الحدث- فرح المصري
اتفق الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي إلى القاهرة على استئناف المفاوضات غير المباشرة بينهما بعد الأعياد اليهودية، التي تبدأ اليوم لمدة عشرة أيام، فضلاً عن عيد الأضحى على أن يتم استئناف المفاوضات منتصف الشهر المقبل لمناقشة جدول الأعمال بالتفصيل.
وقال الناطق باسم حركة فتح أحمد عساف لـ"الحدث" "إن الاستمرار في التهدئة تعد مصلحة فلسطينية مشتركة، ومن أبرز ما جاء في جدول الأعمال المتفق عليه بين الطرفين تثبيت التهدئة، والاستمرار بالخطوات التي تتعلق بتحسين أوضاع وحياة أهلنا في قطاع غزة، وإنهاء الحصار عن القطاع برا وبحرا، وتوفير متطلبات إعادة إعمار القطاع، والإفراج عن المعتقلين في السجون الإسرائيلية، كما تم الاتفاق على استئناف المفاوضات منتصف الشهر المقبل.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي هاني المصري، إن إسرائيل ستماطل بتنفيذ ما جاء في جدول الأعمال المتفق عليه، خاصة أن عامود جلعاد عضو الوفد الإسرائيلي والعقل المنفذ لوزارة جيش الاحتلال أعلن في وقت سابق أن "إسرائيل لن تلبي متطلبات الجانب الإسرائيلي وبالتالي أقصى ما يمكن أن نصل إليه هو تخفيف الحصار، كما سيتم ربط الإعمار برقابة دولية وإسرائيلية شديدة حتى لا تقع بأيدي المقاومة، وهذا نوع من أنواع الضغط على المقاومة لابتزازها وأضعافها".
وأضاف لـ"الحدث" "من المتوقع أن تستمر المفاوضات لفترة طويلة، بهدف إضاعة الوقت وإفراغها من مضمونها، وذلك حتى لا تعطي أي إنجاز للفلسطينين وخاصة للمقاومة في غزة".
من جهته، يرى المحلل السياسي طلال عوكل: "أن المشاعر غير سعيدة بهذه المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، فهذه المفاوضات لا تحمل لنا أية انجازات، فهي تؤجل شهرا تلو الآخر، والذريعة في تأجيل المفاوضات هذه المرة هي الأعياد، أما السبب الحقيقي فهو المماطلة وإطالة الوقت لفرض معادلة تهدئة مقابل تهدئة.
وأوضح عوكل لـ"الحدث" أن إسرائيل تتبع سلسلة من التكتيكات التي تستهدف استفزاز الفلسطينين، خصوصا وأنها لم تتوقف عن إطلاق النار، فخلال الشهر الماضي انتهكت الاتفاق الذي تم الاتفاق عليه، واعتقلت صيادين، وأطلقت النار، وتوغلت الدبابات في القطاع".
وأضاف: "من غير المتوقع أن نحصل على إنجازات أو اتفاقات تلزم إسرائيل بتقديم تنازلات، فأي إنجازات ستقدمها إسرائيل ستكون بهدف تعميق الانقسام بين فتح وحماس لا أكثر، فهناك أسباب عديدة تدفع أصحاب القرار في إسرائيل لمعاودة العدوان، فلقد تضاعف الأزمة التي تعاني منها مكانة الجيش الأمر الذي أثر سلبا في قدرته على الردع".
وفي سياق منفصل، بدأت اليوم جولة جديدة من لقاءات تنفيذ اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس في القاهرة، حيث سيبحث اللقاء كافة البنود التي ما زالت عالقة في الاتفاق الذي وقع في الـ23 من أبريل/ نيسان الماضي بغزة.
وكان عضو المكتب السياسي موسى أبو مرزوق، صرح في وقت سابقا "أن لقاء المصالحة سيعقد على مدار يومين متتاليين، وسنناقش العديد من القضايا وعلى رأسها حكومة التوافق وقيامها بكافة التزاماتها، وبقية الملفات المتفق عليها سابقاً، ومن بينها تفعيل المجلس التشريعي، والانتخابات، وإعمار غزة، والشراكة السياسية، والتوقيع على (ميثاق روما) الذي يتيح محاكمة إسرائيل".