الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نجح نتنياهو في البقاء رئيساً للحكومة/ بقلم سامي سرحان

2016-05-24 10:47:44 AM
نجح نتنياهو في البقاء رئيساً للحكومة/ بقلم سامي سرحان

 

نجح نتنياهو في تثبيت حكومته وضمن بقاءه على رأس الحكومة الإسرائيلية بضمه أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا للائتلاف الحكومي، وتتمتع الحكومة الجديدة بأغلبية مريحة في الكنيست تجنبها محاولات حجب الثقة المتكررة التي واجهتها حكومته قبل التعديل الجديد. 

ولعل بقاء نتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية هو الهدف الوحيد الذي يسعى إليه رئيس حزب الليكود وليس أي شيء آخر. ولن يقدم انضمام ليبرمان إلى الحكومة أو يؤخر في شيء، فليس في نية نتنياهو التوجه نحو السلام مع الفلسطينيين، ولا يعير أي اهتمام للمبادرة الفرنسية التي لا تتعدى كونها محاولة للتحرك في الفراغ الناجم عن فشل الرعاية الأمريكية لعملية مفاوضات عقيمة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وعجز الولايات المتحدة أو لربما عدم حديثها أو قدرتها في الضغط على بنيامين نتنياهو لوقف الاستطيان والقبول وتنفيذ حل الدولتين، خاصة مع قرب نهاية ولاية الرئيس أوباما الثانية. 

 

 وما عجزت عنه الإدارة الأمريكية في الضغط على نتنياهو لا يعقل أن تقدر عليه فرنسا، حتى لو كانت نواياها صادقة في تحريك عملية السلام وجمع الفلسطينيين والإسرائيليين مجدداً على طاولة المفاوضات والتلويح بالاعتراف بدولة فلسطين في حال فشلها في تفعيل مبادرتها. والإسهاب في الحديث عن إيجابيات المبادرة الفرنسية لا محل له من الإعراب، فالمراقبون للموقف الفرنسي يسجلون مؤخراً تراجعاُ أساسياً عن بعض بنود المبادرة كالاعتراف بالدولة الفلسطينية وتضمينها اعترافاً بإسرائيل دولة لليهود. ثم اعتذاراً فرنسياً عن التصويت في اليونسكو على قرار حول القدس، وأخيراً بقلب الحقائق، ويقول إن إسرائيل ضحية للإرهاب الفلسطيني. لقد لعب نتنياهو بإسحق هيرتزوغ زعيم اليسار الإسرائيلي وأظهره بمظهر المتلهف على إشغال منصب وزاري وهو لا يزال يتلاعب بمشاعره فيصرح بأن احتمال انضمام اليسار إلى حكومته ما زال قائماً.

وهيرتزوع الذي أفاق من الصدمة يبحث عن أعذار لتبرير ارتمائه في أحضان نتنياهو، ويحاول الايحاء بأنه كان يفاوض نتنياهو على طريق السلام في المنطقة، ويدعي أن نتنياهو أضاع فرصة اتفاق معه كان سيغير وجه المنطقة. ويهدد هيرتزوغ الذي يبدو اليوم في أضعف حالاته بأنه سيعمل لإسقاط حكومة الجنون، أي الحكومة التي تضم ليبرمان ويرأسها نتنياهو، والتي يصفها إيهود باراك رئيس الوزراء الأسبق بأنها حكومة تحوي بوادر فاشية، وأن هناك علماً أسود يرفرف فوق سلوكياتها. 

 

بنيامين نتنياهو ليس بحاجة إلى متطرف مثل ليبرمان ليرفض التسوية السياسية أو يمارس القمع والإرهاب ضد الفلسطينيين، فهو شخصياً شيخ التطرف، وهو شخصياً الرافض لأي تسوية مع الفلسطينيين تقوم على وقف الاستيطان وإنهاء الاحتلال وحل الدولتين. 

 

    لا شيء سيتغير في إسرائيل وفي المنطقة سواء بإضافة ليبرمان للحكومة أو نتيجة للمبادرة الفرنسية. والتغيير في الموقف الإسرائيلي من التسوية يعتمد بالدرجة الأولى على الصمود الفلسطيني والتمسك والنضال من أجل الحقوق المشروعة والثابتة لشعبنا الفلسطيني.