في طريق مغاير للمسار المخطط مسبقا".
وأوضح الضابط السابق انه استدعي في 1960 للمشاركة في عملية لقسم العمليات الخاصة، اقترحها رئيس الموساد في حينه "ايسار هرئيل" الذي أبلغه بتفاصيل العملية وبأنها عملية خطيرة بشكل خاص، وستتم في عمق إحدى دول المواجهة، وانه يبحث عن متطوعين لأداء المهمة.
وينقل هراري عن هرئيل قوله: "اذا قبض عليك يمكن لله فقط انقاذك". ويضيف أنه وافق على الانضمام لأن الشخص المستهدف شكل خطرا كبيرا على إسرائيل وأنها لم تكن المرة الأولى التي يطرح فيها اسمه، فقد سبق لـ "موساد" أن ناقش خططا عدة لاغتياله”.
واعتبر أن هذا الزعيم كان "يستحق الاغتيال"، مضيفا: "لم يتقرر عبثا الحكم عليه بالموت، فمنذ ولادته وهو يتسبب بالمشاكل لشعب إسرائيل، وشكل خطرا مباشرا وواضحا على أمن الدولة".
وأضاف هراري أنه بعد عشر سنوات من فشل المحاولة الأولى، خطط "موساد" لمحاولة ثانية لاغتيال الزعيم ذاته، وتولدت الفرصة في العام 1970، حيث تم الاتفاق على إطلاق قناص النار عليه خلال مشاركته في حفل شعبي. وقال إنه "وصل مع رجاله إلى البلد المعني للتخطيط للعملية، وكان كل شيء جاهزا، إلا أن رئيسة الحكومة آنذاك، غولدا مائير، لم تصادق على تنفيذ العملية، خشية أن تؤدي إلى التعرض لمسؤولين إسرائيليين كبار”.