الحدث- رام الله
يصوم المسلمون في معظم الدول العربية وفي شتى أنحاء العالم ابتداء من الاثنين، الموافق لـ 6 حزيران/يونيو، بعدما توحدت الرؤية الشرعية مع الحسابات الفلكية، باستثناء سلطنة عمان والمملكة المغربية وغيرهما من الدول التي أعلنت أن يوم الاثنين متمم لشهر شعبان ويكون غرة رمضان عندها يوم الثلاثاء.
وأعلنت كل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر والإمارات العربية المتحددة، والكويت والبحرين، ودول المشرق العربي حتى الجزائر، أن شهر رمضان يبدأ الاثنين. وأعلنت دول الخليج عبر بيانات رسمية تليت في التلفزيون عن بداية رمضان. كما أعلنت ماليزيا رسميا أن الاثنين هو أول أيام شهر رمضان للعام الهجري 1437 .ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة « نيو ستريتس تايمز» الماليزية عن سيد دانيال سيد أحمد حامل أختام حكام ولايات ماليزيا قوله إن الاثنين الموافق السادس من حزيران / يونيو 2016 هو أول أيام شهر رمضان للعام الهجري 1437 في كافة ولايات ماليزيا.
من جانبها أعلنت الحكومة الإندونيسية أن الاثنين هو اليوم الأول من شهر رمضان، وحثت المسلمين بهذه المناسبة على التقرب إلى الله بالمزيد من الطاعات والحفاظ على حرمة الشهر الكريم .وأعلن وزير الشؤون الدينية الإندونيسي لقمان حكيم في مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الشؤون الدينية في جاكرتا أنه استنادا إلى كافة المعلومات الواردة إلى وزارة الشؤون الدينية من لجان استطلاع الهلال التي انتشرت في مختلف أنحاء البلاد وبيانات الحسابات الفلكية، فإن اجتماع «الإثبات» الخاص بتحديد أول أيام شهر رمضان قرر أن أول أيام شهر الصوم سيوافق الاثنين الموافق السادس من شهر حزيران/ يونيو .
ونقل موقع «ديتيك دوت كوم» الإخباري الإلكتروني الإندونيسي عن الوزير القول إن ستا من لجان استطلاع هلال شهر رمضان في ستة من مواقع الاستطلاع البالغ عددها 93 موقعا قد أبلغت عن ثبوت رؤية هلال شهر الصوم في إندونيسيا.
وأدى مسلمو أستراليا صلاة تراويح أول ليلة من ليالي شهر «رمضان» الذي يبدأ الاثنين، في أكثر من 200 مسجد ومصلى، في أنحاء البلاد. وأنهى المسلمون في العاصمة الروسية موسكو، تحضيراتهم لاستقبال شهر رمضان، الذي يصادف أول أيامه الاثنين.
وقال مسؤول الإدارة الدينية لمسلمي موسكو، «رفعت إسماعيلوف»، إنهم أنشأوا خيمة لتقديم وجبات الإفطار طوال شهر رمضان في حديقة النصر، وسيقدمون الإفطار لنحو 700 صائم يومياً.
وكانت المغرب أول دولة أعلنت أن بداية رمضان يوم الثلاثاء، مثلما أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المملكة المغربية. وأوضحت الوزارة على موقعها الإلكتروني الرسمي أنه وفقا للتقويم الإداري، تتعذر رؤية هلال شهر رمضان مغرب يوم الأحد، وأن يوم الاثنين هو المتمم لشعبان، وبالتالي فإن الثلاثاء أول أيام شهر رمضان المبارك.
وبحسب مراصد علم الفلك فقد حدث الاقتران (المحاق) قبل غروب الشمس، وغاب القمر بعد الغروب في جميع الدول العربية والإسلامية، وتمكن الراصدون من رؤية الهلال من عدة دول باستخدام التلسكوب وباستخدام تقنية التصوير الفلكي أيضا، في حين أن رؤية الهلال بالعين المجردة في ذلك اليوم أتيحت فقط من أجزاء من القارتين الأمريكيتين وأجزاء من المحيط الأطلسي والهندي. كما أن رؤية الهلال لم تكن ممكنة لا بالعين المجردة، ولا باستخدام التلسكوب على الرغم من غروب القمر بعد الشمس في كل من قارة آسيا (عدا أقصى جنوب غربها) وقارة أستراليا. ورؤية الهلال كانت ممكنة باستخدام التلسكوب فقط من معظم أفريقيا ومعظم الولايات المتحدة، في حين أن رؤية الهلال لم يتم رصدها بالعين المجردة في أمريكا الجنوبية والوسطى وجنوب أمريكا الشمالية.
وتوافقت الرؤية المجردة هذه السنة مع الحسابات الفلكية وتجاوزت جدلا يثار كل سنة حول تحديد الأهلة بين دعاة الرصد بالعين المجردة، وبين الحسابات الفلكية إلى جانب دعاة التوفيق بين الجانبين بالتأكيد على إمكانية استخدام أجهزة الرصد المتطورة.
وكان مؤتمر توحيد التقويم الهجري الدولي الذي انعقد مؤخرا في إسطنبول، دعا إلى «توحيد المسلمين في شعائرهم، بحيث يكون هناك تقويم هجري معتمد واحد، يجمع المسلمين على الصيام، والأعياد، والمناسبات الدينية المختلفة، بدلا من التقاويم الخاصة بكل بلد».
وخلال المؤتمر تداول العلماء من الفقهاء والفلكيين والخبراء وبمشاركة مركز الفلك الدولي والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث والعديد من المجامع الفقهية والعلمية ولجان الفتوى في أكثر من 60 دولة في العالم، إضافة إلى المشروع الإسلامي لرصد الأهلة وجهات النظر المختلفة حول الموضوع بجميع أبعاده الشرعية والفلكية والاجتماعية. وتم خلال المناسبة التركيز على تأثير الموضوع في واقع الأقليات المسلمة في الغرب، والتي لا تمتلك مؤسسات دينية ملزمة للجميع، مما يؤدي إلى انقسامهم في هذه المناسبات، والذي بدوره يؤثر على وحدة كلمتهم، وعلى سمعتهم وسمعة الإسلام في مجتمعاتهم الغربية.
واتفق خلال المؤتمر على معايير وشروط يجب أن يتضمنها التقويم، وهي الاعتماد على الحساب الفلكي، والاعتماد على الرؤية الحكمية بحيث يشترط إمكانية رؤية الهلال لا مجرد ولادته.
وأوصى المؤتمر بتشكيل لجان رصد عالمية بأجهزة الرصد الحديثة، بناء على معطيات الحساب الفلكي في إثبات الرؤية، ودعوة الأقليات المسلمة إلى توحيد صومها وفطرها والاستفادة من التقويم الذي سيصدر لاحقا بناء على مقررات المؤتمر.
ووصف المؤتمر في بيانه الختامي التقويم الهجري الإسلامي الموحد بأنه «مطلب تحلم به جموع المسلمين في العالم لتضييق دائرة الخلاف وأسباب الانقسام… وهو أيضا مسؤولية كبرى يشترك فيها الحكام والعلماء والفلكيون والمثقفون والمسؤولون في المؤسسات الإسلامية والدعوية على حد سواء».
المصدر: القدس العربي