الحدث- آيات يغمور
يقضي قانون العمل الفلسطيني بدوام الموظفين في القطاع الخاص أو الحكومي دواماً كاملاً يتراوح عدد ساعاته بين 40-45 ساعة أسبوعياً.
ومع حلول رمضان في كل عام، تصدر رئاسة الوزراء قراراً بتقليص ساعات الدوام الحكومية لتصبح 5 ساعات يومية، و25 ساعة أسبوعياً.
ولكن القطاع الخاص لا يوجد حسب قانون العمل ما يلزمه بهذا القرار الحكومي حول تقليص ساعات الدوام، إلا أن البعض يلتزم به من باب الإنسانية والتفهم لشهر رمضان ومتطلباته، وهو ما ينعكس على الموظف أيضاً ويؤثر في إنتاجيته.
ولأن قضية الإنتاجية نسبية، تختلف من موظف إلى آخر، ومن طبيعة عملٍ إلى أخرى، توجهت الحدث إلى موظفين ما بين القطاعين العام والخاص، لسؤالهم عن كيفية قضائهم لساعات الدوام في رمضان..وحجم إنتاجيتهم.
يزن- موظف في البنك
في الأيام الأولى من رمضان، كان الوضع في العمل سيئاً جداً، فساعات الدوام تقلصت وحجم العمل وضغوطه بقيت كما هي ولكن عملية إنجازها بات ملزِمٌ في وقتٍ أقصر، وهو ما جعلني ألجأ إلى زيادة ساعات دوامي لتمتد إلى المساء لعلي أنهي مهامي!
الغالبية المدخنة هنا لا يمكن الحديث معهم، فالتوتر والعصبية بات جزء من نهارهم في رمضان، عدا عن عدم قدرتهم على إنجاز مهامهم وهو ما يعرضهم للتوبيخ والمساءلة الإدارية.
حسن- صحفي
إن تقليص ساعات الدوام في رمضان جعلت من العمل أمرا ممكناً بعد أن كان يبدو مستحيلاً، نظراً للحر الشديد وساعات النهار الطويلة، عملي مكتبي حيناً وميدانياً أحياناً أخرى، ولكن الصيام يرهقني ويجعل من إنتاجيتي في رمضان تتحجم وتصبح أقل من النصف!
أمل- علاقات عامة
لا داعي للمراوغة، رمضان ساعاته في الصيف طويلة ونتائج جوعه وعطشه مريرة، أجلس على كنبتي في مكتبي، أنجز بعضاً من مهامي الوظيفية بمعدل لا يزيد عن ساعتين، وأقضي نهاري المتبقي ممدة ساعة هنا وساعة هناك، إلة ن تنتهي ساعاتي الست، فأغادر منهكة دون إنجاز.
جميل- موظف حكومي
لا أعتقد بأن الدوام في شهر رمضان بهذه الأهمية، ولا أحد يوقع منا هذه الإنتاجية، فالجميع يعلم أن رمضان وفي كل عام، يجعل من أجسادنا ضعيفة، ويصبح تفكيرنا مقتصر على ساعة الأذان ووجبة الفطور! .. إنتاجيتي بصراحة وأقولها دون الشعور بالتقصير، قريبة من الصفر.
إيهاب- عامل في مصنع
أعمل في قطاع البناء والتشييد، الذي بدوره يشهد انخفاضاً في الطلب خلال شهر رمضان، وهو ما يسهل حياتنا وعملنا أيضاً، فتصبح ساعات الدوام قصيرة، ولكنها لا تخلو من قيلولة أو استراحة، طبيعة عملنا شاقة، ولكن الإقبال على قطاع البناء والتشييد يقل بشكل ملحوظ، فيجعل صيامنا يسيراً وعملنا خفيفاً.
سهى- موظفة حكومية في إحدى الوزارات
محظوظٌ هو الموظف الذي يمتلك مكتباً منفرداً! خاصة في رمضان..فكل ما علي فعله هو الوصول إلى دوامي المعتاد، فأغلق باب المكتب سريعاً لأسرق قليلاً من نوم ليلتي الماضية، التي أضاعها السهر، فهنا لا أحد يعاتب الصائمين، أصحاب المكاتب الموصدة.
أحمد- محاسب
طبيعة عملي بحاجة إلى تركيز.. ولا تركيز بلا طعام! ولا طعام في نهار رمضان، فالصيام مفروغ منه ولكن العمل واجبٌ كذلك، لذا فإن شهر رمضان يحتم علي الاختيار، ما بين أن أكون صائماً وما بين أن أنجز مهامي، فأذهب إلى عملي ولا أعمل، فبالنسبة لي أن أعمل في ساعات نهار رمضان مخاطرةٌ كبيرة.
ومن خلال إفادات المواطنين العاملين، يبدو أن عامل الوقت وطبيعة العمل تلعب دورها في تحديد إنتاجية الموظف في رمضان، فالبعض يجد إنتاجيته تضعف، وآخرون يرونها قريبة من العدم، ورغم العينة الصغيرة التي تناولها التقرير، إلا أن الإجابة التي تفيد بزيادة الإنتاجية لم تكن حاضرة هنا..لربما غابت عنا علّنا نجدها في وظائف أكثر تميزاً وأقل روتينية.