رولا سرحان
ذهب الرجل الحثيث كيري، ولم نسمع عنه وعن خطة المليارات شيء. وجاءنا اليوم "سري"، المبعوث الأممي للشرق الأوسط بآليات لإعادة الإعمار. وكما التصقت تسمية مبادرة الرباعية لتنمية الاقتصاد الفلسطيني بـ "كيري" وصارت تسمى خطة "كيري"، فإن آلية اللجنة الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية وإسرائيل، ستلتصق باسم "سيري"، لتعرف بآليات "سيري".
الخطة التي سُربت بعض تفاصيل آلياتها للإعلام على لسان "سيري" يُقال إنها من 600 صفحة على ذمة بعض المطلعين والمتنفذين. ويدافع عنها المدافعون بأنها هي الوحيدة المتاحة الآن والتي سنتمكن من خلالها كفلسطينيين من إعادة إعمار غزة. بينما ينتقدها آخرون بالقول إنها آليات أمنية بالدرجة الأولى، لأنها لن تسمح بدخول إبرة من المحتمل أن يستخدمها أبناء القطاع لبناء نفق أو إطلاق صاروخ على إسرائيل، بالتالي فإن كل المواد المدخلة يجب أن تجتاز الامتحان الأمني بعلامة 10 من 10.
فرقة "سري" للتفتيش المكونة من 500 مفتش منتشرين على طول القطاع سينفضون مواد البناء المدخلة لغزة كيساً كيساً وحديدةً حديدةً، متبعين ألف باء التفتيش الأممي عن قذيفة مدفعية في كيس "الحصمة".
حماس الصامتة الآن من المتوقع أنها ستفتش عن بدائل ومخارج لمأزقها ولسان حالها يقول بين "سيري" و "كيري" (حانا ومانا) ضاعت لحانا. والسؤال المطروح على الطاولة هل ستتمكن حماس من تفكيك آليات "سيري".
فمن القضايا المجمع عليها منذ زمن أرسطو أن الشيء البسيط لا يمكن أن ينتج عنه إلا شيء بسيط، وإن كان الشيء مركباً فينتج عنه أشياء مركبة على عدد ما فيه من تركيب.