الحدث- آيات يغمور
عندما تعشق الأذن ألحاناً، تصبح الكلمات على اختلاف لهجاتها وبُعد معانيها عن المألوف، جزءاً من اللحن ولوناً من ألوان الموسيقى، فتندمج على إثرها الثقافات، وتتوحد المجتمعات على نغمة موسيقية واحدة.
فرقة يلالان، الفرقة الغنائية الفلسطينية، إرتأت أن تكون هي الأخرى مرسالاً ثقافياً، ولحناً شجياً، تدخل نحو الإرث الموسيقي العربي، لتختار منه هذه المرة التراث المصري، بلهجة سودانية، لتعيد إحياء تراث الموسيقار سيد درويش، وتذكر بتاريخٍ انفصالي، بين مصر والسودان عندما كانوا دولة واحدة.
مدير فرقة يلالان، الفنان محمود عوض، في حديثه مع "الحدث"، أوضح سبب اختيار هذه الأغنية تحديداً كونها قريبة من الواقع الفلسطيني الذي يعيش انقساماً داخلياً من جهة، ويعاني من انقسام الوحدة العربية من جهة أعم.
لهجة سودانية غريبة وقريبة!
رغم غرابة الكلمات، وصعوبة اللهجة، استطاعت الفرقة بمغنيتها الرئيسة، ميرا أبو هلال، أن تتقن الأداء، وتتكلم السودانية، وتحصل على إعجاب الجمهور الفلسطيني في آنٍ واحد، فهي من الإرث الموسيقي المصري، الذي تحاول الفرقة جاهدة إعادة إحيائه خوفاً من اندثاره، مستفيدة من الإيقاع السريع، والتهكم الضمني في التلحين، ومن الألبسة التقليدية القديمة، التي عكست بدورها صوراً تاريخية سودانية وأخرى مصرية، حاولت شخصيات الأغنية أن تمثل حالة الانفصال وبشاعته.
مقاطع تعكس تاريخاً انفصالياً
مافيش هاجه اسمه مصـري ولا هاجه اسمه سودانـي
نهر النيل راسه في ناهيه رجليه في الناهية التاني
فوجاني يروهوا في داهيه اذا كان سيبو التــــاني
جاءت كلمات الأغنية التي كتبها بديع خيري، مستخدمة عبارات مثل: "فوقاني روهو في داهيا ازا كان سيبو التهتاني" في إشارة إلى الضرر الذي سيلحق بمصر نتيجة الانفصال، وهذا الضرر يقصد به نهر النيل الذي ينبع من السودان.
وتدور أحداث الأغنية وكلماتها حول فكرة الانقسام بين مصر والسودان، بعد أن أصبح هناك قسماً مصرياً وآخر سودانياً، وهو ما حاولت الأغنية عكسه من خلال المشهد الذي تظهر فيه المغنية ميرا وهي تنضم إلى فريق دون الآخر.
وهو ما برز في المثل السوداني الذي جاء في كلمات الأغنية أيضاً: "سرقوا الصندوق يا محمد، لكن مفتاحه معايا"، في إشارة إلى ضرورة الوحدة والتكامل وعدم جدوى الانقسام.
تجربة فريدة وغرابة محببة
وفي حوار لـ"الحدث" مع المغنية ميرا أبو هلال، بينت فيه حبها للأغنية وشغفها في الكلمات واللحن الذي انعكس على الأداء وإتقان اللهجة السودانية، مشيرة إلى الكم الهائل من الإطراءات الإيجابية التي سمعت صداها بعد انطلاق الأغنية، نافية تعرضها لأي نقد سلبي حتى الآن.
وتساءلت "الحدث" عن السبب الرئيس الذي جعل الأغنية تلاقي هذا الاستحسان والرضى، وهو ما رأته ميرا متوقعاً نظراً لتسجيل هذه الأغنية وأدائها مراراً في العروض الموسيقية المحلية، ولكن الأمر الذي سجّل دفعة قوية للأغنية، هو طبيعة التصوير الجديدة التي نجح المصور رمزي حزبون في إعطائها طابعاً تاريخياً خاصاً يتسم بالغرابة المحببة التي نالت إعجاب الكثيرين.
يذكر أن "يلالان" حسب القائمين على الفرقة ومؤسسيها فانها "كلمة، منحتها الموسيقى الاندلسية في التراث المغربي أهمية خاصة، كونها تشكل حلقة الوصل بين جملها اللحنية القصيرة والجمل اللحنية الأطول منها، لتنشئ بذلك التوازن بين تلك الجمل، وباعثة روحاَ مميزة في الأداء تطرب السامعين. مثلها مثل كلمة ( أمان) و (يالالي) في الغناء الطربي القديم".
شاركت فرقة يلالان في العديد من المهرجانات الفنية المحلية مقدمة مجموعة متنوعة من الأغاني الملتزمة لكبار أعلام الغناء في وطننا العربي أمثال الشيخ إمام، فيروز، سيد درويش، مارسيل خليفة، محمد عبد الوهاب، وبعض من الأغاني التراثية الفلسطينية، بالإضافة إلى أدائها للأدوار القديمة والموشحات. وكان لها شرف المساهمة في تسجيل اعمال فنية لفرق رقص فلسطينية مميزة كفرقة الفنون الشعبية وفرقة وشاح للرقص الشعبي، بأصوات أعضائها.
الحان | سيد درويش
كلمات | بديع خيري
توزيع | طارق عبوشي
ابراهيم نجم | عود
ماهر الشافعي | كمان
خليل خوري | قانون
سامر جرادات | ايقاعات
حسان جدة | ايقاعات
محمود عوض | غناء
احمد مزعرو | غناء
يمنى ابو هلال | غناء
ميرا ابو هلال | غناء
طارق عبوشي | كونترا باص
رامي عرفات | مهندس الصوت، مكساج وماسترنج
رمزي حزبون | تصوير
سامي جرادات | مساعد تصوير
نورا سعيد | توليف
حنة حكم | ملابس
ايهاب هنية وحنة حكم | مساعدو منتج
سلمى رابي | علاقات عامة
سامر جردات| إنتاج