الحدث - رام الله
كشف عدد من الأسرى الأطفال القابعين في سجن 'مجدو'، تعرضهم للتنكيل والتعذيب بطريقة وحشية خلال الاعتقال والاستجواب ونقلهم للسجون الإسرائيلية.
وأوضحت محامية الهيئة، هبة مصالحة، في تصريحها، أنها زارت قسم (3) في سجن مجدو، والذي يعتقل فيه 100 أسير قاصر، وأن الطفل رضا كبها (16 عاماً) من برطعة الشرقية في جنين، والمعتقل بتاريخ 23 مارس/آذار الماضي، أفاد بقيام عدد من جنود الاحتلال باقتحام بيته، في ساعات الفجر الأولى، بشكل همجي، إذ كسروا الباب وانتشروا داخل المنزل، ودخلوا عليه غرفته وهو نائم، وضربه أحد الجنود بقدمه ليستيقظ.
وتابع الطفل: 'فتحت عيني مذعوراً، فوجدت الجنود منتشرين في غرفتي وفوق رأسي، يحملون أسلحتهم ويوجهونها إلي، حيث طلب الضابط من أهلي أن يجتمعوا في غرفه واحدة، وأخذ الجنود يفتشون باقي غرف البيت، ثم توجه الضابط إلي وسألني أسئلة شخصية، ثم قام جندي بتفتيشي وضربي، واعتقلوني وأخرجوني من البيت دون أن يسمحوا لي بتبديل ملابسي،
وخارج البيت قيد الجنود يدي إلى الخلف ثم عصبوا عيني وأدخلني الجيب العسكري، ثم أنزلني في معسكر جيش، وفتشوني وأجروا لي فحصاً طبياً سريعاً، وبقيت هناك داخل غرفة متنقلة من الحديد (كرفان) حتى ساعات العصر، ومن هناك نقلت إلى سجن مجدو'.
وأفادت مصالحة، أن الطفل أحمد قنازع (16 عاماً) من نابلس، والمعتقل بتاريخ 23 من شهر مارس/آذار الماضي، اعتقل بالقرب من مستوطنة إيتمار المقامة على أراضي نابلس، في ساعات العصر، وهو يمشي، حيث وقفت إلى جانبه سيارة شرطة إسرائيلية، ونزل منها شرطي ووجه صوبه سلاحه مهدداً إياه بالوقوف.
وحكى قنازع أن عناصر الشرطة أوقفوه وفتشوه ومن ثم اعتقلوه، وسألوه عدة أسئلة شخصية، ثم قيدوا يديه إلى الأمام وعصبوا عينيه، ثم أدخلوه سيارة الشرطة، وأنزلوه في حاجز قريب من هناك، حيث قام أحد الجنود بضربه بقوة على كتفه بالسلاح الذي معه، ومن هناك نقل قنازع إلى معسكر جيش قريب، فتشوه وأبقوه جالساً في الخارج على الأرض، حتى منتصف الليل، والجنود يقفون حوله يسخرون ويهزأون ويضحكون منه، ومن معسكر الجيش نقل إلى مركز توقيف حقق معه هناك حتى الصباح.
وفي ساعات الصباح، نقل قنازع إلى سجن حوارة، وفي ساعات الظهر نقل إلى محكمة سالم، حيث تم تمديد توقيفه ومن هناك نقل إلى سجن مجدو، حيث تم تفتيشه عارياً قبل إدخاله.
كما أفاد الطفل فضل تركمان (17 عاماً) من يعبد بمحافظة جنين، أنه تم اعتقاله من بيته، حوالى الساعة الخامسة فجراً، حيث قام عدد من رجال المخابرات والجيش الإسرائيلي بتطويق البيت، وكسر قسم منهم باب المدخل الرئيسي واقتحموا البيت، حيث كان نائماً، وأفاق تركمان على صوتهم ووجدهم منتشرين فوق رأسه، يحملون أسلحتهم ويوجهونها إليه.
وتابع: 'قسم من الجنود انتشروا داخل البيت وفتشوه، وصاح بي الضابط لأقف ثم اعتقلني مباشرة، دون أن يسمح لي بتبديل ملابس النوم، قيدوا يدي إلى الخلف وعصبوا عيني، وأخرجوني من البيت وأدخلوني الجيب العسكري، وأجلسوني على أرضية الجيب الحديدية، وهناك قام الجنود بضربي بأيديهم وأرجلهم على وجهي وجسمي بشكل همجي عنيف'.
وبعدها اقتادوه إلى مستوطنة 'دوتان' المقامة على أراضي الفلسطينيين والقريبة من يعبد، وهناك فتشوه عارياً وأجروا له فحصاً طبياً سريعاً، ثم أجلسوه في الخارج على الأرض وكل جندي يمر بجانبه يضربه أو يصفعه على وجهه ورأسه، وبقي تركمان هناك حتى ساعات العصر من اليوم التالي.
في اليوم التالي نقل إلى مركز التحقيق في الجلمة، حيث أدخلوه زنزانة انفرادية، ليبقى هناك 20 يوماً، وكانوا ينزلونه يومياً إلى التحقيق، ويحقق معه وهو مقيد اليدين إلى الخلف بالكرسي، وكان التحقيق يستمر ساعات طويلة، وبعد 20 يوماً في عزل الجلمة نقل تركمان إلى سجن مجدو، وعند دخوله للسجن تم تفتيشه عارياً ثم أدخلوه قسم الأطفال.