الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المقدسيون وأزمة المواطنة / بقلم د. زياد البرغوثي

2016-06-12 10:41:23 AM
المقدسيون وأزمة المواطنة / بقلم د. زياد البرغوثي
د. زياد البرغوثي
 
 
انا وغيري، ككثيرين من المقدسيين من مواليد القدس قبل وبعد حرب حزيران ٦٧ نحمل وثيقة سفر إسرائيلية تعرفنا كأردنيين ونحمل وثيقة سفر أردنية تعرفنا كفلسطينين ولا نملك اي وثيقة فلسطينية. فلأي جهة نتوجه لمعرفة هويتنا الحقيقية؟ الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الرباعية، أم الهيئات الدولية لحقوق الانسان.
 
 تطبق إسرائيل القانون الاسرائيلي على كل نواحي الحياة، وتعتبرنا سكانا في مدينة القدس ( غير مواطنين ) وبإمكانها في أي وقت أن تنهي تصريح الإقامة، وتلغي إقامتك وكل تاريخك في المدينة المقدسة. أما المقدسيون كرعايا اردنيين قبل الاحتلال الاسرائيلي وبعده فان علاقة الدم التاريخية التي تربط النسيج الاجتماعي الأقوى بين الشعبين من الأمهات او الزوجات من رأس الهرم القيادي الى عامة الشعب لم تشفع للمقدسي من ان يكون في موضع السؤال امام تجديد جواز السفر والتصنيف ببطاقة خضراء أو بطاقة صفراء، وقد أدى ذلك لعدم وضوح في المستقبل والهوية، أيضاً، فالوثيقة بالبطاقة الخضراء لا تعطي اي حق من حقوق التاريخ المشترك او حتى في رخصة قيادة او تملك بيت او مزاولة مهنة.
 
اما أوسلو فقد خلقت من الحالة الفلسطينية للمقدسيين حالة من الجدل والتسويف والتأجيل وصلت إلى درجة الضياع وفقدان الأمل. كل ما سبق جعل من المقدسيين رهائن الهوية والإقامة والسفر والتعليم والسكن والخدمات الصحية. وعليه فإن المقدسيين في حيرة من امرهم، فهم غير قادرين عل أخذ حقوقهم من الجانب الفلسطيني لكون العلاقة ما زالت مغلفة بالشعارات وإلاطار العاطفي، كما لم تتشكل حالة جماعية عند المقدسيين للمطالبة بعودة كامل الحقوق لهم كمواطنين ( رعايا اردنيين ) تحت الاحتلال.
 
كل ذلك دفع قسما كبيرا من المقدسيين للحصول على الجنسية الإسرائيلية حماية لهم ولابنائهم.
 
إن أبناء المدينة المقدسة قبلة الملايين من المسلمين والحجاج المسيحيين، هم بأَمس الحاجة اليوم الى عنوان وقبلة لهم .. فإذا أعطيت الوصاية على الأماكن الدينية لحمايتها من التهويد .. الا يحتاج المقدسيون سدنة بيت المقدس لوصاية لحمايتهم ايضا من التهويد.