الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الدراما العربية أصلها من هونولولو

2016-06-17 11:56:05 AM
الدراما العربية أصلها من هونولولو
مشهد من باب الحارة الجزء السابع

الحدث- و كالات

تلبّي زوجة «العكيد معتز» وصيّة ابن عمّها، وتذهب لزيارة شقيقته دلال مطلع الجزء الثامن من «باب الحارة» (سليمان عبد العزيز وناجي طعمي وبسّام الملا ـ الصورة). يتصدى لها زوج دلال السلفي «سمعو»، ويطردها خارج أسوار حصنه كونها «يهودية كافرة» بعد أن تحاوره بتعاليم الدين الإسلامي وقصص الرسول محمّد. تنصرف مجروحةً لتقول مونولوجاً لا يعيبه مخارج الحروف الرديئة عند الممثلة فحسب، بل أيضاً المباشرة في الطرح: «أنا أكره الصهاينة لأنهم يقتلون أهلنا في فلسطين».

هذا المشهد الدرامي الهزيل هو النصر الوحيد لـ «باب الحارة» على اعتبار أن فلسطين سقطت هذا العام كما كل سنة بشكل كلّي من حسابات صنّاع الدراما العربية. ليس ذلك بغريب طالما أنّ الحاكم بأمر المال في صناعة الدراما هي المحطّات الخليجية في الغالب. أما بالنسبة إلى الدراما المصرية، فإن كان هناك استقلالية في القرار الإنتاجي، لكن هناك مركزية أيضاً من حيث القضايا المطروحة. غالباً ما تركّز دراما «المحروسة» على التفاصيل الداخلية البحت. اللهم إلا إذا خطر في بال صنّاع أحد المسلسلات المرور عابراً على قطّاع غزّة ليشتموا «حركة حماس» كما يحدث غالباً منذ زمن مع قسط كبير من الإعلام المصري. لكن ليست القضية المحورية للعرب وحدها هي التي تخطّتها دراما هذا الموسم، بل أيضاً مرّ الشتات السوري من دون أن يفرد له ولو مسلسل واحد كما حصل استثنائياً العام الماضي في «غداً نلتقي» (إياد أبو الشامات ورامي حنا). إلا إذا كان مسلسل «بلا غمد» (عثمان جحى وفهد ميري يعرض على محطتين سوريتين وnbn) يدخل ضمن الحسابات ولا أحد يرجّح ذلك، في حين أنّ الجانب المرتبط بالازمة في سوريا قد أُقحم بشكل غير موفق في مسلسلات تحكي قصصاً وفرضيات بعيدة عما يحدث حالياً في الشام. أما في المسلسلات المشتركة هذا العام، فكالعادة أطلّ البطل السوري مترفاً، وكل ما يحيط به مرتاح البال، وآخر ما يفكّر فيه هو ما يسوّر السواد الأعظم من السوريين من فقر وجوع وتهجير.
أما بخصوص اليمن وليبيا والعراق، فلا طائل أو أمل بأن نلمح ولو بشكل عابر أوجاع شعوب تلك البلاد في مسلسل تلفزيوني. يمكن القول بأن سوريين أفراداً منهم ماهر جاموس، وإياد شهاب أحمد، وفراس كيلاني صنعوا خلال السنوات القليلة الماضية وثائقيات هامة بجودة فنية ترفع لها القبعة وباشتباك حقيقي مع الواقع من دون أن تخلو من المتعة السينمائية.

 

المصدر: الاخبار اللبنانية