الحدث- رام الله
مع قدوم شهر رمضان الكريم تعم مظاهر الفرحة أرجاء المنزل، وتستعد الأسر لذلك الشهر الفضيل والتحضير له، ونجد في ذلك الشهر العديد من الأطفال الذين بلغوا سن الصيام يصرون على قضاء الفريضة؛ سعياً للتصرف مثل الكبار وتقليدهم والبعض الآخر يحاول ذووهم تمرينهم على الصيام تدريجيًا سواء بالصيام لساعات محددة، أو صيام اليوم كاملًا.
ويظل تشجيع الطفل على الصيام لغزاً محيراً، فبرغم حماس بعض الأطفال للصيام إلا أنه هنا صعوبة للطفل في الإقلاع عن الماء مع حرارة الصيف، ولذلك يجب على الأسر أن تعلم الطفل المبادئ الصحيحة للصيام، حتى يصبح الطفل لديه اقتناع تام بأن الصيام تهذيب للنفس، وليس الامتناع عن الطعام والشراب فقط.
ولتشجيع ابنك على الصيام إليك أبرز النصائح التي تساعدك على تشجيعه:
فضائل رمضان:
يجب عليك أن تقوم بتعليم طفلك فضائل هذا الشهر الكريم، ولتحمل للعطش والجوع فيه مرضاة للرب وثواب عظيم، وأن تغرس بداخله أن الصوم ليس فقط الامتناع عن الأكل والشرب، بل إن شهر رمضان يرتبط بعدد من القيم مثل صلة الرحم والعطف على الفقراء والصبر والأمانة ومساعدة المحتاج والصلاة في جماعة والصدق.
السحور:
وجبة السحور من الوجبات الهامة لشهر رمضان الكريم، والتي حث عليها الحبيب المصطفى لذلك يجب أن تحتوي على العناصر الغذائية، التي تمد جسم الطفل بالطاقة دون أن تشعره بالعطش في نهار الصوم، مثل العصائر ومنتجات الألبان والخضروات والفواكه الطازجة، ويجب البعد عن الحلويات والأملاح؛ كي لا تشعره بالعطش.
الحد من النشاطات البدنية:
يجب أن يكون يوم الطفل الصائم بعيداً عن النشاطات البدنية المرهقة التي تسبب العطش والجوعن كما ليس هناك داع لإيقاظه باكراً، فدعيه يأخذ القسط الكافي من النوم، فيوم الصيام متعب للكبار فكيف هو حال الصغار ويجب تنظيم يومه بشكل لا يتسبب في إرهاقه وتعبه لمساعدته على الصيام بشكل سليم.
إشراك الطفل في إعداد الوجبات:
من الجيد إشراك طفلك ليساعدك في إعداد الإفطار والسحور بوضع العصائر أو السلطات، فهذا يمنحه شعوراً بالفرحة؛ لأنه شعور مميز في شهر رمضان.
التشجيع على مدار اليوم:
من الجيد أن يقوم أفراد الأسر بالثناء على الطفل على مدار اليوم لكيلا ينفد صبره، ويمتلئ بالحماس لمواصلة الصيام كما يمكن أن يكون التشجيع من خارج الأسرة أيضاً كالجار والأصدقاء والجد والجدة، كما أن ذلك يجعل الطفل يكتسب ثقة بنفسه أكبر، والتباهي به أمام الأسرة، هذا التصرف سيجعله يشعر بقيامه بإنجاز عظيم ويرفع معنوياته؛ لذا سيريد صيام أيام أخرى.
وجبة الفطور:
يجب أن يتناول الطفل وجبات إفطار صحية تحتوي على السوائل، وأن يبدأ الفطور بالتدريج على التمر والحليب ثم يقوم لصلاة المغرب؛ حتى تبدأ المعدة في العمل ثم يتناول طعامه مع التقليل من المقليات والأطعمة الدسمة حتى لا يشعر بالخمول، واحرصي على إمداده بالسوائل المختلفة في الفترة ما بعد الإفطار حتى السحور.
إشراكه في الحياة الرمضانية:
وذلك عبر اصطحابه إلى صلاة التراويح، قراءته للقرآن وهو صائم، اصطحابه لتقديم الطعام للفقراء والمساكين، وتحضير كل المأكولات التي يحبها.
يمكن البدء بتدريب الطفل على الصيام بشكل متدرج عند بلوغه سن السابعة من عمره، أن يصوم بضع ساعات قليلة في نهار رمضان، وأن نزيد كل يوم ساعة أو نصف الساعة بحسب درجة تحمل الطفل حتى نصل إلى اليوم الكامل، ويجب التحدث معه عن فضائل الصوم وثوابه العظيم وفضل شهر رمضان المبارك الذي خصه الله عز وجل بالصيام ونزول القرآن الكريم.