الحدث - رام الله
يشهد البحر الميت، البحيرة المالحة التي تقع في أعمق نقطة فى العالم على اليابسة، انكماشا تدريجيا بفعل حرارة الشمس في منطقة الشرق الأوسط. وبالنسبة لأولئك الذين يعيشون على شواطئه، فإن هذه تمثل أزمة تتحرك ببطء، لكن العثور على كميات إضافية من المياه لبقاء هذا البحر سيمثل تحديا هائلا.
إذا كان هناك شيء واحد يعرفه الجميع عن البحر الميت، فإنه سيكون عدم القدرة على الغوص فيه.
وهذا يرجع إلى أن نسبة الملوحة فيه أكثر ثماني أو تسع مرات من محيطات العالم، وهو كثيف للغاية وغني بالمعادن لدرجة أنه لا يبدو وكأنه مياه طبيعية، ولكن يبدو كأنه زيت زيتون ممزوج بالرمال.
على مدى عقود لا يكتمل قضاء أي عطلة في الأرض المقدسة أو في الأردن بدون التقاط صورة لأحد المستجمين وهو يجلس عموديا على سطح المياه، في الغالب وهو يقرأ صحيفة للتأكيد على الخصائص الاستثنائية لمياه هذا البحر.
لكن البحر الميت يمثل أيضا نظاما بيئيا فريدا ومعيارا حساسا لحالة البيئة في جزء من العالم يجتمع فيه المناخ الجاف والحاجة لري المزارع معا لخلق أزمة دائمة من نقص المياه.
ربما قرأت خبرا يقول إن البحر الميت يموت، ويمكنك أن ترى لماذا تروق هذه الفكرة لكتاب المقالات الرئيسية، لكنها ليست صحيحة تماما.
مع انخفاض مستويات المياه، فإن كثافة المياه والملوحة ترتفع، وستصل في نهاية المطاف إلى نقطة يصل فيها معدل التبخر إلى نوع من التوازن، ولذا فإنه قد ينكمش بشدة، لكنه لن يزول بالكامل.
لكنه ينكمش بمعدل مخيف، إذ أن مستوى السطح يتراجع بأكثر من متر سنويا.
حينما تضع في الحسبان أن مستوى سطح البحر الميت هو أعمق نقطة على وجه الأرض، إذ أنه يصل إلى 420 مترا تحت مستوى البحر، فإن هذا يعني أن أعمق نقطة للأرض يتغير مستواها بشكل سنوي.
وهذا البحر عميق بشكل كاف لدرجة أن القيام برحلة على طول الطريق المؤدي إلى الشاطئ يجعل تحس بضغط في أذنيك بالضبط كما هو الحال حينما تشعر أثناء هبوط الطائرة.
تتمتع المناظر الطبيعة للبحر الميت بجمال استثنائي، ويمكن أن تشبه أعماقه منطقة "غراند كانيون" بالولايات المتحدة وبحيرة "ليك كومو" في إيطاليا. وقد أدرك الناس قديما أن هناك شيئا مميزا في هذا المكان، حتى وإن لم يكونوا متأكدين ما هو هذا الشيء بالضبط.
المصدر: بي بي سي عربي