الحدث- وكالات
لشهر رمضان المبارك عادات وتقاليد خاصة بالدول العربية والإسلامية يفتقدها من عاش بعيداً عنها ويحن دائماً إلى تلك الأجواء مع قدوم الشهر الكريم.
هذا الشعور دفع سيدة الأعمال الكندية ذات الأصول المصرية ضحى حسن، إلى إقامة خيمة رمضانية في مدينة مسساغا في مقاطعة أونتاريو؛ لتعويض الحرمان من أجواء رمضان الذي تشعر به الجالية العربية والمسلمة في كندا.
تقول ضحى لـ"هافنغتون بوست عربي"، نقوم من خلال شركتنا بتنظيم بعض الفعاليات التي تعكس ثقافة البلدان التي جئنا منها، على سبيل المثال شم النسيم واجواؤه المعهودة في مصر.
وهذه أول سنة يتزامن شهر رمضان مع استمرار الدراسة؛ لذا فإن الكثير من أبناء الجالية العربية لم يسافروا بعد لقضاء الإجازة في بلدانهم الأصلية أو غيرها، ومن هنا جاءت فكرة أن نقدم عملاً يشعر خلاله أبناء الجالية ببعض المظاهر الرمضانية التي يفتقدونها، لذا بحثت عن مكان لأقيم فيه الفعالية ووجدت كافيه عربياً، واستأجرنا الساحة الخارجية للكافيه ونصبنا فيها الخيمة الرمضانية.
تقول ضحى: تصادف وجود أحد أعضاء فرقة رضا للفنون الشعبية في مصر، حيث كان في زيارة لكندا وهو الفنان محمد صلاح، وقد قام بتأدية رقصة التنورة (مثل الدراويش التي ترتدي ملابس طويلة ويدور بها لفترة طويلة) مما أضاف أجواء مميزة للفعالية.
تقول ضحى الاتفاق كان تقديم الفعاليات فقط في الأجازات الأسبوعية لانشغال الطلاب بالدراسة وأبناء الجالية بالعمل فلا تسنح لهم الفرصة إلا في عطلة نهاية الأسبوع، لكن نسبة الإقبال الكبيرة وطلب أبناء الجالية أن تقام فعالية الخيمة كل يوم سوف يدفعني إلى دراسة إقامتها كل أيام الأسبوع .
تقول ضحى قمنا بنصب الخيمة بكل الديكورات والمفارش التراثية حتى أن الفتيات اللاتي يقدمن الخدمات للزبائن لبسن الملابس النسائية المصرية (الجلباب النسائي أو الجلابية) ومنهن فتاة كندية، ووضعنا الفوانيس وكل الديكورات التي تستخدم في الخيم الرمضانية في البلدان العربية وخاصة في مصر.
تقول ضحى "هناك أيضاً عازف على العود والكمان يعزفان التراث العربي، وأيضاً في خارج الخيمة لمحبي ومتابعي المسلسلات العربية هناك شاشة كبيرة تعرض المسلسلات الرمضانية العربية وكل أسبوع وضعنا برنامجاً مغايراً عن غيره.
تقول ضحى، وجبة السحور تتضمن أكلات عربية متنوعة منها المصري والشامي سواء الفلسطيني أو اللبناني أو السوري، إضافة إلى الحلويات كالنمورة والبقلاوة، إضافة إلى المشروبات الخاصة بشهر رمضان كالقمر الدين، كركديه، تمر هندي، إضافة إلى المسليات مثل الترمس.
تقول ضحى الإقبال العربي من أغلب البلدان العربية، وتضيف هناك أيضاً إقبال كندي خاصة من قبل الشباب، كانوا مبهورين بالأجواء الرمضانية وبالديكور وأيضاً الأكل الذي يقدم.
تقول ضحى: إقامة مثل هذه الأمسيات يساعد على اجتماع أبناء الجالية العربية فيما بينهم كما أنه يقدم للمجتمع الكندي العادات والثقافات العربية في شهر رمضان.
منان شلبي كندية أردنية إحدى زبائن الخيمة الرمضانية تقول لنا "فرحتُ كثير بالخيمة والأجواء الرمضانية، أجواء تذكرنا ببلادنا وتعيدنا إلى سنوات خلت وتضيف خدمات مميزة وأجواء عربية ساحرة، وفي نفس الوقت يساعدنا على التعرف على أصدقاء جدد من أبناء المجتمع العربي في كندا ويخلق حالة من التآلف والمحبة كما أنه يساهم بتعريف ثقافاتنا للكنديين.
وتضيف "على سبيل المثال بنتي اصطحبت صديقتها وهي كندية للخيمة وقد انبهرت ودهشت من جمال الأجواء".
وتختم منان حديثها معنا بالقول الخيمة تضيف شيئاً جديد للثقافة الكندية وأتوقع فكرة الخيمة ستنتشر سريعاً في كندا وسيتم عمل الكثير منها.
إنجي عبد الله كندية مصرية تعمل مدرسة تقول: فرحنا بالأجواء العربية والخيمة الرمضانية والطقوس التي قدمت فيها.
وتضيف "الخيمة لم تكن تمثل مصر فقط وإنما تمثل الثقافة العربية ككل، هناك كثير من الأمور الجيل الجديد الذي تربى بكندا لا يعرفها وإقامة مثل هذه الفعاليات لا تعرف فقط المجتمع الكندي على ثقافتنا، وإنما تجعل أيضاً أبناءنا يتعرفون عليها؛ لأن البعض قد لا تكون قد سنحت له الظروف زيارة البلدان العربية في رمضان.
وتختم إنجي حديثها بالقول "منظمة الفعالية كانت مميزة ومحترفة صممت كل شيء تماماً كما هو في أجواء البلدان العربية، ولم نفتقد أي شيء ونتمنى أن تتكرر هذه الفعالية وأن تنتشر في كثير من المدن والمقاطعات الكندية التي يوجد فيها جاليات عربية.. وأردفت قائلة "عمرنا في كندا لم نسمع عن الخيمة أو التنورة، إنه عمل مبدع بلا شك.
المصدر: هافينغتون بوست