الحدث- رام الله
بدء شهر رمضان المبارك، بأجوائه الاجتماعية والإنسانية والروحانية، وطقوسه وعباداته، وعلى رأسها يأتي الصوم وما تحيط به من تفاصيل، وأمام هذه الأجواء تتجدد الحاجة لدى كثيرين من الناس إلى معرفة كل الضوابط الشرعية والفقهية فيما يتصل بعملية الصوم.
ونستعرض عدداً من أهم الفتاوى وأكثرها إحاطة وبساطة وتيسيراً فيما يخص رمضان وتفاصيلهل مع الشيخ صالح بن فوزان الفوزان:
1) حكم في الرجل الذي يصوم رمضان وينوي معه صيام النذر؟
لا يجوز هذا، صيام النذر على حِده وصيام رمضان على حِده، يصوم رمضان أولاً ثم يصوم النذر، إلا إذا نذر قال: لله عليَّ نذرٌ أن أصوم رمضان، فهذا نذر شيء واجب بأصل الشرع وليس بالنذر، وإنما بأصل الشرع ركنٌ من أركان الإسلام.
2) من هم الذين يرخص لهم الإفطار في رمضان؟
الذين يرخص لهم بالإفطار في رمضان هم أهل الأعذار الشرعية وهم: أولاً: المسافر يبلغ ثمانين كيلو فأكثر، ثانيًا: المريض الذي يلحقه مشقة إذا صام، ثالثًا: الحائض والنفساء.
3) حكم التطيب والتبخر للصائم؟
يجوز للصائم أنه يتطيب، لكن ما يقصد شم البخور، ما يقصد إدخال دخان في البخور في أنفه، وإذا طار الدخان إلى أنفه بدون قصد فلا حرج عليه.
4) هل يجوز الأكل والشرب أثناء آذان المؤذن؟
إذا كان المؤذن يؤذن على طلوع الفجر فلا يجوز الأكل والشرب إذا بدأ في الآذان، وأما إذا كان المؤذن يقدم الآذان قبل الفجر فلا بأس قال صلى الله عليه وسلم: "إن بلالاً يؤذن بليل وكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم"، وكان ابن أم مكتوم لا يؤذن حتى يقال له أصبحت لأنه رجل أعمى فلا يؤذن حتى يقال له أصبحت أي على بداية الصباح.
5) هل تصح القراءة من المصحف في صلاة التراويح؟
الذي يعجز عن القراءة حفظاً لا بأس أن يقرأه من المصحف في صلاة التراويح، لأنه سيقرأ القرآن كله من أوله إلى آخره فإذا لم يكن حافظا للقرآن فإنه يقرأ من المصحف كان بعض السلف يفعل هذا.
6) أثناء قيادة بعض الناس لسياراتهم وهم صائمون في رمضان، ومع اشتداد الازدحام يتلفظون بألفاظ نابية تصل إلى حد السباب والشتيمة لغيرهم، فما حكم صيام هؤلاء؟
أما الصيام فهو صحيح، وذلك لأن الأقوال المحرمة والأفعال المحرَّمة لا تبطل الصوم، ولكنها لا شك تنقصه وتضيع فائدته وثمرته، فإن المقصود من الصوم تقوى الله عز وجل، والواجب على الصائم وغيره الصبر والتحمُّل وألا تثيره الأمور المخالفة لما تشتهيه نفسه. وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أن رجلًا قال: يا رسول الله أوصني، قال: "لاَ تَغْضَبُ"، فردد مرارًا قال: "لاَ تَغْضَبُ"، وما أكثر من يندم على ما يصدر منه عند الغضب ويتمنى أنه لم يكن قال أو فعل شيئًا كان بسبب غضبه، ولكن الشيء بعد نفوذه لا يمكن استرداده.
7) ما حكم من عمل العادة السرية في نهار رمضان، وماذا عليه إذا كان مر على ذلك أكثر من رمضان وهو لم يقضه إلى الآن؟
إذا كان يعمل العادة السرية، هذا حرام في رمضان وغيره، إذا كان حصل معه الإنزال يبطل صيامه، لأنه استخرج شهوته بالعادة السرية، فيبطل صيامه، ويأثم فعليه المبادرة في التوبة، وعليه القضاء، وعليه أن يطعم عن كل يوم مسكينا عن التأخير كما سبق.
8) رجل جامع زوجته في نهار رمضان في يومين منفصلين وهو لا يستطيع الصوم أربعة أشهر، أي شهرين لكل جماع، وسبب عدم المقدرة في الصوم هو عجزه عن الصيام لطول المدة؟
إذا كان صحيح الجسم وقوياً يقدر على الصيام يلزمه الصيام، لكن ما يصوم أربعة أشهر جميع صوم شهرين أول، ثم يرتاح مدة، ثم يصوم الشهرين الباقيين ما يوالي بين الأربع الجميع، أما إذا كان ما يستطيع الصيام من ناحية جسمه، أو من ناحية استطاعته، فإنه يطعم ستين مسكينا بدل الصيام؛ فكفارة الجماع في رمضان ورد ذكرها أول عتق رقبة، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا، لكن ما يوصل إلى الإطعام إلا إذا عجز عجزاً حقيقياً، ما هو بكسل.
9) من احتلم في نهار رمضان بدون قصد، هل يفسد صومه، وذلك بسبب التفكير؟
من احتلم فليس عليه شيء، لأن الاحتلام ليس باختياره، ولا يفسد صيامه، والمحرم كذلك لا يفسد إحرامه، لأن الاحتلام من غير قصد الإنسان واختياره يجري عليه بدون اختياره، لكن يجب عليه الاغتسال من الجنابة.