نقابة المعلمين: خاطبنا وزارة التربية ووعدتنا بإزالة الخريطة.. والتطبيع مرفوض
العكور: هذه خطوة لجهة تزييف الوعي والحقائق والجغرافية والانبطاح أمام الصهيونية
"مناهضة الصهيونية": أي تطبيع قد تمارسه "وزارة التربية" يعتبر مخالفة للدستور والقانون الأردني
التربوي الراميني: نرفض تدريس "الخريطة الجديدة" وسنخصص درساً لشرح القضية الفلسطينية
عمان – بثينة السراحين
أدان نقابيون ومناهضون للتطبيع وتربويون أردنيون، توزيع وزارة التربية والتعليم الأردنية، كتيبات على طلبة المرحلتين، الابتدائية والإعدادية، تتضمن خريطة لفلسطين التاريخية، مكتوب عليها "إسرائيل".
وطالبوا الوزارة بسحب تلك "الكتيبات"، مؤكدين أن تطوير المناهج لا يكون بمخالفة قانون التربية والتعليم الذي يؤكد عروبة فلسطين والأجزاء المحتلة من الأراضي العربية.
ويظهر في كتيبين يفترض أنهما يتعلقان بالتوعية الصحية، رسم لقاعة صف مدرسي يشير فيه الأستاذ من بعيد إلى خريطة يتوسطها الأردن ومن حوله "إسرائيل" من الغرب، والسعودية والعراق من الشرق، وسوريا ولبنان من الشمال.
ويتكرر الرسم نفسه في الصفحة رقم 3 من كتيّب "لا للتدخين"، وفي الصفحة رقم 9 من كتيّب "الفطور الجماعي"، من سلسلة التثقيف الصحي للفئة العمرية من سن 9 – 12 عاماً.
نقابة المعلمين
وأكد الناطق الإعلامي باسم نقابة المعلمين الأردنية أيمن العكور "للحدث الفلسطيني"، رفض النقابة بشكل مطلق لأي أشكال التطبيع مع "العدو الصهيوني"، مبيناً: "خاطبنا وزارة التربية حول موضوع (الخريطة)، ووعدنا من قبل المعنيين فيها أن يتم تعديل الأمر في المناهج لإزالة تلك الخريطة".
وأضاف العكور: "في اللحظة التي أعلمتنا فيها لجنة المناهج في النقابة أن هناك خريطة في كتيبات تستبدل اسم فلسطين التاريخية باسم إسرائيل، قمنا بمخاطبة الوزارة على كافة الأصعدة والمستويات، بدءاً من الوزير، مروراً بالدوائر المتخصصة فيها".
وشدد العكور على أن موقف النقابة واضح من العدو "الإسرائيلي"، من حيث أنه العدو الأول للأمة، والذي يجب مقاومته بكل الوسائل، بما فيها الثقافية والتربوية والتعليمية.
وقال العكور: "وضع الخريطة سابقة الذكر في مناهجنا التربوية وفي كتيّبات توزع على أبنائنا الطلبة، تزييف للوعي والحقائق والجغرافيا والتاريخ، ويشكل انبطاحاً أمام الهيمنة الصهيونية، لأن الأصل هو "غرس" ثقافة أن "إسرائيل" كيان طارىء على هذه الأمة، ويغتصب أرضنا".
وأشار إلى أن "إسرائيل" كيان عدواني توسعي لا يعترف بأي حدود، بسبب النظرة التوسعية التي تحكم عقليته الإقصائية والاستعمارية للآخر.
وأكد العكور أنه في حال عدم إزالة الوزارة للخريطة من "الكتيبين"، فإن نقابة المعلمين ستعمد إلى التصعيد وإثارة القضية على كافة المستوياتـ، الإعلامية والنيابية والثقافية والاجتماعية، وكل وسيلة ممكنة للضغط على الوزارة للاستجابة لهذا المطلب.
