خاص- الحدث
كيف يعلن الموساد عن حاجته لوظائف جديدة؟ الأمر ببساطة، إعلان على شبكات التواصل الاجتماعي.
في الوقت الذي كانت تعمل ذراع إسرائيل الطويلة "الموساد"، وراء ستار غامض من السرية طيلة العقود الماضية، يبدو اليوم، أنها تتجه إلى الفضاء الإلكتروني في الإعلان المباشر عن إدارتها في جلب عملاء جدد من مختلف الجنسيات.
وتسابق الناطقون باسم الحكومة الإسرائيلية، وآخرون عسكريون اليوم، في الترويج لموقع إلكتروني مثير للجدل، وغير مسبوق في تاريخ العقيدة الأمنية الإسرائيلية.
اوفير جنلدمان، وهو المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية للإعلام العربي، سارع إلى بث شريط مصور، أعددته المنظمة التي طالما اعتبرت غامضة ومثيرة للجدل، حول آلية العمل بها.
وأطلق الموساد اليوم موقعا إلكترونيا جديدا على الشبكة العنكبوتية من أجل استقطاب المرشحين للعمل في صفوفه، ويهدف الموقع الجديد إلى اطلاع المرشحين على الوظائف الشاغرة في صفوف الموساد.
وقال جندلمان في تغريدة بثها على حسابه في تويتر "يمكن إيجاد وظائف شاغرة في موقع الموساد وهي مفتوحة أمام الرجال والنساء على حد سواء ويتم تصنيفها إلى 4 فروع رئيسية وهي العمليات وجمع المعلومات المخابراتية والتكنولوجيا والفضاء الإلكتروني والإدارة".
وضمن الوظائف المعروضة في الموقع يمكن الترشح لمناصب رجال العمليات الخاصة وخبراء السايبر وضباط المخابرات وإلى آخره.
ويصل الموقع آلاف الترشحات سنويا وعددها يتزايد باستمرار حسب ما أشارت التغريدة. والكثير من هؤلاء الذين يتقدمون بترشحهم يطلبون الانخراط في الأدوار العملياتية والكثير منهم عملوا سابقا في مجالات "الهاي-تك" والمحاماة والأعمال والطب. كما يحتوي الموقع على معلومات عن رؤساء الموساد السابقين وعن تأسيسه.
من جهته، قال رئيس الموساد تامير باردو تعقيبا على إطلاق الموقع الجديد: "دولة إسرائيل واجهت ولا تزال تهديدات خطيرة يوما بعد يوم، ويجب علينا أن نجند إلى صفوفنا أفضل الناس لكي يتسنى للموساد أن يستمر في حماية دولة إسرائيل وضمان وجودها". مضيفا "أن الثروة الإنسانية التي يتمتع بها الموساد هو سر نجاحه، الموساد سيواصل العمل في أي مكان وزمان من أجل الحفاظ على أمن دولة إسرائيل".
ويظهر الهدف من وراء هذا الإعلان المباشر، كعملية ضخ أجيال جديدة في صفوف الجهاز.
كما يوجه الجهاز نداء باللغة العربية "من المعلوم للجميع أن أي فرد في كافة أنحاء العالم ومن أية دولة أو قومية أو ديانة يستطيع الاتصال بجهازنا (جهاز الموساد) والعمل لخدمتنا بعد تكليفه بمهمة أو نشاط يناسبه مع تحقيق الاستفادة القصوى منها".
ويعتبر الموساد من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي أحاط عملها جدارا سميكا من السرية.
وأنيط بهذا الجهاز تنفيذ عمليات ضد الفلسطينيين في مختلف بقاع العالم، وما زالت الكثير من عمليات الاغتيال التي أشير بأصابع الاتهام بتنفيذها إلى هذا الجهاز، موضع تقييم حتى اليوم.
وغالبا ما يستخدم أعضاء الموساد جوازات سفر أجنبية مزورة.
ويصف الإسرائيليون الموساد أنه الذراع الطويلة للدولة، لكن هذا الجهاز الذي نفذ عمليات دموية مني بالفشل في بعض عملياته، عندما حاول اغتيال قادة فلسطينيين.
واعتبر الفشل الأكبر للموساد بعد محاولة اغتيال خالد مشعل. ورغم اتفاق السلام بين إسرائيل والأردن، كان هدف التصفية المختار هو خالد مشعل، الذي كان يسكن في عمّان.
وكانت الخطة تهدف إلى رش غاز سام من نوع "فنتانيل" على مشعل، الذي كان من المفترض أن يقتله في غضون ساعات. من خلال عميلين للموساد، رشاه بالغاز من مسافة قريبة جدا، والهروب دون أن يلاحظهم أحد. لكن العملية التي تمت في 25 أيلول عام 1997 فشلت، فقد تم القبض على القاتلين من قبل قوات الأمن الأردنية، وهو ما أغضب الملك حسين من نتنياهو الذي وافق على إجراء العملية في أراضي المملكة الأردنية الهاشمية آنذاك.
وقرّر نتنياهو حينذاك من أجل تهدئة الملك الحسين، "التنازل عن كلّ شيء" لإنقاذ نفس الرجل الذي حاول اغتياله للتو.. تم نقل المادة المضادة التي أنقذت حياة مشعل سريعا إلى المستشفى الذي كان يمكث فيه. ومن أجل تحرير العملاء، قررت إسرائيل أن تطلق سراح زعيم حماس، الشيخ أحمد ياسين. وكانت تلك العملية تورط مباشر على الأرض تحول إلى حادثة دبلوماسية خطرة، وإلى دفع ثمن سياسي باهظ. تحمل نتنياهو مسؤولية الفشل، ولكنه لم يستقل.
وواحدة من عمليات الموساد الاكثر دموية كانت عملية "ربيع الشباب" أو "عملية فردان" في نيسان من العام 1973 في بيروت التي نفذتها وحدة النخبة العسكرية "سييرت متكال" واغتيل خلالها ثلاثة من قادة فتح ومنظمة التحرير هم: محمد يوسف النجار، الذي اتهمته إسرائيل بالتخطيط لعملية ميونيخ ضد الرياضيين الإسرائيليين، وكمال ناصر الناطق بلسان منظمة التحرير، وكمال عدوان الذي كان مسؤولا عن حركة "فتح" في الأراضي المحتلة.