الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الحرب الإسرائيلية تحول "الآثار" إلى "خردة" في غزة

2014-09-24 10:38:21 AM
الحرب الإسرائيلية تحول
صورة ارشيفية
 
الحدث- هاني الشاعر
 
يقلب الفلسطيني جمال أبو عليان (54 عاما) إبريقا نحاسيا يعود إلى العهد العثماني، أصابته شظية قذيفة إسرائيلية فحولته إلى مجرد قطعة من "الخردة"، قبل أن يعيده إلى أحد رفوف متحفه الذي تحول إلى أشبه بكومة من "الركام" بعد أن أصابه القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
 
ويحاول أبو عليان (المهتم في جمع القطع الأثرية القديمة) إعادة بناء متحفه الذي كان يضم 3000 قطعة أثرية نادرة تعود إلى "سبع حضارات تاريخية"، بعد قصفه وتدميره بشكل شبه كامل من الدبابات والمدفعية الإسرائيلية خلال توغلها في منطقة الزنة شرقي مدينة خانيونس جنوبي القطاع.
 
واحتلت قوات الجيش الإسرائيلي البرية خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، التي بدأت في السابع من يوليو/ تموز الماضي واستمرت 51 يوما، منطقة الزنة شرقي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، ودمرت نحو 150 منزلا بشكل كامل و200 منزل جزئيا قبل أن تنسحب منها، وفق إحصائية صادرة عن وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.
 
ويقول الفلسطيني أبو عليان في مقابلة مع مراسل "الأناضول" للأنباء، بينما كان يتفقد متحفه المدمر: "جمعت على مدار 30 عاما، 3 آلاف قطعة أثرية نادرة ووضعتها في هذا المتحف وبعض هذه القطع تعود لآلاف السنين ولحضارات قديمة منها العثمانية والبيزنطية والكنعانية والرومانية".
ويضيف، بعد أن أعاد تجميع قطعة أثرية مصنوعة من الخشب تفككت أجزائها نتيجة القصف "لم تقتصر الأضرار على التدمير، فقد سرقت 500 قطعة أثرية صنعت من النحاس والحجر والبرونز ومنها ثلاثة تماثيل تعود للعصر الروماني، وقطع ترجع أصولها للعصور البيزنطي والعثماني والاحتلال البريطاني".
 
وبدأ أبو عليان بجمع قطعه الأثرية قبل نحو 30 عاما، من خلال التنقيب، وشراء بعض القطع من عدة مناطق داخل فلسطين.
 
ومن أهم القطع الأثرية النادرة التي يضمها المتحف، معصرة زيتون تعود لعصر البيزنطي، وتماثيل صخرية تعود للعهد الروماني، وقطع نحاسية، يقول أبو عليان إنها "ترجع لعهد النبي سليمان"، بالإضافة لحلي نساء مصنوعة من البرونز، وطاحونة من عهد الدولة العثمانية، وأوراق كتب عليها مذكرات لمقاومين فلسطينيين ترجع إلى عصر الانتداب البريطاني لفلسطين قبل عام 1947.
 
ويضم المتحف أدوات فلاحة ونجارة وحدادة وعملات معدنية وورقية وملابس فلسطينية وأسلحة وكاميرات فوتوغرافية، وأباريق وأوان معدنية وفخارية، يعود معظمها لحضارات قامت في فلسطين قبل مئات السنين.
 
ولفت أبو عليان إلى أنه شارك بعشرات المعارض داخل فلسطين وخارجها لإحياء التراث الفلسطيني على مدار السنوات الماضية.
 
وأعرب عن أمله بأن يستعيد القطع الأثرية المسروقة التي أمضى معظم وقته وهو يجمعها ودفع مبالغ مالية كبيرة للحصول على معظمها.
 
ولا يتوفر مكان مناسب لحفظ تلك القطع الأثرية، التي يضعها الفلسطيني أبو عليان داخل شقة لا تتجاوز مساحتها الـ60 مترا مربعا، ما أدى إلى تعرض عدد كبير منها للصدأ أو التلف.