وعن دور النقابة في الإشراف والمشاركة في وضع المناهج التعليمية، أوضح العكور أنّ: "القانون لا يعطينا أي دور في المشاركة في اختيار المناهج، التي توضع من خلال أكاديميين أخصائيين يتبعون مديرية المناهج في وزارة التربية والتعليم، ولكن بالمقابل، نبدي رأينا وملاحظتنا بما يخص أية إشكالية نراها في تلك المناهج، أي أنّ دورنا رقابي بالدرجة الأولى".
وشدد عضو الهيئة المركزية في النقابة، عامر القصص على ما ذهب إليه زميله العكور، من ضرورة رفض كافة أشكال التطبيع مع "الكيان الصهيوني"، معتبراً أنه لا يجوز تطوير المناهج التربوية من خلال التطبيع.
وقال القصص للحدث الفلسطيني: "أنا كموظف في وزارة التربية والتعليم، أطالب وزارتي بإلغاء تلك الخريطة المسيئة، وسأعمل على مناهضتها بكل الوسائل".
مناهضة الصهيونية
وشجبت جمعية مناهضة الصهيونية في الأردن وضع "الخريطة" في المناهج التربوية، واعتبرته مخالفاً لقانون الوزارة، وعملاً لا أخلاقياً، ومنافياً لمبادىء العروبة والإسلام، وأنه يصب في خانة التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ودعا عضو الهيئة الإدارية للجمعية، المُدرّس زياد نافع المعلمين إلى رفض ما وصفه بتطبيع وزارة التربية، والعمل على استبدال الخارطة المسيئة بأخرى تثبت عروبة فلسطين التاريخية المحتلة.
وأكد نافع "للحدث الفلسطيني" أن أي تطبيع من قبل وزارة التربية والتعليم مخالف للدستور والقانون الأردني، وفي مقدمتها قانون الوزارة نفسه، مطالباً معلمي المواد الاجتماعية والمواد الأخرى بالاضطلاع بدورهم في هذا الصدد.
وقال نافع: "ندعو نقابة المعلمين إلى القيام بدورها في رفض مثل هذا التدخل السافر في مناهجنا لمصلحة العدو الصهيوني، كما أن النقابة مطالبة بالمشاركة في صياغة وكتابة كتب ومناهج التاريخ والجغرافيا والثقافة الوطنية، لمنع الانزلاق إلى هكذا توجهات تطبيعية".
كما دعا نافع ذوي الطلبة وأولياء أمورهم، إلى تمزيق الصفحة أو الصفحات التي يرد فيها ذكر دولة العدو الصهيوني.
من جانبه رفض الخبير التربوي عزت الراميني تدريس كل ما من شأنه تشويه الجغرافيا والحقائق التاريخية، وتحديداً فيما يتعلق بالحق الأزلي للشعب الفلسطيني بالعودة إلى أرضه التي هجر منها.
وقال الراميني للحدث الفلسطيني: "إن صح وجود خريطة مسيئة لحقنا التاريخي في مناهجنا التعليمية، سأعمل، نكاية بالحكومة، على شرح درس عن فلسطين وفضح أي ممارسات تطبيعية".
وأشار الراميني إلى اعتراضات حدثت خلال السنة الدراسيّة الماضية حول وجود صورة رمز إسرائيلي في أحد المناهج للمدارس الخاصة، مما استدعى ذلك سحب المنهاج وتغييره.
وحول إلغاء منهاج الاجتماعيات من الصفوف الابتدائية الأولى، استبعد الراميني أن يكون إلغاؤها له علاقة بالتطبيع، رابطاً ذلك بحرص الوزارة على تعزيز حصص ودروس اللغة العربية، لتقوية الطلبة فيها بمعدل 13 حصة أسبوعية، إضافة إلى تقويتهم في اللغة الإنجليزية والرياضيات.
جدير بالذكر أن النائب البرلماني الدكتور رائد حجازين، طالب مؤخراً بإحالة الدكتور خالد طوقان إلى المدعي العام بسبب حذفه اسم فلسطين من المناهج الدراسية واستبدالها باسم آخر، خلال عمله في الماضي وزيراً للتربية والتعليم مطالباً بمحاكمته لأنه "صَهْيَن" المناهج الدراسية، على حد قوله.