الحدث- منوعات
تلقّت بلدية الهفوف في محافظة الأحساء بالسعودية، شكوى غريبة من قبل مواطن سعودي تقدم بها ضده جارُه، لوضعه حظيرة طيور في فناء منزله، معبراً عن انزعاجه هو وأسرته من الأصوات التي تصدرها الطيور، من نقيق دجاج وصياح الديك.
السعودية تمنع تربية الحيوانات في المناطق السكنية، وفي حال التعرض للضرر من رائحتها أو أصواتها، يحق للمتضرر التقدم بالشكوى للجهات المختصة لإزالة الضرر الواقع عليه، وذلك حسب القاعدة الشرعية (لاضرر ولا ضرار)، هذا ما ذكره المحامي محمد التمياط في حديثه لـ " هافينغتون بوست عربي".
ويضيف التمياط "المناطق السكنية لم توضع من أجل تربية الحيوانات، بل هي مناطق سكن وراحة للمواطن ولم تخصص لمثل هذه الأمور، حتى لو كان مالك العقار يقول هذا في ملكي فلا يجوز له ذلك حسب النظام والشرعية الإسلامية ، حيث لا يحق له التعدّي على راحة الآخرين حتى لو كان ذلك في مسكنه".
العقوبة التقديرية
وأوضح التمياط أن العقوبة تقديرية، يقررها قاضي الموضوع، بناءً على مقدار الضرر الناجم أو أخذ التعهد مع إزالة هذا الضرر الناجم فقد تصل العقوبة إلى السجن أو الجلد وحتى الغرامات المالية.
وعن طبيعة مثل هذه الشكاوى في المجتمع السعودي يقول التمياط "لايوجد ماهو غريب بالشكوى، فلكل مواطنٍ سعودي حق في التقاضي في المملكة مجاني ومكفول للجميع، سواءاً كان مالياً أو إدارياً أو جنائياً، وليس هنالك حصرٌ للشكاوى المقدَّمة.
وترى الأخصائية السلوكية والأسرية الهنوف الحقيل أن تقديم مثل هذه الشكاوى يقع بين مجالين؛ الفردي وحرية الفرد والمجتمع ومنظومته الحديثة، فمثل هذه السلوكيات منظمة دينياً بوضع آلية لاحترام الجار.
الحرية المقنّنة
وأوضحت الحقيل لـ "هافينغتون بوست عربي"، أن الفرد في سلوكه داخل منزله يمتلك حرية ولكنها مقننة حسب ماهو منظم قانونياً ومجتمعياً وعليه فالرغبات الشخصية المباحة كجلب نوع من الحيوانات أو الطيور يستحبّ أن يتم اقتناؤها في أماكن ملائمة بعيداً عمن قد ينزعج منها.
وتضيف "واجبٌ على الفرد أن يكون على علاقة إيجابية مع الجيران والحوار، ومن مبدأ يفرضه الدين والمجتمع على الجار جاره أن يستأذن جاره، حتى لا تنشب وتدبّ مشكلاتٌ من مواضيع صغيرة".
وقالت "نحن بين حرية فردية وحقٍّ للعامة وجماعة الحي وقانون ينظّم ويضبط السلوكيات بينهما".