الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص| أطفال غزة في رمضان .. يلوذون بالعمل لإنقاذ أسرهم من غول الفقر

2016-06-12 01:18:32 PM
خاص| أطفال غزة في رمضان .. يلوذون بالعمل لإنقاذ أسرهم من غول الفقر
طفل يبيع نعنع

 

غزة- محاسن أُصرف

 

لم يمنع الحر الشديد في نهار الصوم الطفل يوسف .خ (12عامًا) من الخروج للعمل في بيع باقات النعناع بسوق خان يونس المركزي، فما سيجنيه سيشتري به من ذات السوق طعام الإفطار لأسرته.

 

الفتى الذي يدرس في الصف الأول الإعدادي، أخبرنا أنه يستثمر الإجازة الصيفية في العمل كي يقي أسرته شر السؤال وعوز الغير، لكنه كثيرًا لا يفلح في ذلك، والسبب – وفق تقديره- الركود الذي يعم الأسواق بالمجمل، وأضاف: "أبيع باقتين النعناع بشيكل واحد ورغم ذلك هناك من يُفاصل يُريد الأربع باقات فقط بشيكل"، يؤكد الفتى أن ما يجمعه من الثامنة صباحًا حتى الخامسة عصرًا لا يتجاوز الـ 20 شيكلًا، يقول: "أشتري بها بعض الخضراوات أما اللحوم فلا طاقة لي بثمنها".

 

وبحسب التقديرات الأخيرة للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن أعداد الأطفال العاملين في قطاع غزة تضاعف خلال السنوات الخمس الأخيرة ليصل إلى (9.700) طفل في الفئة العمرية (10-17) عامًا، وأشار المركز في بيان وصل "الحدث" نسخة عنه أن ثلث هؤلاء الأطفال لم يتخطوا سن العمل القانوني المُحدد بـ (15) عامًا.

 

الفقر والحصار

ويُرجع خبراء ولوج الأطفال للعمل في سن مُبكرة إلى حالة الفقر التي تُعانيها أُسرهم سواء تلك الأسر التي فقدت معيلها أو التي تعطل مُعيلها، وقال د. محمد مقداد، المحلل الاقتصادي :إن حالة التردي الاقتصادي التي عاناها القطاع خلال سنوات الحصار العشر الماضية وما رافقها من إغلاق للمعابر أدت إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة إلى نسب غير مسبوقة"، وأضاف أن الأسر لم يكن لديها سبيلًا إلا دفع أطفالها للعمل في مختلف المهن للحصول على لقمة خبز تسد رمقهم وتقيهم حاجة السؤال، خاصة في ظل ارتفاع معدلات البطالة إلى 45% والفقر والفقر المدقع إلى 65%.

 

ونبّه مقداد إلى ضرورة تكاثف الجهات الرسمية لإنهاء الظاهرة التي تغتال براءة الأطفال في قطاع غزة، والعمل على إيجاد ضمان اجتماعي للأسر الفقيرة والتي لا تملك موردًا للدخل وتضطر لدفع أبنائها للعمل في الورش الصناعية وعلى الأرصفة، كما شدد على أهمية إيجاد تشريعات متوافق عليها من السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية للحد من الظاهرة، وتحقيق حالة من الإنعاش الاقتصادي للقطاع مؤكدًا أن ذلك لا يتم إلا برفع الحصار وفتح المعابر والحدود بلا قيد أو شرط للفلسطينيين.

 

يُواصل النهار بالليل

ويضطر الطفل جلال 10 سنوات، أن يُزاحم السيارات عند إشارة مرور السرايا وسط مدينة غزة، يعرض بضاعته من الحلوى والمناديل الورقية والولاعات على السائقين والركاب، ويرتجي أن يشتري أحدًا منه، جلال الذي يُعاني والده من فشل كلوي لم يجد سبيلًا إلا العمل – هكذا قال لـ "الحدث" وأضاف :"كوني الابن الأكبر كان لابد أن أتحمل المسئولية مع أمي لتأمين مصروفات العيش لأشقائي".

 

لا يكترث جلال بالإرهاق الذي يؤلم جسده في نهار الصوم، يقول:"حين أشترى الخروب لأبي وأخوتي سيزول التعب"، ويلفت أنه يُكثف من عمله خلال ساعات الإفطار بعد المغرب ولكن بطريقة مختلفة، يؤكد لنا أنه يعمد إلى بيع الشاي والقهوة على المتنزهين في الحدائق والذين يفرون إليها بسبب انقطاع التيار الكهربائي، يقول:أحقق دخلًا أعلى بعد الإفطار"، ويأمل الفتى أن يستمر بالعمل حتى يؤمن ثمن ملابس العيد لأشقائه الصغار فيُدخل الفرحة في قلوبهم كبقية الأطفال.

 

عدم الالتزام بالقانون

بدوره؛ يؤكد إياد أبو حجير نائب مدير عام المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات، أن القانون الفلسطيني

 

يحظر عمل الأطفال دون 15 سنة، ويُعقب :"أن أحدًا لا يلتزم به وفقًا لحالة الفقر المستشرية في القطاع، ما يُجبر الأطفال على العمل براتب زهيد"، مطالبًا الجهات الرسمية وعلى رأسها وزارة العمل بضرورة تشديد آليات الرقابة والتفتيش ومتابعة المُشغلين لإجبارهم على الالتزام بالقانون دون التذرع بالانقسام، كما طالب الحكومة الفلسطينية بتحسين الواقع المعيشي لسكان القطاع بما يُحقق لهم أدنى مقومات الحياة الكريمة.