الحدث - رام الله
كشف تقرير أن نسبة التلوث والمواد المسرطنة في خليج حيفا آخذة بالازدياد بشكل يدعو إلى القلق، ما يكذّب التصريحات والإعلانات الرسمية لوزارة الصحة ووزارة البيئة وبلدية حيفا، التي تحاول طمأنة السكان بين حين وآخر بإصدار تقارير تظهر انخفاض التلوث وانخفاض نسبة المواد المسرطنة.
وجاء في التقرير الذي بثته القناة الإسرائيلية الثانية، أن وزارة البيئة قامت بفحص مادة "بينزين" المسرطنة في أربعة مناطق بمحيط خليج حيفا، وقالت إنها آخذة في الانخفاض، لكن بحسب التقرير، ارتفعت النسبة في ثلاثة من المواقع الأربعة، ورغم انخفاضها في الرابعة، إلا أنها لا تزال في المرحلة المعرفة على أنها خطر.
ويظهر التقرير أن نسبة مادة "بينزين" المسرطنة ارتفعت في كل من حي الهدار وحي نافيه شانان في مدينة حيفا، وارتفعت كذلك في "كريات بنيامين"، فيما انخفضت في منطقة "كريات حاييم"، لكنها لا تزال تشكل خطرًا على السكان، وتعرض جميع من يقطن هذه المناطق لخطر الإصابة بالسرطان.
وفي محاولة من وزارة البيئة لتهدئة السكان، قالت إن المختبر الذي أجرى الأبحاث، الموجود في جمهورية التشيك، ارتكب خطأ، وأن النتائج ليست دقيقة، مؤكدة أن المختبر تم استبداله بمختبر آخر، ولم توضح الوزارة لماذا لم تعلم المواطنين بهذا الخطأ في السابق، وهل ستعلن المعطيات الحقيقية حول التلوث والمواد المسرطنة في خليج حيفا أم لا.
ولادة أطفال برؤوس حجمها أصغر من المعدل
وفي شهر شباط/ فبراير الماضي، كشف بحث أعد في جامعة حيفا عن تأثير التلوث في خليج حيفا على المناطق المحيطة به، عن ولادة أطفال برؤوس أصغر بنحو 20%-30% من المعدل ووزنهم أقل من المعدل الطبيعي، في ثلاثة مناطق مركزية تتأثر بالتلوث، وأن نسبة الإصابة بمرض سرطان الرئة لدى البالغين أكثر بخمسة أضعاف من المعدل في البلاد.
وبحسب معدي التقرير، الذي استند على معطيات بدأ جمعها منذ العام 2012 من العديد من المؤسسات، منها صناديق المرضى والمستشفيات، تعتبر هذه الاستنتاجات غير نهائية حاليًا، لأن البحث سيستمر مدة خمس سنوات، وستنشر النتائج المرحلية في آذار/ مارس القادم. والمناطق التي تم اكتشاف الحالات فيها هي كريات بياليك، كريات حاييم وكريات طبعون.
ولم تظهر النتائج المرحلية أي تفصيل حول أعداد المصابين بالأمراض الناتجة عن التلوث، أو عن الفئات العمرية، وقال رئيس قسم الصحة والبيئة في الجامعة العبرية في القدس، د. حاغي لفين، إن 'المؤشرات التي تدل على تأثير التلوث على وزن الإنسان آخذة بالازدياد، فمع ارتفاع نسبة التلوث ترتفع نسبة الولادات لأطفال بوزن أقل من المعدل الطبيعي، والوزن القليل عند الولادة له أضرار مستقبلية كثيرة، منها زيادة الاحتمال بالإصابة بالسكري وضغط الدم المرتفع ومشاكل في التنفس وانخفاض معدل الذكاء'.
وكشفت معطيات أخرى تشير إلى أن عدد الأطفال المصابين بمرض الأزمة ومشاكل التنفس من جيل 6-14 عامًا، أكثر بضعفين ونصف الضعف من المناطق الأخرى في البلاد التي تعتبر نسبة تلوث الهواء بها قليلة نسبيًا.
وفحص معدو البحث اتجاه الرياح في المنطقة، وباتوا مقتنعين أن موادًا كيميائية وعضوية من مخلفات المصانع الموجودة في المنطقة تشكل العامل الأساسي للإصابة بالأمراض الخطيرة، وعلى رأسها البنزين. وكشف البحث ادعاء وزارة البيئة الأخير، الذي قالت فيه إن نسبة المخلفات قلت بشكل كبير، غير صحيح، ولا زالت مخلفات العديد من المصانع أعلى بكثير مما تسمح به معايير الوزارة.
المصدر: وكالات