الحدث - بيروت
ألقى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تداعياته،على أعمال وفعاليات مهرجان "مشكال" الفني السنوي بدورته الثالثة في بيروت، حيث كان لافتا تخصيص جزء من برنامج المهرجان الشبابي لتقديم لوحات فنية تضامنية مع القطاع.
وصبغت عبارة "من طلاب لبنان إلى طلاب غزة" فعاليات البرنامج التضامني في رسالة أكدت عمق الروابط التي تجمع الشباب العربي، إلى جانب تأكيد القائمين على المهرجان أن هَمّ غزة وشبابها وأهلها بات جزءاً من حياة واهتمامات الشباب العربي.
واختتمت فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان التي كانت قد افتتحت في 18 أيلول الجاري واستمرت حتى مساء الأحد على مسرح المدينة وسط بيروت.
واشتملت فقرات مهرجان مشكال على مشاركات وعروض فنية وغنائية لفرق شبابية لبنانية وفلسطينية، عبّرت عن عمق الشعور الشبابي العربي بأهمية وفكرة التضامن الفني ودوره في خدمة صمود الإنسان الفلسطيني.
ويلخص مدير المهرجان، عوض عوض، للجزيرة نت فكرته بالقول "إنها عبارة عن حالة فنية باتت تشكل فسحة للتلاقي السنوي بين طلاب يدرسون اختصاصات فنية متعددة لعرض أفكارهم ونتاجهم الفني المنوع، في ظل ضعف الرعاية الرسمية لطاقات الشباب وإبداعاتهم".
وأضاف عوض أن مسرح المدينة المنظم والمستضيف لمهرجان مشكال يولي القضية الفلسطينية اهتماما كبيرا من خلال تبنيه الأعمال التي تخدمها، مؤكدا أن المآسي التي حلت بغزة بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير دفع بصورة طبيعية لتبنيها ضمن إطار فعاليات مهرجان هذا العام.
ظروف وتحديات
وعبّر عوض عن تحديه والقائمين على دورة المهرجان للظروف الأمنية والسياسية الصعبة في لبنان، والتي شكلت تحديا كبيرا -كما قال- أثّر على نسبة الحضور التي لم تخذل "مشكال" وأبت إلا أن تؤكد أن للفن ورسالته دوما مكان.
ورغم جمالية الفقرات وتنوعها وروح الشباب التي دبت فيها بوصفها أعمالا شبابية لطلاب جامعيين، فإن تحدي التمويل -بحسب عوض- ظل عائقا كبيرا حال دون توسيع أطر وأعمال المهرجان، الذي بدأ القائمون عليه الإعداد لدورته الرابعة لعام 2015.
وأضاف عوض "كما كل عام يقدم مهرجان مشكال أعمالا فنية واستعراضية شبابية طلابية، فمن الغناء إلى التمثيل إلى الإخراج المسرحي والسينمائي والتصوير الفوتوغرافي إلى الرسم والشعر، يتحول مسرح المدينة المنظم للمهرجان إلى ملتقى شبابي فني ومنبر للطلاب والشباب لتقديم مواهبهم وأعمالهم الفنية. بعض العروض المسرحية المقدمة في المهرجان والتي قدمت محاكاة لحصار غزة وروح مقاومة وبحسب عوض، فقد تميز مهرجان هذا العام بمشاركة جمعيات ومؤسسات فلسطينية من داخل مخيمات لبنان وخارجها، بهدف تسليط الضوء على المواهب الفلسطينية الخارجة من تحت الحصار والتهجير والمعاناة بروح مقاومة مفعمة بالحياة والفن والإبداع. ومن المؤسسات المشاركة "بيت أطفال الصمود" وجمعية "جنى" التي قدمت عروضا فلسطينية يومية لمدة ساعة خلال أيام المهرجان، كما تميز المهرجان -بخلاف السنوات الماضية- بفتحه باب المشاركة أمام طلبة المدارس.
وتميز المهرجان أيضا بطابعه التربوي، حيث ضم مجموعة ورشات عمل لتفعيل انخراط الشباب في مجالات الفنون من رقص معاصر، وتصميم دمى، وإضاءة، وتمثيل ارتجالي، وهو ما جعل من مشكال بحسب القائمين عليه "مؤسسة تعليمية ترعى الثقافة وتشجع الفنون بمختلف أشكالها".
ومن بين 140 طلبا شاركوا بأعمال مهرجان هذا العام، اختارت إدارة المهرجان 50 مشتركا فقط للتعبير عن أجمل الأعمال الفنية الشبابية، يمثلون مختلف المؤسسات والجامعات التعليمية اللبنانية. وكانت الدورة الأولى لمهرجان مشكال قد افتتحت في 17 أيلول وحتى 21 من أيلول من عام 2012، واستمرت دوراته منتظمة رغم التحديات الصعبة التي يواجهها لبنان.
الجزيرة نت